زعم معتقلون بريطانيون سابقون احتجزوا في أفغانستانوغوانتانامو ان المحققين الأميركيين أساؤوا معاملتهم خلال استنطاقهم وانتزعوا اعترافات منهم تحت الإكراه وأحياناً في ظل تهديد بسلاح مصوّب على رأسهم بحضور ضابط من القوات الجوية الخاصة البريطانية أس أ أس. ووردت هذه المزاعم في تقرير من 115 صفحة أعده محامو ثلاثة بريطانيين اعتُقلوا في 2001 في أفغانستان ونُقلوا الى غوانتانامو باي كوبا حيث قضوا سنتين وأُفرج عنهم من دون تهمة في آذار مارس الماضي. وقال رحال أحمد، وهو واحد من ثلاثة معتقلين متحدرين من مدينة "تيبتون" الانكليزية، انه بُعيد اعتقاله في أفغانستان في تشرين الثاني نوفمبر 2001 أخذه جنود أميركيون الى خيمة حيث استجوبه ضابط بريطاني عرّف عن نفسه بكونه من قوات النخبة "أس أ أس". وأضاف ان جندياً أميركياً وجه مسدساً الى رأسه وهدد بقتله إذا تحرك، في وقت كان الضابط البريطاني يطلب منه الاعتراف بأنه ذهب ل"الجهاد" في أفغانستان. وذكرت صحيفة "الغارديان" التي نشرت مقتطفات طويلة من التقرير قبل توزيعه بعد ظهر أمس في واشنطن، ان وزارة الدفاع البريطانية قالت انها ستحقق في مزاعم أحمد، مؤكدة ان تعليماتها تمنع استجواب معتقلين تحت تهديد السلاح. واعتُقل تسعة بريطانيين في غوانتانامو قبل الافراج عن خمسة منهم في آذار. وإضافة الى مزاعم أحمد، يتضمن التقرير شهادات من معتقلين آخرين هما شفيق رسول وآصف إقبال، وجميعهم يؤكدون فيه ان أجهزة استخبارات أميركية عدة شاركت في استجوابهم وانهم تعرّضوا للضرب بشدة، وقُيّدوا بطريقة تسبب لهم آلاماً خلال استنطاقهم، وتعرّضوا للضوء بقوة، وحُرموا من النوم بهدف تحطيمهم نفسياً وارغامهم على الاقرار بأمور لم يقوموا بها. ولم يقولوا ان الأميركيين اعتدوا عليهم جنسياً، لكنهم شكوا في تفتيش مناطق حساسة في جسمهم من دون سبب. وقال الثلاثة ان الأميركيين ضغطوا عليهم للإقرار بأنهم ظهروا في شريط فيديو لزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وقائد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر محمد عطا. لكن الحقيقة ان الثلاثة لم يكونوا في أفغانستان وقت تصوير الشريط، إذ كان أحدهم يعمل في محل للأدوات الكهربائية في وسط انكلترا، في حين كان الآخران يعانيان من مشاكل مع الشرطة البريطانية. ويزعم الثلاثة في تقريرهم ان الحكومة البريطانية لم تبد اهتماماً بسوء معاملتهم خلال اعتقالهم في غوانتانامو. ويقولون أيضاً انهم علموا خلال فترة اعتقالهم بأن معظّم بغ، وهو بريطاني آخر ما زال موقوفاً في غوانتانامو، يعاني من معاملة بالغة السوء وموضوع في السجن الانفرادي، وان جميل البنا، وهو لاجئ أردني- فلسطيني مقيم في بريطانيا ومعتقل في غوانتانامو ايضاً بعد "خطفه" من غامبيا، يعاني من وضع صحي سيّئ بدوره. وترفض الحكومة البريطانية تمثيل البنا كما ترفض تمثيل صديقه بشر الراوي العراقي المقيم في لندن والمعتقل بدوره في غوانتانامو. وكتبت فيكتوريا بريتين، التي أعدّت مسرحية بعنوان "غوانتانامو" تُعرض في لندن ونيويورك بدءاً من 20 آب/اغسطس الجاري، مقالاً طويلاً في "الغارديان" تناولت فيه تقرير الثلاثة وحمّلت وزير الخارجية جاك سترو ورئيسة جهاز الأمن أ آي 5 ايليزا مانينغام - بولر جزءاً من المسؤولية عن الطريقة "المهينة" التي يلقاها المعتقلون في كوبا، وطلبت منهما تقديم "الاعتذار". وأوردت معلومات عن كيف "خطف" الأميركيون البنا وصديقه الراوي من غامبيا في تشرين الأول اكتوبر 2002، وكيف حققوا مع بشر 50 مرة في غوانتانامو في شأن سبب شرائه بطارية من متجر "آرغوس" قبل سفره الى غامبيا. وقالت ان قاضياً بريطانياً أسقط قضية البطارية في 2002، لكن الأميركيين لا يبدو انهم يعلمون بذلك. كذلك قالت ان التحقيق مع بشر تناول أين يمكن ان يكون الناشط الفلسطيني "أبو قتادة" مختفياً، علماً ان الأخير كان معتقلاً في سجن بلمارش، وكأن الأميركيين لا يعرفون بذلك. وقالت ان البنا عاش في بريطانيا عشر سنوات ولديه خمسة أطفال جميعهم بريطانيون وان عائلته لم تتلق أي رسالة منه منذ سنة. ولفتت الى ان وضعه الصحي سيّئ، وان شفيق رسول البريطاني المفرج عنه من غوانتانامو قال ان البنا فقد 40 كلغ من وزنه.