واصلت القوات الحكومية اليمنية تمشيط التحصينات الجبلية والقرى في منطقتي حيدان وجبال مران بالاضافة الى مناطق الملاحيط ونشور في محافظة صعدة والتي كانت مسرحاً للمواجهات الدامية بين اتباع الداعية المتشدد حسين بدر الدين الحوثي والقوات الحكومية التي اندلعت في 18 حزيران يونيو الماضي. وكان مصدر عسكري يمني أكد ل"الحياة" صباح أمس ان عمليات القوات الحكومية انتهت عملياً بعد سيطرتها على جميع التحصينات الجبلية "للحوثيين" في وقت سابق أول من أمس، وقال ان فرقاً متخصصة من قوى الأمن والجيش تقوم بتمشيط القرى والجبال بحثاً عن جيوب المتمردين وللقبض على الحوثي بعد أن فر من أكبر موقع له في جبل الحكمي ومعه بضعة من اتباعه، فيما قتل أبرز معاونيه وقادة ميليشياته وعدد من مساعديه وأقربائه في معارك يومي الاربعاء والخميس. وكانت القوات الحكومية تمكنت من اقتحام جبلين آخرين هما القعد المطل على قرية خميس مران والسونة الذي يعتبر من أكثر الجبال وعورة وفيه منزل شفيق الحوثي عبدالملك الذي قامت القوات بتفتيشه ووجدت وثائق مهمة وصوراً للحوثي وأشقائه التقطت في فترة سابقة في ايران، احداها وهو جالس على كرسي الإمام الخميني. وأضاف المصدر ان الحوثي واتباعه استخدموا ضد القوات الحكومية الرشاشات الثقيلة والخفيفة والقاذفات الصاروخية والقنابل بكل أنواعها والألغام الأرضية. وقال ان "الحوثيين" استخدموا قاذفات "بازوكا" خاصة بالأفراد لا تملك القوات الحكومية مثلها، بالاضافة الى ذخائر نادرة من نوع "أم 1" وبنادق القنص المعروفة في اليمن باسم "بريجنيف" وهي روسية وباهظة الثمن. وتمكنت القوات الحكومية من الاستيلاء على مخزون من هذه الأسلحة والذخائر بعد سيطرتها الميدانية على مناطق المتمردين. وحول ضحايا المواجهات بين اتباع الحوثي والقوات الحكومية منذ بدايتها قالت مصادر متطابقة في صنعاء وصعدة ل"الحياة" ان القوات الحكومية تكبدت ما لا يقل عن 120 قتيلاً ونحو 200 جريح وأن الضحايا بين رجال القبائل من أبناء صعدة الذين تعاونوا مع القوات الحكومية لا يزيد عن 100 قتيل و60 جريحاً فيما قتل ما لا يقل عن 400 مسلح من اتباع الحوثي. وأشارت الى مقتل اثنين من أولاد الحوثي وجرح ثالث فيما تكبد "الحوثيون" نحو 70 قتيلاً والعشرات من الجرحى في آخر المعارك على جبلي الحكمي والقعد. واشارت الى ان القوات الحكومية وجدت العشرات من القتلى "الحوثيين" على قارعة الطريق لم يتم دفنهم وان عشرات الجثث الاخرى تحللت بسبب تركها في العراء، وقام رجال الجيش والامن بدفنها. واضافت المصادر ان اهالي المنطقة تمكنوا من التعرف على جثث ابنائهم فيما تبين ان عدداً كبيراً منها يعود الى اشخاص مجهولين قدموا من مناطق ومحافظات اخرى للقتال الى جانبه. ولفتت المصادر الى ان التحصينات والمواقع التي تمركز فيها "الحوثيون" ليست عادية وانما تشبه التحصينات العتيدة للجيوش اثناء الحروب التقليدية، وان معسكرات اعدت للتدريب على مختلف الاسلحة، مؤكدة ان "ثمة جهات خارجية متورطة في دعم الحوثي وقدمت له مساعدات مالية ولوجستية وهناك معلومات مهمة وخطيرة سيتم الكشف عنها في المستقبل حول طبيعة تمرد الحوثي ومخططه الدموي في اليمن والذي بدأ بإثارة الفتنة المذهبية والطائفية والتمرد على الدستور والقانون والخروج عن سيادة الدولة في محافظة صعده وانتهاء بالعمل العسكري المسلح". وفي هذا السياق اكدت ل"الحياة" مصادر في السلطة المحلية بمحافظة صعده امس ان القوات الحكومية التي دخلت قرى في منطقتي القتب والنبعي وجدت الاهالي في حال يرثى لها من الفاقة والجوع والعطش بعدما منعهم اتباع الحوثي من مغادرتها. وقالت المصادر ان القيادة العسكرية في المنطقة سارعت الى تزويد هذه القرى بالطعام والمؤن ومياه الشرب فيما اعادت الاهالي الذين نزحوا من مناطق الحكمي والشرفة ومصنع العراقي والرقيب والبلغي والمنعي والقعد والمرجلة والخرابة الى المناطق المجاورة ووفرت لهم الطعام والمؤن والمياه. الى ذلك من المتوقع ان تصدر لجنة الوسطاء التي شكلها الرئيس علي عبدالله صالح اخيراً لاقناع الحوثي واتباعه بتسليم انفسهم طواعية للدولة بياناً صحافياً تحدد فيه موقفها من الاحداث والخطوات التي قامت بها لمحاولة انهاء التمرد واسباب فشلها.