شن الطيران الحربي اليمني حملة تمشيط، بمشاركة المدفعية الثقيلة والصواريخ حملة «تمشيط» مكثفة على تجمعات الحوثيين وقصف الكهوف والمغاور والصفوف الخلفية للمتمردين في عدد من مديريات ومناطق محافظة صعدة حيث يُعتقد بسقوط ما يصل الى 500 قتيل وجريح في صفوف المناهضين للحكومة. واعلنت وزارة الداخلية اليمنية أنها طلبت من النائب العام إصدار «أمر قهري» بتوقيف 55 قيادياً، بعد اتهامهم بالتمرد، في مقدمهم زعيمهم عبد الملك الحوثي وعدد من مساعديه بينهم القائد الميداني عبد الله عيظة الرزامي ومندوب «الحوثيين» في اتفاق الدوحة صالح هبرة وآخرين. قالت مصادر في محافظتي صعدة وعمران (شمال غربي اليمن) إن القوات الحكومية قتلت 200 متمرد في العمليات العسكرية التي بدأت قبل اسبوع. في حين تتحدث مصادر عسكرية عن سقوط بين 40 و60 قتيلاً وجريحاً في صفوف القوات الحكومية. وذكر امس ان الرئيس علي عبدالله صالح تفقد جبهة القتال في حرف سفيان بعد تأمينها اثر اعلان وزارة الدفاع تطهير عدد مديريات ومناطق محافظة صعدة في حين نفى مصدر إعلامي يمني رسمي مزاعم إيرانية تحدثت عن اشتراك ضباط عراقيين في تعقب «الحوثيين». ووصف المصدر «المعلومات الايرانية» بانها «كاذبة ومضللة وتدخلات مشبوهة» في الشأن الداخلي لليمن». وقالت ل»الحياة»، مصادر محلية في صعدة «إن المقاتلات اليمنية وقوات المدفعية استهدفت أمس ب»نيران كثيفة» مواقع للمتمردين وتحصيناتهم في منطقة مطرة حيث يُعتقد بأن عبد الملك الحوثي يتنقل فيها مع أتباعه. واعتقلت القوات الحكومية العشرات من المشتبه بانهم من انصار الحوثي خصوصاً في كهوف وعرة في الجبال بعد قصفها بالطيران والمدفعية. واستهدفت العمليات في الايام الاخيرة مناطق حيدان ورازح والمهاذر وساقين ومديرية حرف سفيان في محافظة عمران، التي تخوض فيها وحدات خاصة من الجيش حرب شوارع للقضاء على جيوب «الحوثيين» وتأمين الطرقات. ولفتت المصادر إلى أن مجموعات مسلحة من «الحوثيين» هاجمت موقعاً عسكرياً قرب صعدة ليل الاثنين - الثلثاء، غير أنها فوجئت بكمين تم استدراجهم إليه وقتلت القوات الحكومية في الموقع 25 حوثياً. وذُكر انه على رغم شن هجمات ميدانية تكتيكية في عدد من المناطق إلا أن القيادة لا تزال تعتمد على الضربات الجوية والمدفعية لدك تحصينات ومعاقل الحوثيين في المناطق الوعرة ذات التضاريس الجبلية الصعبة في صعدة. وبالتوازي مع العمليات العسكرية تواجه الحكومة اليمنية حرباً إعلامية عبر بعض وسائل الإعلام الإيرانية التي تؤيد التمرد الحوثي في اليمن، واعرب مصدر إعلامي يمني أمس عن آسفه الشديد «لما أبداه الإعلام الرسمي الإيراني من تدخلات مشبوهة في الشأن الداخلي اليمني وتحوله إلى منبر لأبواق عناصر التخريب والإرهاب الحوثية في صعدة». واشار إلى أن الأسلوب الذي تتعامل به وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية مع قضايا اليمن الداخلية «يثير الكثير من علامات الاستفهام في شأن موقف تلك الوسائل من الأعمال التخريبية والإرهابية التي تقوم بها عصابات التمرد والتخريب التابعة للحوثي». وبالإضافة إلى السلطات اليمنية اعتبرت الأوساط السياسية والشعبية اليمنية مساندة الإعلام الإيراني لحركة التمرد «دليلاً إضافياً على تدخل إيراني في الشأن اليمني المتمثل في دعم حركة التمرد في صعدة، خصوصاً أن بعض وسائل الإعلام الإيرانية شبه الرسمية تحدثت في تقارير سابقة عن وجود أسلحة متطورة يملكها المتمردون لم يستخدموها بعد. وكان الحوثيون اعلنوا أول من أمس استخدام صواريخ الكاتيوشا ضد القوات الحكومية ما يُمثل تطوراً خطيراً «يبعث على القلق العام من مصادر تمويل المتمردين وما يحاولون فرضه من خلال هذه الإمكانات أو تنفيذها في منطقة من اليمن تُطل على دول الجوار الخليجي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية.