التزم المطرب اللبناني نقولا الأسطا طريقاً فنياً خاصاً، منذ انطلاقته في برنامج للهواة... محافظاً على مستوى فني، وتعلم أصول الموسيقى، ليكتسب ثقافة فنية هي رصيده اليوم. ويعتبر الأسطا ان توقيع الفنان الراحل زكي ناصيف على شهادته أهم وسام على صدره. ما جديد نقولا الأسطا؟ - أسجل حالياً أغنية جديدة من ألحان وسام الأمير بعنوان "شو قريبة مني" وستكون على الطريقة العصرية الجميلة فيها جمل لحنية جميلة، لأن الاصوات التي مثل صوتي يجب الا تهرب الى الغناء البسيط. قد يكون اللحن بسيطاً والتوزيع القريب من القلب، وفي الوقت نفسه لا نستطيع ان نتخلى عن المضمون كفنانين. أطلقت ألبومك الأخير منذ أكثر من سنة لماذا لم ينل حقه في الإنتشار؟ - لأن إعلاني عنه كان أقل من إعلان غيري والإخبار عن أعمالي أقل من الكثير من الزملاء، علماً أنني مطالب بالمزيد من الظهور لأن الناس يرونني في الصفوف المتقدمة، لهذا اظلم بالمقارنة لأن إصداري يتكل فقط على إنتاجي الشخصي. في الوقت الحاضر هناك إجتماع مع شركة إنتاج وهي تفكر معي لأهتم أنا بالموسيقى وهي تهتم بالإنتاج والتسويق لتربح منه، وفي عملي السابق كان إعلاني مقارنة بالإعلانات المختلفة خفيفاً ولم يعطِ حق العمل مع ان لدي اغاني جميلة جداً منها "شهدوا علينا زور" و"أنا المعذب" وأغنية للأطفال، ومن يسمع هذه الأغاني لا يقارنها بأي نوع من سابقاتها إعلاناً، لهذا أقول إن الإعلان سيد الموقف لأنه مكلف في مواجهة كلفة الإتناج. لماذا لم تدخل موضة الأغنية الخفيفة؟ - دخلت فيها وهي موجودة ضمن اعمالي، ولكننا اليوم في عصر السرعة ولدينا برامج فنية كثيرة وهذا ما يوجد مطربين جدداً وتسلط الاضواء على جديدهم أكثر من جديدنا، لأن وسائل الإعلام تفكر أن ابن العشرين أفضل من ابن الخمسة وعشرين أي أنهم يفكرون بالفنان كمادة تسويقية وليس بقدرته الفنية وخبرته ويحاولون ان يلبسوه طقماً يشبهه قليلاً ويظهرونه للناس بطريقة عصرية، حتى أن هناك من هم أكبر مني ولديهم خبرة تختفي عنهم الأضواء. أنا لدي ظروفي منذ انطلاقتي من برنامج "أستوديو الفن" عام 1988، عندما نلت المرتبة الأولى، لسبب من الأسباب هناك من حاربني وحال دون دخولي الى الشركات الكبرى. هل ترى ان الفن تغير اليوم؟ - الفن لم يتغير بل التوجه تغير، فمنذ تخرجي من استوديو الفن ونيلي المرتبة الأولى موقعة من الفنان الراحل زكي ناصيف الذي كان يعتبر صاحب الإمضاء الأساسي عن لجنة الحكم والذي أعتبره نيشاناً على صدري، ثم تخرجت في جامعة الكسليك عام 1992، وعندها كانت إنطلاقتي وكانت في تلك الفترة مرحلة الحرب، وأنا اقتنع أن الفنان الصحيح في حاجة الى أغنية تكون هي جواز مروره الى الناس. لكن في الوقت نفسه الفنان بحد ذاته قيمة معينة لديه احاسيس كما الشاعر. أنا أراهن على فنان توفق في أغنية اساسية تساعده على بداية الشوط. لكنني لا اؤمن أن أغنية واحدة يمكن أن تجعل المطرب نجماً كبيراً! نسمع اصواتاً لا قيمة لها، ولا اعرف لماذا تنتج ومن ينتج لها... واشك في ان الجمهور يريد هذا الانتاج. كل الأمور متداخلة وهناك مصالح... وعندما تنتج أي شركة لنقولا الأسطا أو لأمثاله نستطيع القول إن الدنيا بألف خير. هل يجب اعتماد الأغاني الخفيفة التي فيها دلع حتى تحقق النجاح؟ - في الماضي كانت هناك أنماط غنائية جميلة تتكل على خفة ظل المطربة، وإبراز بعض الأنوثة في الأغنية افكر في طروب وجاكلين. لكن الى جانب تلك الانماط، كان هناك وديع الصافي وأمثاله. عصرنا بات يتكل على المرئيات وتغير الوضع. كان المطرب يتقاضى أجراً مقابل مشاركته في حوار اذاعي أو اعطائه حواراً للصحافة! اليوم كثر المحسوبون على الفنّ، وخفّ سعرهم كثيراً. تراكمت التنازلات حتى صار كل شيء مباحاً، ويحزنني ان الفنانين يتسابقون على الظهور في أي ثمن! هذه حال الإعلام في ايامنا... لكن عدم تنازلك وتمسكك بالمبادىء أوقفاك في مكانك؟ - لا ابداً، أنا موجود في كل مكان، قد أكون في مكاني مقارنة بمن تراهم، لكنني ارفض أن يقال إنني لا أزال مكاني بل أن خطواتي وإنتاجاتي بطيئة ولا اسير بسرعة الصاروخ، وصار لدي حتى الآن ست البومات. هناك مطربون يغنون منذ فترة قصيرة ووصلوا الى مصاف النجوم؟ - السر هو ال"بروباغندا" التي ترافق انطلاقتهم. وانا لم اعتمد على أي ترويج معي اي موقف "بروباغندا" بل قد تكون معاكسة علي. أحياناً قد أمر بفترات من الإحباط وأنظر الى نفسي واقول ماذا يحصل واحياناً أكون في مكان عام وأعرف مكانتي عند الناس. هل تعتبر أن هناك فساداً فنياً؟ - لا يوجد فساد فني بل هناك موجات فنية... ومقاييس فنية مختلفة. صارت الأغنية سريعة، وبرز التوزيع، والتوزيع الموسيقي الغربي طاغ. هناك فساد في الممارسة، لكن الفن لا يعرف الفساد، بل يبقى صفاؤه في التجارب الغنائية الجميلة.