قام الرئيس الباكستاني برويز مشرف بزيارة مفاجئة الى كابول هي الاولى له منذ تسلمه الحكم في تشرين الاول اكتوبر 1999. وقدم الى رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي شيكاً بمبلغ عشرة ملايين دولار، تعبيراً عن دعمه الصادق لهذا البلد. وعقد الاثنان مؤتمراً صحافياً مشتركاً اكدا فيه "التعاون الوثيق" لاستئصال الارهاب ومكافحة زراعة الخشخاش. إسلام آباد، كابول - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - وصف الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي بعضهما ب"الاخوة"، ونسيا الخلافات السابقة بينهما خصوصاً تلك المتعلقة بدعم اسلام آباد لحركة "طالبان". وكانت باكستان احدى الدول القليلة التي أيدت حكم "طالبان" في افغانستان وقدمت له الدعم. ولكن بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر غيرت سياستها الخارجية ووقفت في صف الولاياتالمتحدة في حربها على "الارهاب". واعلن مشرف في مؤتمر صحافي مشترك مع كارزاي دعمه الكامل لافغانستان، معتبراً ان هدفه الوحيد هو مساعدة هذه الدولة والتعاون معها لمكافحة الارهاب. واضاف: "اوضحت الامر لأخي الجالس هنا بقربي ان هدف باكستان الوحيد اصبح مساعدة افغانستان، وتقديم الدعم له ولحكومته في كل ما يريد ان يفعله في بلاده. فمنهجنا هو منهجه وسنساعده في كل ما يريد فعله". وتأكيداً على هذا الدعم قدم مشرف شيكاً بمبلغ عشرة ملايين دولار الى كارزاي الذي عرضه على الصحافيين. واوضح الرئيس الباكستاني ان البلدين سيتعاونان ايضاً من اجل استئصال حقول الخشخاش. واكد مشرف وكارزاي انهما يجهلان مكان وجود بن لادن ولا يمكنهما الجزم اذا كان حياً او ميتاً. وقال مشرف: "ربما يكون حياً او ميتاً، ولكنني ارجح انه ميت". وقال كارزاي: "لا اعرف اين يمكن ان يكون". وبدا الرئيسان متفاهمين جداً خلال المؤتمر الصحافي الذي استغرق ساعة كاملة وتبادلا النكات وهما يجيبان على اسئلة الصحافيين. ووصف كارزاي باكستان بأنها "جارة جيدة" ومشرف بأنه "رجل لطيف ولبق". وبدد كارزاي الافكار التي توحي بعدم الثقة بين البلدين، مؤكداً ان حكومته التي تشكلت من المعارضين لحركة "طالبان" متحدة في الترحيب بمشرف. وقال مشرف في هذا السياق: "احياناً يقع الخلاف بين الاخوة ولكن ليس هناك ما يدفعني الى الاعتقاد بأننا عاجزون عن تخطي هذه الخلافات". واعتبر كارزاي ان فترة حكم "طالبان" ليست سوى وجيزة بالنظر الى العقود الطويلة من العلاقات المميزة بين باكستانوافغانستان، وقال: "طوينا هذه الصفحة". وأكد كارزاي لمشرف انه سيتم اطلاق سراح الباكستانيين الذين اعتقلوا خطأً في افغانستان، باعتبار انهم ينتمون الى "طالبان". ووصل مشرف الى كابول وسط اجراءات امنية مشددة للغاية على رأس وفد يضم وزراء الخارجية والمال والاتصالات والاعلام، اضافة الى وزير شؤون كشمير والمناطق الشمالية. وقال وزير المال الباكستاني ان التبادل التجاري بين البلدين استعاد نشاطه في الشهرين الماضيين، مضيفاً ان باكستان صدرت سلعاً استهلاكية واسمنت ومواد غذائية، واستوردت سلعاً اخرى كالفاكهة والسجاد.