بحث الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي في اسلام آباد امس، التعاون الثنائي ومسألة إعمار افغانستان. وأكد الرئيس الباكستاني في مؤتمر صحافي مشترك مع كارزاي ان باكستان ستكون الى جانب افغانستان في كل جهودها من اجل التنمية وإعادة الإعمار. وقال كارزاي ان الحرب على الإرهاب في بلاده ستستمر اذا اقتضت الضرورة ذلك، من اجل اجتثاث آخر عناصر حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة". وأوضح في المؤتمر الصحافي ان الحرب على الإرهاب لم تنته، داعياً الى مواصلة ملاحقة الإرهابيين في مخابئهم حتى النهاية. وأضاف انه لولا الولاياتالمتحدة الأميركية لكانت هزيمة الإرهاب في أفغانستان امراً في غاية الصعوبة. وقال انه بفضل موقف مشرف القوي، والدعم الذي تلقاه من الولاياتالمتحدة ودول اخرى في المجتمع الدولي، امكن هزيمة الإرهاب. وكان كارزاي والوفد المرافق له الذي يضم وزير الخارجية عبدالله عبدالله والحاج قدير خان وهو زعيم باشتوني معروف، وصل الى اسلام آباد قادماً من اقليم نانغرهار. وأشاد مشرف بحرارة بضيفه. وتعهد في معرض حديثه عن علاقات الاخوة بين البلدين، تقديم مساعدة فورية من الخزينة الباكستانيةلأفغانستان قيمتها 10 ملايين دولار لمواجهة الحاجات الملحّة للحكومة الموقتة، اضافة الى مبلغ مئة مليون دولار كانت باكستان تعهدت تقديمه من اجل إعادة إعمار افغانستان. وهذه الزيارة الاولى لكارزاي الى باكستان منذ توليه منصبه في 22 كانون الاول ديسمبر الماضي. وكان في استقباله في مطار عسكري قريب من اسلام آباد، الرئيس الباكستاني وعدد من المسؤولين، بينهم وزير الخارجية عبدالستار عزيز. وكان الناطق باسم الخارجية الباكستانية عزيز احمد خان اعلن ان زيارة كارزاي تستغرق يومين وسيتخللها "بحث في مسائل ذات الاهتمام المشترك والتعاون" في زيارة . وكانت باكستان اكبر حليف لنظام "طالبان" الذي حكم في كابول من 1996 الى 2001. وبعد هجمات الحادي عشر من ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة، تحالفت اسلام آباد مع واشنطن وقدم مشرف للقوات الاميركية مساعدة لوجستية لعملياتها العسكرية في افغانستان ثم قدم دعمه الكامل للحكومة الموقتة التي عينت لستة اشهر بناء على اتفاقات أبرمت في مؤتمر بون للفصائل الافغانية في كانون الاول الماضي. لكن تحالف الشمال المناهض ل"طالبان" الذي يطغى على تشكيلة الحكومة الافغانية والذي لا ينتمي اليه كارزاي، ما زال حذراً إزاء باكستان.