اتهم جنود اميركيون الاستخبارات العسكرية بالتورط في فضيحة سجن ابو غريب، وذلك في الشهادات التي ادلوا بها الخميس امام غرفة الاتهام في المحكمة العسكرية في فورت براغ في ولاية كارولاينا الشمالية حيث تمثل امامها المجندة ليندي انغلاند. فيما حاول محامو الدفاع الربط بين سلوك المجندة والاوامر التي تلقتها من رؤسائها. وكلفت غرفة الاتهام البت في ما اذا كان يجب احالة انغلاند على محكمة عسكرية بعد ان اخذت صور لها وهي تؤدي حركات مهينة امام سجين عراقي. وخلال اليوم الثالث من جلسات الاستماع امام هذه المحكمة ادلى عدد من العسكريين بشهاداتهم عبر الهاتف. وقال الكابتن برنت فيتش انه شاهد صورة ظهر فيها ثلاثة من عناصر الاستخبارات العسكرية وهم يعذبون سجيناً. وكان فيتش يعمل مستشارا للكولونيل توماس باباس رئيس فرع الاستخبارات العسكرية الذي كان يدير سجن ابو غريب. كما قال اسرائيل ريفيرا امام القضاة انه يتذكر حادثة وقعت في تشرين الاول اكتوبر الماضي شاهد خلالها عدداً من السجناء مكدسين فوق بعضهم بعضاً وكأنهم يمارسون الجنس. واكدت الكابتن كارولين وود المكلفة الاشراف على التحقيقات التي تجريها الاستخبارات العسكرية انها شاهدت صورا يظهر فيها عناصر من هذه الاستخبارات وهم يعذبون السجناء. وفي حال ثبت تورط عناصر من الاستخبارات العسكرية في التعذيب فإن المجندة ستصبح في وضع اقوى امام المحكمة لأنها تؤكد انها لم تكن تفعل سوى تنفيذ الاوامر. ويسعى محاموها الى تأكيد ذلك. وقال محلل في الاستخبارات العسكرية انه رأى اثنين من زملائه ينتهكون حقوق السجناء العراقيين لكن مسؤولة كبيرة كانت تشرف على "ابو غريب" اواخر عام 2003 قالت انها لم توافق على الانتهاكات. وقال المحققون انه لا دليل على صدور اوامر وفقاً للتسلسل القيادي تحتم أو تجيز الانتهاكات. لكن عدداً من الشهود قالوا انهم رأوا السجناء عرايا ومقيدين في أوضاع محرجة ومذلة بل في احيان اسوأ من ذلك. وقال ريفيرا انه رأى رومان كرول وارمين كروس الى جانب عدد من الشرطة العسكرية وهم ينتهكون حقوق ثلاثة من السجناء العرايا. أفادت تقارير اعلامية ان التحقيق يجري مع ريفيرا وكرول وكروس وهم اعضاء في الكتيبة 325 من الاستخبارات العسكرية. ولم يوجه الاتهام الى أي منهم. وقال ريك ارنانديز محامي انغلاند: "ما سمعناه اليوم اعطى صورة واضحة عن الانتهاكات الجنسية التي ارتكبها اخرون ومرت من دون عقاب". وسأل محامو الدفاع كارولين وود عما اذا كان سب الأم لإذلال السجناء العرب اسلوباً مناسباً فقالت انه "وارد اذا كان القصد هو التأثير على نفسية السجين وكسر كبريائه". لكنها استطردت ان المحقق الذي يسب السجين ويصفه بأنه شاذ جنسياً ويضع الملابس الداخلية للنساء على رأسه "يستخدم اسلوباً غير لائق تماماً". وأقرت بوجود مناطق "رمادية" يتداخل فيها المباح وغير المباح في الاساليب المستخدمة لانتزاع معلومات من السجناء لكنها قالت ان وضع السجناء العراقيين العرايا في كومة او اجبارهم على ممارسة العادة السرية أساليب غير مسموحة.