"لا أريد ان يلوّث حجابي بدماء أبرياء"، قالت فرنسية مسلمة ناضلت وتظاهرت في فرنسا ضد قانون منع الحجاب. خطف الصحافيين الصديقين جورج مالبرونو وكريستيان شينو عمل اجرامي مشوّه لصورة الإسلام والعرب، ليس فقط في فرنسا ولكن في العالم بأسره. فما معنى هذا الابتزاز الكريه بحياة أبرياء قاموا بعملهم باخلاص واحتراف؟ فمالبرونو كان يغطي أخبار الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بتوازن واحتراف مع تصوير الممارسات الاسرائىلية في الأراضي الفلسطينية ليظهر للرأي العام في فرنسا وفي الاذاعة التي كان يعمل فيها قبل صحيفة"لوفيغارو"الانتهاكات الاسرائىلية اليومية لحقوق الفلسطينيين. أما كريستيان شينو فهو أيضاً صحافي محترف ألّف كتاباً عن مآسي الفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائىلي. فهل يريد خاطفو هذين الصحافيين حرمان العالم من معرفة الحقيقة وإسكات قلمين صادقين للابتزاز الكريه؟ الابتزاز وسيلة جبانة وهي مجرمة عندما تكون باسم الإسلام ومع دولة مثل فرنسا رئيسها جاك شيراك هو أكثر دفاعاً عن الإسلام الحقيقي والعرب وقضاياهم. ففرنسا وقفت ضد الحرب في العراق. وفرنسا في الاتحاد الأوروبي هي أكثر مطالبة باحترام حقوق الفلسطينيين وضرورة تفكيك المستوطنات الاسرائىلية وإزالة الاحتلال الاسرائىلي. وفرنسا وضعت قانون الحجاب فقط في المدارس الرسمية لأن الدولة علمانية وتحترم ممارسة كل الأديان خارج نطاق الدولة. وفرنسا عارضت باستمرار إرسال جيوش أو قوات أجنبية الى العراق لأن رئيسها مدرك لمآسي الاحتلال. فكيف يجوز لهذه المنظمات التي تدّعي أنها"إسلامية"ان تهدد بقتل أبرياء وتسكت أصواتاً تنقل الحقائق المريرة في عالم عربي لم يشهد هذا المستوى من الانحطاط. كيف يجوز ان يعاتب رئيس الحكومة العراقي اياد علاوي بلداً مثل فرنسا لحياده. هل يريد السيد علاوي إدخال الجيوش الفرنسية الى مستنقع الجيوش الأميركية وحلفائها في عراق لم تتمكن القوات الأميركية فيه مع كل ترسانتها العسكرية الحديثة وتكنولوجيا سلاحها المتقدمة ان تضمن أمن بلد محتل يخطف فيه يومياً أبرياء من عصابات ومافيات عزز انتشارها الاحتلال الأميركي. فالابتزاز بحياة جورج مالبرونو وكريستيان شينو وحّد الصف في فرنسا لأن الرأي العام الفرنسي يرفض الابتزاز. إلا أن قتل الزميلين، لا سمح الله، سيكون تشويهاً كريهاً للإسلام ولمسلمي فرنسا وهم خمسة ملايين متضامنين في مطالبتهم للافراج عن الصحافيين. المطلوب الافراج عن جورج مالبرونو وكريستيان شينو في أسرع وقت وإنهاء عذابهما النفسي وإعادتهما الى ذويهما ووطنهما وعملهما اليومي. هم جنود الحرية والحق. فلتقف الجريمة في حقهم وفي حق الصحافيين المعتقلين في العالم باسم الحرية والحق.