استخدمت القوات الحكومية المروحيات العسكرية لملاحقة فلول الهاربين من اتباع حسين بدر الدين الحوثي في مناطق المواجهات الدامية في محافظة صعده شمال البلاد. وكانت القوات الحكومية اكملت سيطرتها على سلسلة جبال مران منذ بضعة ايام، ونفّذت اجراءات لتأمين الطرق وايصال امدادات الغذاء الى السكان ومنع القبائل المجاورة من الوصول الى المناطق التي كان "الحوثيون" يتمركزون فيها تجنباً لحدوث عمليات سطو على الممتلكات. واكد شهود من تلك المناطق ل"الحياة" ان القتلى والجرحى يعدون بالمئات، معظمهم من اتباع الحوثي واضطر المئات منهم للاستسلام للقوات الحكومية هرباً من جحيم الاشتباكات والحصار. وفيما يؤكد الحوثيون وفي مقدمهم المطلوب الرقم 1 حسين بدر الدين الحوثي ان كل ما ارتكبوه هو رفع شعارات "الموت لاميركا الموت لاسرائيل" في المساجد تؤكد السلطات الحكومية ان الحوثي انشأ تنظيماً دينياً متطرفاً اطلق عليه اسم تنظيم "الشباب المؤمن" وانه قام بتدريب ميليشيات مسلحة لمواجهة السلطات والتمرد على الدستور والقانون، ورفع علم "حزب الله" اللبناني، ونصّب نفسه اماماً في صعده ثم اميراً للمؤمنين، وادعى انه المهدي المنتظر الذي سيحرر الامة وينصرها على اعدائها. وتضيف مصادر السلطة ان الحوثي متهم بالاعتداء على رجال الامن وافراد الجيش في منطقة حيدان وجبال مران وقتل وجرح العشرات منهم، كما انه يثير الفتنة الطائفية والمذهبية بفكره ودعواته ومنهجه. واكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" ان القوات الحكومية تدعمها المروحيات وطلائع من الاستطلاع العسكري هاجمت اخيراً تجمعات للمتمردين وقطعت عنهم الامدادات كما قطعت الاتصالات في ما بينهم تمهيداً للقضاء نهائياً على بؤرة التمرد. واضافت أن اهم مساعدي الحوثي قضوا في المواجهات على يد القوات الحكومية. وقالت المصادر ان القوات الحكومية عززت وجودها في المواقع التي استولت عليها في جبال مران وآل الصيفي وحيدان ونشور وحيفان، وامنت القرى المتاخمة بعدما مشطت جيوب "الحوثيين" من قرى خميس مران وحميمة وآل الصيفي وان طائرات حربية من طراز "ميغ 29" كانت تغطي تقدم هذه القوات خلال عملياتها الاخيرة.