قتلت مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم "التوحيد والجهاد" الذي يقوده الارهابي الاردني ابو مصعب الزرقاوي، رهينة تركياً كانت تحتجزه، ونشرت صور مقتله على شبكة الانترنت، في حين اعلن سائقو الشاحنات الاتراك انهم سيتوقفون عن نقل السلع الى القوات الاميركية في العراق بعد مقتل زميلهم. وبثت مواقع اسلامية على الانترنت شريط فيديو يظهر الرهينة التركي مراد يوجي معصوب العينين وخلفه ثلاثة ملثمين اطلق احدهم رصاصة على رأسه وسط هتاف "الله اكبر". وما لبث الرجل الملثم ان عاد واطلق رصاصتين على رأس الرهينة الذي وقع على الارض ووجهه مضرج بالدماء. وكان شريط آخر قد بث سابقاً، اظهر يوجي الموظف في شركة "بيلينتور" المتخصصة في الخدمات الفندقية والمطاعم السريعة، وهو يتلو بيانا باللغة التركية يطلب فيه من شركته الانسحاب من العراق. ورافق البيان التركي على الشريط ترجمة باللغة العربية. وقرأ أحد الخاطفين نصاً باللغة العربية قال فيه ان "المرتد" سيقتل لأن تركيا لم تأبه للنداءات المطالبة بأن توقف أي مساعدة للمحتل الاميركي في العراق. وكان المسلحون الثلاثة يقفون امام راية يمكن قراءة جزء من اسم مجموعة الزرقاوي "التوحيد والجهاد" عليها. وأكدت السفارة التركية في بغداد نبأ مقتل الرهينة، وقال احد موظفيها "لقد تم قتل مواطن تركي في العراق يعمل لحساب شركة تركية"، كذلك اكدت شركة "بيلانتور" المتخصصة في الخدمات الفندقية والمطاعم والتي يعمل مراد يوجي لحسابها، مقتله. وقال متحدث باسم الشركة "لقد قُتل مراد يوجي بالفعل". وفور شيوع نبأ مقتل يوجي، أعلن جاهيت سويسال رئيس "الرابطة الدولية لشركات النقل" انه "بالنظر الى الاجواء غير الآمنة بالنسبة للسائقين في العراق، والى أن يتحقق الامن سنتوقف عن نقل السلع الى القوات الاميركية". وتمثل الرابطة ما يتراوح بين 30 و40 شركة. ويشارك كثير من الشركات التركية في مشاريع اعادة الاعمار في العراق، وكثيراً ما تعمل مع القوات الاميركية. وقال سويسال لشبكة "سي ان ان" التركية انه لا يعلم متى سيتمكن سائقو الشاحنات الاتراك من استئناف عملهم في العراق. واستطرد "نريد أن يتحقق الاستقرار"، مضيفاً ان فقدان أرواح يعنينا أكثر من العمل. وما يزال هناك عدد من الرهائن المحتجزين لدى جماعات مسلحة بينهم سبعة سائقين يعملون لدى شركة كويتية هم ثلاثة هنود وثلاثة كينيين ومصري. وكانت انباء ترددت الاحد عن اطلاق سراحهم تبين عدم صحتها. كما ان هناك اربعة سائقين اردنيين ما يزالون قيد الاحتجاز ايضاً. هيئة علماء المسلمين من جهتها، ناشدت "هيئة علماء المسلمين" امس خاطفي الرهائن اطلاق سراح "الذين ليس لهم علاقة بقوات الاحتلال ولم يتسببوا بأذى للشعب العراقي". وقال الشيخ محمد بشار الفيضي الناطق باسم الهيئة في مؤتمر صحافي عقده في مسجد أم القرى "نحن وجهنا، وفي أكثر من مرة وعبر المؤتمرات الصحافية، نداءات الى ابناء المقاومة العراقية ممن يحترمون رأينا وهم كما تعلمون فئات كثيرة، وقلنا يجب عليكم اطلاق سراح اي رهينة ليست لديه علاقة بقوات الاحتلال ولم يتسبب بأي أذى للشعب العراقي". ونفى الفيضي ان تكون للهيئة أي علاقة بالجهات التي تقوم بعمليات الخطف، وقال "يجب ان أؤكد لكم ان لا علاقة لنا بالجهات التي تختطف ولا نعرف هويتها ولا نعرف اشخاصها". واوضح ان "ظاهرة الاختطاف هي بلا شك ظاهرة عنف ولكن قلنا ان هذا العنف تولد من عنف آخر". وأكد ان "ظاهرة الاختطاف ظهرت مع احداث الفلوجة حين بدأ الاميركيون يقصفون بالطائرات فيقتلون النساء والأطفال مما دفع بعض الناس الى القيام بعمليات اختطاف". وقال "هكذا كانت البداية لذلك فهو عنف وعنف متبادل". وفي عمان، قالت ناطقة رسمية ان الحكومة الاردنية "تتابع باهتمام وجدية" قضية سائقي الشاحنات الاردنيين المخطوفين في العراق وتجري كل الاتصالات اللازمة من اجل عودتهم سالمين. وكانت عائلات المخطوفين طالبت الحكومة باتخاذ اجراءات من اجل تأمين الافراج عنهم. وأوضحت الناطقة ان "المراجع الرسمية لديها معلومات متضاربة حول هوية وعائلات المخطوفين الاربعة في العراق الذين تأكدت حتى الآن هويتا اثنين منهم، وهما محمد خليفات واحمد ابو جعفر". واضافت "نتعامل بجدية مع كل المعلومات التي تردنا من مصادر مختلفة لكن يهمنا بالدرجة الأولى سلامة الاشخاص" المخطوفين. وفي نيودلهي، قالت وزارة الخارجية الهندية امس انها تواصل جهودها الرامية لتأمين الافراج عن ثلاثة من مواطنيها المحتجزين في العراق منذ أكثر من 10 أيام وإعادتهم سالمين إلى البلاد، مشيرة الى انها تسعى الى تعاون من جانب الكويت والاردن لمنع انتقال الهنود عبر حدودهما الى داخل العراق.