بدأ الرئيس الافغاني حميد كارزاي امس، زيارة لباكستان المجاورة، لمناقشة التعاون مع إسلام آباد في الحرب على الارهاب التي تقودها الولاياتالمتحدة وإعادة إعمار أفغانستان والعلاقات الثنائية بين الجانبين. وتشير هذه الزيارة، الرابعة التي يقوم بها كارزاي لباكستان، إلى تقدم ثابت في العلاقات الثنائية من مرحلة العداء والشك إلى الثقة والتفاهم. وتصدر الصراع ضد الاسلاميين في البلدين جدول أعمال محادثاته مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف. كما عقد اجتماعات مع رئيس الوزراء شودري شجاعت حسين ووزير الخارجية خورشيد محمد قصوري. وتأتي الزيارة التي تستمر يومين قبل اقل من شهرين من الانتخابات الأفغانية التي تجرى في التاسع من تشرين الاول اكتوبر المقبل، ويسعى خلالها الى الفوز بفترة رئاسة ثانية والحصول على تأكيدات من باكستان على أنها ستبذل قصارى جهدها للحيلولة دون تسلل ارهابيين عبر حدودها، يعتزمون تعطيل الانتخابات. كما يرغب كارزاي في مناقشة التسجيل المعتزم لاسماء ما يصل الى مليون لاجيء افغاني ما زالوا يعيشون في باكستان من أجل الادلاء بأصواتهم في الانتخابات. وجرى التوصل الى اتفاق على تسجيل أسماء اللاجئين في تموز يوليو الماضي، وهو موعد متأخر في شكل يحول دون تسجيل كل اللاجئين الذين يقيمون في باكستان، ويقدر اجمالي عددهم بما يتراوح بين .31 مليون وثلاثة ملايين. وقال مصدر في مكتب كارزاي: "تهدف الزيارة الى دعم العلاقات. لدينا آراء مشتركة مع أشقائنا الباكستانيين في ما يتعلق بالحملة ضد الارهاب". إلى ذلك، يتوقع أن تضغط باكستان على كارزاي من أجل الافراج عن مزيد من الباكستانيين المحتجزين في أفغانستان بسبب مشاركتهم في القتال الى جانب حركة "طالبان" التي أطاحتها قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة أواخر عام 2001. وتقول تقارير اعلامية باكستانية ان على رغم الافراج عن نحو خمسمئة خلال العام الماضي، فأن من المعتقد أن مئات آخرين ما زالوا محتجزين. وقبل عودته إلى كابول اليوم الثلثاء، من المقرر أن يلقي الرئيس الافغاني كلمة أمام معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام آباد. وعززت الاجراءات الامنية خلال الزيارة باعتبار أن كارزاي ومشرف من الاهداف الرئيسية لتنظيم "القاعدة". ونجا كل منهما من محاولات اغتيال خلال العامين الماضيين.