"أنا من سان فرانسيسكو... كاليفورنيا... نحتاج الى مغادرة هذا البلد الآن... اذا لم نفعل، سيقتل الجميع بهذا الأسلوب". هذا ما قاله الشاب الأميركي بنجامين فاندرفورد في شريط فيديو أعده بنفسه "ينتحل" فيه ضمناً صفة أبي مصعب الزرقاوي زعيم "جماعة التوحيد والجهاد"، ويبدأ بقطع رأسه، في محاكاة لأشرطة سابقة لم تكن من واقع الخيال. قال فاندرفورد في اتصال هاتفي بوكالة "اسوشيتد برس" الأميركية انه بدأ بتوزيع الشريط على شبكة الانترنت قبل أشهر، في محاولة لجذب الانتباه الى حملته لتولي منصب محلي في مدينة سان فرانسيسكو. وتابع: "كانت جزءاً من مغامرة، ولكن لم ينتبه أحد اليها حتى الآن. فعلت ذلك لسببين: الأول لجذب الانتباه، والثاني لأقول ان هذا النوع من الشرائط يمكن تزويره بسهولة". ولساعات، وقعت وسائل الاعلام في شرك فاندرفورد، وتناقلت أنباء عن الشريط الذي يظهر فيه جالساً على كرسي في غرفة مظلمة، فيما يداه خلف ظهره، ويرتجف مهتزاً. بعدها امتدت يد تمسك بسكين وبدأت بقطع رأس فاندرفورد، ولكن لم يظهر أي ملثم مسلح في الفيديو. كما ارتدى فاندرفورد قميصاً وليس الزي البرتقالي الذي ظهر به رهائن جماعة الزرقاوي. لكن البيان الذي وقّع باسم "جماعة التوحيد والجهاد" مرفقاً بالشريط، حمل شعاراً ظهر على بيانات سابقة، آخرها السبت الماضي، وشمل تهديداً بقتل رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي. كما سجل الشريط بعنوان "ابو مصعب الزرقاوي يذبح اميركياً". وتحركت الكاميرا خلال التسجيل في غرفة مظلمة، بين صور بدا انها لجثث مشوهة لرجال ونساء واطفال عراقيين، كما سمعت تلاوة آيات من القرآن الكريم. يقول فاندرفورد في رسالة تلاها قبل ان يمثل عملية قتله: "عرض استبدالي بسجناء هنا في العراق... لا بد ان نترك هذه البلاد وشأنها، وعلينا انهاء الاحتلال". وكانت قناتا "العربية" و"الجزيرة" الفضائيتان بثتا مقتطفات من الشريط، مؤكدتين انه يصور رهينة أميركي يذبح "على يد الزرقاوي". لكن موقعاً اسلامياً ينشر عادة بيانات وأشرطة منسوبة الى جماعة الزرقاوي، أكد في وقت لاحق ان "شريط الفيديو الذي يظهر اعدام الأميركي كان مزوراً". وأوضح ان الشريط "صوره الأميركي بنفسه مع صديق له في سان فرانسيسكو".