أعلن نائب وزير المال اليوناني، بيتروس دوكاس، أمس الأربعاء، ان نفقات المشاريع الاولمبية تجاوزت حتى التقديرات المعدّلة، وبدأت تدفع عجز الموازنة، المرتفع أصلاً، إلى تجاوز الحدود التي وضعها الاتحاد الاوروبي. ويشير محلّلون إلى ان منظّمي"اولمبياد اثينا"، بعدما أضاعوا الأعوام الاولى من الاستعدادات لاستضافة دورة الألعاب الاولمبية في"الصراع الداخلي والبيروقراطية"، هرعوا في العامين الماضيين للانتهاء من انشاء المواقع، ما رفع النفقات بشدة، مع لجوء المقاولين إلى مضاعفة عدد نوبات العمل إلى الضعفين أو ثلاثة أضعاف. وقال دوكاس ل"راديو فلاش":"الموازنة المخصّصة لمشاريع اولمبية عدة كانت بقيمة 1.4 بليون يورو لسنة 2004. ويحدّد أول إحصاء أعددناه الكلفة بواقع 2.4 بليون يورو. لكن الآن، تجاوزنا هذا المستوى بكثير لنصل إلى ثلاثة بلايين يورو لعام 2004". وقال نائب وزير المال اليوناني، لوكالة"رويترز"في اتصال هاتفي:"بالشكل الذي تمضي عليه الأمور، سيقترب عجز الموازنة من 4 في المئة وربما أكثر من ذلك قليلاً". وقد تجاوز عجز موازنة اليونان بالفعل في 2003 الحد الأقصى الذي يحدّده الاتحاد الاوروبي بنسبة 3 في المئة من إجمالي الناتج المحلي. وفي الشهر الماضي، أمهل وزراء مال الاتحاد الاوروبي اثينا حتى الخامس من تشرين الثاني نوفمبر 2004 لإعلان اجراءات تصحيحية تهدف إلى كبح جماح العجز بحلول سنة 2005. لكن ذلك سبق اعلان اليونان، أمس، ان الانفاق"الأعلى من المتوقع"على دورة الألعاب الاولمبية التي تبدأ في 13 آب أغسطس الجاري، سيرفع العجز في 2004 فوق حاجز ال4 في المئة. ورداً على طلب من"راديو فلاش"بالتعليق على تقارير ذكرت ان الكلفة الاجمالية لدورة الألعاب الاولمبية ستتجاوز عشرة بلايين يورو، أشار دوكاس إلى ان الرقم"يبدو للوهلة الأولى مبالغاً فيه". وأضاف:"ما سجّلناه حتى الآن يُظهر اقتراب الإجمالي من ستة بلايين يورو أو أكثر". وكانت الموازنة الأصلية لاستضافة الاولمبياد تبلغ 4.6 بليون يورو. فنادق أثينا من جهة اخرى، نظّم العاملون في فنادق أثينا، التي تنتظر تدفق الزوار خلال دورة الألعاب الاولمبية، اضراباً لمدة 24 ساعة، أمس الأربعاء، للمطالبة بأجور أفضل، وذلك قبل 9 أيام فقط من حفلة افتتاح الاولمبياد. ولن تترتب على ما يبدو أي آثار خطيرة لهذا الاضراب على عمل بعض الفنادق الرئيسية. لكن العاملين لم يستبعدوا تصعيد الاضراب اثناء الألعاب التي تجرى في الفترة بين 13 و 29 آب. وقال كريستوس كاتسوتيس، رئيس نقابة العاملين في الفنادق الرئيسية في المدينة، والذي يمثّل 7500 عامل:"الأمر كله يعتمد على أصحاب الفنادق". ويوجه الاضراب ضربة لصناعة السياحة، التي تعاني أصلاً من انخفاض نسبته 12 في المئة في عدد الزوار الذين يتدفقون على البلاد. وقد ابتعد الزوار عن أثينا جراء التكاليف الباهظة والمخاوف الأمنية المتعلقة بالاولمبياد. وذكر رؤساء النقابات ان نسبة المشاركة في الاضراب بلغت 70 في المئة. لكن أصحاب الفنادق، الذين استثمروا بشكل كبير في تحسين البنية التحتية للفنادق، هاجموا هذا الاضراب ووصفوه بانه"ابتزاز". وقالوا في بيان ان الاضراب ليس له مبرر، لأن العاملين حصلوا على زيادة في الأجور تماشياً مع حكم صادر عن إحدى المحاكم اليونانية في حزيران يونيو الماضي. وأضافوا:"وهذه الزيادة في الأجور تزامنت مع فترة انخفضت فيها الحركة السياحية في المنطقة للعام الثالث على التوالي". ومن جهتهم، أوضح العمال المضربون، وبينهم يونانيون وأجانب، انهم يحصلون الآن على 500 يورو 600 دولار شهرياً في المتوسط، وهي القيمة نفسها تقريباً التي يحصل عليه العاملون في بعض فنادق أثينا الفاخرة في اليوم الواحد. ويطالب العمال المضربون بمضاعفة أجورهم لتصل إلى ما لا يقل عن 1100 يورو. وقال أحدهم ويدعى نيكوس باباجورجيو:"نحب السياح والناس، ولكن علينا أن نعيش أيضاً. لا يمكننا الاستمرار بما نحصل عليه الآن".