وقفت المطربة الشابة نيللي مقدسي للمرة الأولى امام الكاميرا وغنت بأسلوب المحترفين في برنامج للهواة هو "كأس النجوم". أدّت اغاني المطربة سميرة توفيق وأتقنت اللهجة البدوية لفظاً وأداء، وفازت بثلاث كؤوس خولتها خوض غمار الفن بثقة. وكونها ابنة عازف، اكتسبت معرفة بأنماط الموسيقى هي التي عاشت بين المطربين والملحنين. اليوم بدأت نيللي تشقّ لنفسها طريقاً في عالم الغناء، يميزها عن بنات جيلها، لتنطلق منه الى عالم واسع تختبر فيه قدراتها الفنية كل يوم. "الحياة" حاورتها عن بداياتها وألبومها الجديد وأشياء أخرى. كيف كانت بدايتك الفنية؟ - ترعرت في اجواء فنية، خصوصاً ان والدي عازف موسيقى عاصر اجيالاً فنية عدة. وكنت أغني في البيت، ما جعل والديّ يتنبّهان الى موهبتي فشجعاني على الاشتراك في برنامج "كأس النجوم" وتقدمت عن فئة الفنانة سميرة توفيق، ونجحت وحصلت على ثلاث كؤوس هي كأس الفنانة سميرة توفيق، وكأس الجمهور، ومن ثم كأس الكؤوس في المباراة الأخيرة. كيف كانت انطلاقتك بعد كأس النجوم؟ - بعد حصولي على كأس الفنانة سميرة توفيق وقعت عقداً مع مكتب المخرج سيمون اسمر، وبدأت اسافر الى البلاد العربية لإحياء الحفلات والمهرجانات. وبعد سنة من احترافي قدمت اغنية خاصة وهي "واه واو"، من كلمات صفوح شغالة وألحان نهاد نجار، وقد صورتها فيديو كليب من اخراج رواد ضو. وكانت اول اطلالة خاصة على الجمهور الذي احب الأغنية وعرفني من خلالها. انسحبت بطريقة حبية من يتقدم الى برنامج هواة يوقع عقداً مع مكتب استوديو الفن. وكنت واحدة ممن انتسبوا الى المكتب، لماذا تركته؟ ألم يفدك سيمون اسمر؟ - وقّعت مع مكتب سيمون اسمر عقداً لمدة عشر سنوات ولكنني التزمت العمل معهم سنتين فقط لأنني شعرت بأنهم لم يعرفوا كيفية استثمار موهبتي بالطريقة التي اجدها مناسبة لي. أردت الاستقلالية في اختياراتي، وانسحبت بطريقة حبية ونحن اصدقاء وحالياً اعمل وفق توجهاتي الخاصة التي اراها مناسبة. صدر لك ألبوم عن شركة "ميوزيك ماستر"... هل كان هناك تقصير حتى انتقلت الى شركة أخرى؟ - بالعكس شركة "ميوزيك ماستر" تعاملت معي في شكل جيد كمطربة مبتدئة. لكن عقدي معها كان لإنتاج عمل واحد فقط. ولم اجدد العقد لأنني اردت ان يكون عملي التالي اكبر وأوسع انتشاراً ولم يكن عرض الشركة بالمقدار الكبير الذي اردته. وفي المقابل وجدت طلبي وغايتي عند شركة "روتانا" التي قدمت لي الإمكانات الإنتاجية التي اريد، فوقعت معها عقداً وأنتجت لي شريطي الأخير "اهلي عرب" الذي نزل اخيراً الى الأسواق. هل تعتقدين انك تمتلكين الخبرة الكافية لتختاري كلمات اعمالك لوحدك؟ - اكتسبت الخبرة من والدي الذي ينتمي إلى هذا المجال الفني. وبالتالي انعكس الأمر عليّ ايجاباً، صحيح انني اتشاور مع كل المحيطين بي في اختيار الأغاني لكن الرأي الأخير لي شخصياً، لأن احساس الفنان هو الكفيل في نجاح العمل الفني، واليوم اجد انني صرت أنضج من ذي قبل وأكتسب خبرة يوماً بعد يوم. العصر كله تغير صار الإيقاع هو الأساس في أي اغنية... هل ترينه ضرورة عصرية؟ - العصر كله تغير وبدأت الأمور تندمج ببعضها البعض والكل يحاول دمج الإيقاعات الغربية بالشرقية، وأنا مع هذا الأمر ولكنني لا اريد تشويه الروح الشرقية التي تحويها موسيقانا العربية، ونحن كمطربين علينا ان نقدم لكل الناس أغان بمستوى راق، وأنا مطربة لبنانية عربية عليّ ان ارضي جميع الأذواق وأن أوفق بين الأصالة ومتطلبات العصر بدقة وحرص حتى لا أبتعد عن التطور وما يريده جيل الشباب... وكل الأجيال التي تسمعني وتعجب بأدائي وأغاني. منذ انطلاقتك التزمت اللون البدوي، هل تجدينه يناسبك اكثر من غيره؟ - احب هذا اللون وأرى انه يناسب طبقة صوتي، وبناء على نصيحة المقربين غنّيت للمطربة سميرة توفيق في "كأس النجوم" وأيضاً لأنني معجبة بالكلمة البدوية التي اجد فيها تعبيرات جميلة، لهذا ما زلت ملتزمة نوعاً ما اللون البدوي، اضافة الى بعض التنويع باللهجة اللبنانية واللهجة الصعيدية المصرية الأقرب الى البدوية ايضاً. هل فكرت بتسجيل دويتو مع مطرب اكثر شهرة لتدعيم شهرتك؟ - الدويتو جميل، ولكنني لا أفكر به حالياً لأنني أركّز على تكوين هوية لنفسي، وأفضّل ان اغني اغاني خاصة بي. لكن في المستقبل، إذا وجدت مطرباً صوته مناسب لصوتي، وكانت الظروف ملائمة وقُدمت لي اغنية جميلة من ناحية الكلمات واللحن فلم لا أقدم على هذه الخطوة؟ هل الجمال والشكل المتناسق صارا ضرورة فنية؟ - طبعاً، جمال المطربة في هذه الأيام ضروري لأننا في عصر التلفزيون الذي يتطلب شكلاً متناسقاً... فالجمهور يهتم بالشكل والصورة الجميلة كاهتمامه بصوت المطربة وأغنياتها، والأهم ايضاً ان تستكمل شكلها باللباقة وحسن التصرف والعفوية على المسرح وأمام الكاميرا. كيف تصفين عملك الجديد "أهلي عرب"؟ - "اهلي عرب" تجربة جديدة، إذ يضم باقة منوعة اللهجات بين البدوي والصعيدي المصري والكلاسيكي اللبناني، ويضم عشر اغان تعاملت فيه مع الشعراء والملحنين باسم يزبك ومازن زوايدي وطارق ابو جودة وجورج مرديروسيان وسمير نخلة وصفوح شغالة وعادل رفول... فضلاً عن شاعر بحريني. وأتمنى ان يأخذ حقه في بورصة الأغاني ويحبه الجمهور العربي.