وصل نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح الى طهران أمس في محاولة لازالة التشنج في العلاقات بين الدولتين الجارتين، في حين شدد رئيس الحكومة العراقية الموقتة أياد علاوي ضرورة وضع حلول للتوترات التي تشوب العلاقات بين العراقوايران استنادا الى مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما. وأوضح صالح لوزير الخارجية الايرانية كمال خرازي ان التأخير الطفيف في وصوله يعود الى انه استقل اول رحلة جوية مباشرة بين بغدادوطهران منذ 25 عاماً. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي "سيتم التطرق الى مواضيع متعددة اهمها موضوع المواطنين الايرانيين المحتجزين في العراق". واضاف آصفي ان الايرانيين سيتطرقون خصوصا الى مصير الديبلوماسي فريدون جهاني الذي اختفى في الرابع من آب اغسطس في العراق واربعة رجال اعمال اعتقلوا في تموز يوليو. وأكد ان زيارة صالح الذي يرافقه خصوصا وزير الداخلية فلاح النقيب "تسبق زيارة علاوي" التي "لم يتحدد موعدها بعد". وكان علاوي قال في حديث الى التلفزيون العراقي الحكومي مساء السبت ان "هناك عناصر سلبية وتوترات في العلاقات العراقيةالايرانية ليست لمصلحة العراق ولا ايران، ويجب ان تشترك الحكومتان في وضع حلول حقيقية وواقعية لها". واضاف "علينا البدء في بناء علاقات واضحة وصريحة تقوم على عدم التدخل في الخصوصيات والشؤون الداخلية لكلا البلدين". واوضح علاوي ان صالح "يحمل ملفات كثيرة لا اعرف ان كانت ساخنة او غير ساخنة تتعلق بالعلاقات الاخوية بين البلدين". وحول عمليات التسلل التي تحدث من بلدان الجوار وخصوصا ايران، قال علاوي "نحن لا نعتقد ان هذه العمليات تحدث بعلم وموافقة ومباركة هذه الدول". ويسعى الديبلوماسيون من الجانبين الى تهدئة التوترات التي نجمت عن صيف شهد تشكيل الحكومة العراقية الموقتة وحركة التمرد الشيعية في العراق. وتقول طهران انها ترى في تشكيل الحكومة الموقتة "خطوة ايجابية". لكن مرشد الجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي انتقد حكومة تعمل "تحت أوامر" الاميركيين. ومع حالة اللااستقرار المتواصلة، ضم بعض الرسميين في بغداد اصواتهم الى اصوات الاميركيين في اتهام الايرانيين باستخدام الاراضي العراقية ضد الولاياتالمتحدة. وتحدثت الصحافة عن اعتقال عشرات الايرانيين في العراق، وقد يكون بعضهم شارك في معارك النجف بين عناصر الميليشيا الشيعية والجيش الاميركي. وقد تم الافراج اخيرا عن ثلاثة صحافيين يعملون لوكالة الانباء الايرانية الرسمية اعتقلوا في التاسع من آب. ورفضت بغداد الدعوة التي وجهتها طهران لعقد اجتماع طارئ بشأن موضوع النجف لأنها اعتبرت ذلك "تدخلاً في الشؤون الداخلية العراقية". ونفت ايران أي تدخل من قبلها واي دعم لمن يقاتلون "في سبيل الشهادة" في العراق. واعلن الرئيس محمد خاتمي السبت في مؤتمر صحافي "ان سياسة ايران تهدف الى حل المشاكل في العراق. فنحن نريد الهدوء في هذا البلد. لدينا مشاكل مع الولاياتالمتحدة لكننا لن ننقل ابدا هذه المشاكل الى العراق ولن نفرضها على العراقيين". لكنه اضاف "حتى الاميركيون يعرفون انه لا يمكنهم القيام بأي شيء من دون وجودنا في افغانستانوالعراق".