دعا قاض عسكري اميركي ينظر في قضية تعذيب المعتقلين العراقيين في سجن ابو غريب الحكومة الاميركية أمس الى تسريع تحقيقاتها، محذراً من ان التأخير قد يسقط التهمة عن واحد على الاقل من الجنود المتورطين. وحدد القاضي جيمس بول تاريخ العاشر من ايلول سبتمبر موعداً للحكومة لكي تقدم تقارير عن تحقيقاتها لاستخدامها دليلاً في جلسات الإستماع الى المتهمين. وقال خلال جلسة استماع في القاعدة العسكرية الاميركية في مانهايم المانيا انه "سينظر بجدية" في الجلسة المقبلة الى طلب قدمه محامو المجند تشارلز غرانر باسقاط التهمة عنه اذا لم يحصل تقدم ملموس في اعداد التقارير. وقال بول ان "على الحكومة ان تقرر ماذا تريد ان تفعل بشأن مواصلة هذه القضية"، واكد ان بالامكان اسقاط القضية موقتا لكن يمكن اعادة فتحها عندما تجهز التقارير. وكان غرانر مثل امام المحكمة مع ثلاثة من زملائه في جلسات اجرائية تسبق المحاكمة وتعقد على مدى يومين في قاعدة اميركية في جنوب غرب المانيا لتسهيل اتصال المتهمين بفريق المحامين الذي رفض التوجه الى العراق لاسباب أمنية. وابدى بول ايضا استياءه من بطء التحقيق الذي يجريه الجيش في ملفات كمبيوتر سري في سجن ابو غريب، وقال ان محققاً واحداً يقوم بمراجعة الاف الصفحات، وحض على انهاء هذا التحقيق بحلول الاول من كانون الاول ديسمبر المقبل. والتقارير التي يشير اليها القاضي ثلاثة، أحدها يتولاه الميجور جنرال جورج فاي الذي يحقق في دور الجهاز الطبي والاستخبارات العسكرية في اساءة معاملة السجناء. وكان يفترض ان يكون جاهزا في تموز يوليو الماضي. من جهة ثانية، رفض القاضي طلباً للدفاع بنقل المحاكمة الى خارج العراق، معتبراً الطلب سابقاً لأوانه، وقال ان الجلسات المقبلة ستعقد في بغداد. ورفض القاضي ايضاً حجب أدلة اخذت من الكمبيوتر الشخصي لغرانر وتشمل مئات الصور عن الانتهاكات التي قال محاموه انها تمت من دون موافقته، لكن القاضي قال ان بالامكان العودة الى هذه النقطة لاحقاً بعد معرفة ما يحتويه الجهاز بالتحديد. ويتهم غرانر وزميلته ميغن إمبول والسرجنت ايفان فريدريك والسرجنت جافال ديفيز باذلال محتجزين عراقيين جنسياً وضربهم. واثار نشر صور تعذيب السجناء وهم عرايا في نيسان ابريل الماضي انتقادات دولية واسعة النطاق واساء كثيرا الى سمعة الجيش الاميركي. ويقول محامو الدفاع ان موكليهم كانوا ينفذون الاوامر التي صدرت اليهم بهدف كسر الروح المعنوية للسجناء قبل استجوابهم. ويقول مسؤولون اميركيون ان المتهمين قلة من غير الاسوياء. وغرانر متهم أيضا بالزنا كونه اقام علاقة جنسية مع الجندية ليندي انغلاند، الحامل حاليا والتي تواجه محاكمة مماثلة في فورت براغ بولاية نورث كارولاينا بعدما ظهرت في صور وهي تجر سجينا عراقيا ربطت عنقه بحزام.