سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرجع الشيعي في لندن ويعاني "مشكلة بسيطة في القلب" قصف صاروخي على منزل النجفي ، بوش لن يرضخ لجدولة الانسحاب تفادياً ل"حمام دم". مئات القتلى وغارات أميركية لحسم معركة النجف في غياب السيستاني
بدا امس ان القوات الاميركية التي تتولى قيادة القوة المتعددة الجنسية في العراق، تتجه الى حسم معركة النجف، والقضاء على ميليشيا "جيش المهدي" التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. رجح ذلك تدخل الطيران الاميركي بكثافة ليقصف مواقع داخل النجف، في غياب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني. ففيما اعلن ان "المارينز" قتلوا خلال اليومين الماضيين حوالى ثلاثمئة من المسلحين الموالين للصدر في المعارك الضارية التي شهدتها مدينة النجف، كانت طائرة تابعة لشركة "طيران الشرق الاوسط" اللبنانية تحطّ في مطار هيثرو في لندن، آتية من بيروت، وعلى متنها السيستاني الذي نُقل بطائرة خاصة من العراق الى العاصمة اللبنانية اولاً، في طريقه الى بريطانيا، لتلقي العلاج، بعدما أُعلن انه يعاني اضطراباً في القلب. وقال السكرتير الخاص لمرتضى الكشميري، ممثل المرجع الشيعي في بريطانيا، ان السيستاني يعاني "مشكلة بسيطة في القلب وسيخلد للراحة" مؤكداً انه لم يدخل مستشفى. واصيب منزل آية الله بشير النجفي، أحد أهم اربع مرجعيات شيعية في النجف بأربعة صواريخ امس. وقال ناطق باسمه ان الصواريخ ألحقت أضراراً بالمنزل، لكنه رفض تحديد هل كان النجفي في الداخل وقت الحادث، في حين رفض الرئيس جورج بوش تقديم جدول زمني لسحب حوالي 140 الف جندي اميركي من العراق معتبراً ان انسحاباً فورياً ربما يؤدي الى "حمام دم". وتابع: "علينا البقاء معهم العراقيين حتى يبلغوا هدفهم في بناء عراق ديموقراطي". وسئل عن جدول زمني لسحب القوات من هذا البلد فأجاب: "يحاولون اجباري على الكلام عن جدول زمني للانسحاب، ولن افعل". واوقعت المواجهات بين القوات المتعددة الجنسية والشرطة العراقية وبين "جيش المهدي"، حوالي 52 قتيلاً و174 جريحاً في مدن عراقية بينها النجف، في وقت هددت الحكومة الانتقالية برئاسة اياد علاوي بتوسيع المواجهات التي اتسمت بشراسة، رغم محاولة "البيت الشيعي" لقاء الصدر الذي وصف اميركا بأنها "العدو" وجهود وقف تدهور الاوضاع الامنية. راجع ص 2و3 واذ حمل انصار الصدر بعنف على وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب الذي هدد بطردهم خارج البلد، تساءلوا "هل العراق ملك ابيه"، متهمين محافظ النجف بالعمالة للاميركيين وبالجنون. في الوقت ذاته، حذّر هاشمي رفسنجاني الاميركيون من ازدياد العمليات الانتحارية التي ينفذها اسلاميون، بسبب ما يحدث في فلسطين وقصف النجف ومقام الإمام علي. وامتدت الاشتباكات من مدينة الصدر في بغداد الى الجنوب لتشمل بالاضافة الى النجف البصرة والناصرية والعمارة حيث دخلت القوات البريطانية بدباباتها لطرد مسلحي الصدر من المراكز الحكومية. واعتبر مسؤول عراقي في اتصال مع "الحياة" ان ما عجّل في انتقال السيستاني الى لندن هو رغبة الأخير في الابتعاد عن النجف في هذه الفترة التي تشهد اشتباكات حاسمة في النجف بين القوات الاميركية والشرطة العراقية من جهة وميليشيا "جيش المهدي" من جهة ثانية. واشار المسؤول الى احتمال ان يكون سفر السيستاني بمثابة رفع غطاء المرجعية عن تيار الصدر، خصوصاً ان المسافة بين هذا التيار وبين السيستاني اتسعت اخيراً، وقد يكون ذلك اشارة الى خطوات جدية تؤخذ بحق الصدر ومعاونيه. ولفت المسؤول الى "الاختراقات الواسعة" في تيار الصدر والتي "مكنت اطرافاً اقليمية كثيرة من الدخول على المعادلة العراقية"، مشيراً الى "اكتشاف اكثر من خيط يربط بين هذا التيار وبين مجموعات من منطقة الفلوجة على علاقة بتنظيم القاعدة". وفي السياق ذاته قال مسؤول امني حكومي عراقي ل"الحياة" ان "لدى السلطات العراقية معلومات عن علاقة السلطات الايرانية بمجموعات قريبة من ابي مصعب الزرقاوي تعمل في العراق". وان هذا التعاون يمتد من الفلوجة الى بعقوبة الى مدن الجنوب العراقي. ولفت الى ان تيار الصدر هو "احد التقاطعات الكثيرة التي يلتقي فيها مجاهدو الفلوجة مع الاجهزة الامنية الايرانية" لكنه أكد ان "الدخول الايراني على المعادلة العراقية لا يقتصر على هذه النافذة، وانما يشمل ايضاً نفوذ ايران في المناطق الحدودية". ويعتقد بأن السيستاني الذي يحمّل الصدر وتياره جزءاً من المسؤولية عن الفوضى التي انتهت اليها مدينة النجف، بفعل استقدام مقاتلين غرباء عنها، فضل الابتعاد عن المدينة في هذه الفترة، وربما كانت وراء قراره معلومات عن اتجاه القوات الاميركية والحكومة العراقية الى حسم المعركة في النجف. ولفت المسؤول الى ان لوصوله الى بيروت التي انتظر فيها نحو ثلاث ساعات انتقل بعدها الى لندن، من دون ان يكون في استقباله في العاصمة اللبنانية اي من مسؤولي "حزب الله" معاني مرتبطة بخلافات على الملف العراقي. لكن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري التقى في مطار بيروت السيستاني الذي يرافقه السيد محمد رضا مشتهد السيستاني والدكتور مجيد عبدالامير سعيد المصطفى، وحامد شاكر خليل الخفاف. وأقلت المرجع الشيعي من العراق طائرة خاصة تابعة لشركة "بساط الريح" ووصلت بيروت نحو العاشرة صباحاً، وكان في استقباله بري وسط تكتم اعلامي وتدابير أمنية شديدة. وفتح له صالون الشرف في المطار حيث التقاه بري، وبعد نحو ثلاثة ارباع الساعة استقل السيستاني والوفد المرافق طائرة تابعة ل"طيران الشرق الأوسط" في رحلة تحمل الرقم 215 الى لندن. محافظ "مجنون" وحمل انصار الصدر بعنف على وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب الذي كان هدد ب"قذفهم خارج البلد" وأعطاهم 24 ساعة لتسليم اسلحتهم. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الشيخ ناصر الساعدي قوله في خطبة الجمعة من "مسجد الصادق" في مدينة الصدر، ان "من يسمى وزير الداخلية صرح بأن تيار الصدر زمرة ارهابية، يجب اخراجها من العراق، ونحن نسأله ان كان لديه ضمير، او ذرّة من الغيرة العربية او الانسانية: هل التيار الذي رفض ان يضع يده في يد اي متآمر ويد المحتل، هو الذي تسميه بالارهاب، وتقول سنرميه خارج العراق، فهل العراق ملك أبيك؟". وانتقد الساعدي محافظ النجف عدنان الزرفي، متهماً اياه بالوقوف وراء تأزم اوضاع النجف. وقال ان السبب هو "استدعاؤه الاميركان لضرب ابناء شعبه، وهذا يدل على عمالة هذا الشخص، لذلك نحن نطالب بإقالة هذا المعتوه". ودعا الشعب العراقي الى "الاضراب العام والشامل بسبب ما يجري من انتهاكات، خصوصاً في مدينة النجف". رفسنجاني في طهران أ ف ب حذر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الولاياتالمتحدة من تزايد عمليات انتحارية في العراقوفلسطين، ينفذها مسلمون "تدمى قلوبهم". وقال في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران، مخاطباً الاميركيين المساندين لاسرائيل: "كل يوم تقصفون الناس في فلسطين، تقتلون وتلاحقون وتعذبون وتدمرون المنازل، وامس في العراق قصفتم مجدداً مدينة النجف ومقام الإمام علي، وأدميتم ملايين القلوب". وارتفعت صيحات التكبير من المصلّين مع هتافات "الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل". وحذر رفسنجاني واشنطن من رد فعل "المؤمنين الذين أثخنتهم الجروح واستبد بهم الغضب وباتوا مستعدين للشهادة وتفجير أنفسهم". وندد بشدة بالسياسة الاميركية التي "لا تحركها سوى المصالح النفطية" وقال: "جاؤوا الى العراق ليكونوا ملوك النفط ويأخذوا من نفط الخليج الفارسي ما يستطيعون بأبخس الاثمان، لكنهم بدلاً من ذلك تسببوا في مضاعفة اسعار برميل النفط، التي قفزت من 23 الى 44 او 45 دولاراً". واعتبر ان الاميركيين "جعلوا العالم بأسره اكثر عرضة للخطر".