أن ينظم راغب علامة ونوال الزغبي سهرة يعود ريعها لدعم أعمال خيريّة، ليس بالأمر الغريب. أما أن تمر نوال الزغبي على خشبة المسرح مرور الكرام، ثم يتلوها راغب علامة ف"تولع الدنيا" مع قدومه، فهو الأمر الذي يستحق وقفة متأنية. ما الذي حدث في حفلة "بيتش بارتي" التي أحياها الفنانان اللبنانيان في مسبح "فوال بلو" في الرميلة جنوببيروت، أول من أمس؟ المشهد الذي سبق بدء السهرة، تنظيمي بحت: عشرات الشبان من الصليب الأحمر ببذلاتهم الزرق ينتشرون في المكان لأن "الصليب الأحمر تكفل بتنظيم الحفلة، على ان يعود جزء من ريعها الى قسم الشباب فيه"، تقول احدى المتطوعات. هناك في الخارج يعرض صبي في العاشرة من عمره خدماته على الوافدين بسعر أرخص: "ابيع البطاقات ب 10 و20 ألف ليرة لبنانية، بدلاً من 11 دولاراً و22 دولاراً السعر الرسمي لدى شباك التذاكر". الجمهور المتوافد الى المكان منذ السادسة مساء، يتشكل في غالبيته من المراهقين، وعدد محدود من الرجال والنساء ما دون الأربعين من العمر، جاؤوا لأن "سعر التذكرة رخيص نسبياً. لكن الأهم انه كان بوسع الجمهور المساهمة في دعم الصليب الأحمر، وفي الوقت نفسه حضور حفلة فنية"، كما تقول احداهن، مستدركة انها ليست من ال"متيمين بنوال وراغب". الإستعدادات التي تسبق العرض، تستمر حتى العاشرة. يتأفف الحاضرون الذين يبدو بعضهم اكثر اهتماماً بمنظر البحر، خصوصاً العشاق، فينصرفون للسير على رماله. دقائق قليلة وتعتلي ثلاث فتيات خشبة المسرح، يتمايلن على انغام موسيقى أجنبية، وتلي "لوحة" أخرى تقدمها "المطربة فانيسا" التي تجيد الرقص، وتغني اغنية وحيدة مسجلة مسبقا بلاي باك! وما أن تغيب فانيسا، حتّى تظهر مقدمة محطة "ام بي سي" التلفزيونية رزان مغربي، لتقدم "من يغني لنا عينيك كذابين، وكل الأغاني الحلوة"، على طريقتها المعهودة التي لا تخلو من صراخ يبدو عالياً، حتى على مكان الحفلة المكشوف. تفتتح نوال وصلتها الغنائية بعد صعود افراد الفرقة الموسيقية الى الخشبة. وتوجه التحية الى الحاضرين، لأن "في من ورا هالحفلة مساعدات كثيرة". يرفع عدد من محبي نوال بالونات بالأبيض والأسود. وتكون البداية بأغنيتي "الليالي" و"عينيك كذابين"، تليهما "بعينك" التي قدمت لها نوال قائلة: "كلما غنيت هذه الأغنية أجد الشباب والرجال فرحين. أتمنى لو يتمعنوا في الكلمات... لكن من دون ان يكرهوني"، تقول نوال. تستخدم الزغبي الكثير من طرق التودد الى الجمهور، من ابتسامات وسلامات. في حين ينصرف مجموعة من الشبان الذين يفاخرون بدراستهم الموسيقى الى تعداد "الأخطاء التي تقع فيها نوال التي تطلع طلعات لا تناسب صوتها"! ومع اختتام الوصلة الغنائية، يقرر احد الشبان الصعود الى المسرح، ليرقص مع مطربته، فيصرفه المنظمون بطريقة عنيفة. وتقول نوال:"هذا من محبته، انا بعتذر. في ناس بيحبوا يعبروا بهالطريقة... طيب"، وتكمل الغناء لدقائق أخرى. والنتيجة أن نوال بدت ضعيفة وغير مقنعة... وعلّق أحد الحاضرين أنّها "تنزف آخر رمق" على المسرح. عند الثانية عشرة تكتسب الحفلة طابعاً آخر. يطل مركب راغب علامة من البحر على الحاضرين. يتركون مقاعدهم وينصرفون لملاقاة "السوبر ستار" الذي يوزع عليهم قبلاته. "سهروني"، "يا غايب"، واغنيات من الكاسيت الجديد، يفتتح بها راغب الحفلة، فترتفع النار للمرة الأولى من الأعمدة المثبتة إلى جانبي المسرح. تصعد مراهقة الى المسرح، فيعطي المطرب اشارته لمنظمين بالسماح لها بالإقتراب منه. تقبل الفتاة علامة وتحتضنه مرات عدة... تهم بالنزول، لكنها تبدل رأيها في اللحظة الأخيرة، فتعود وتكرر الحركة. جرأة المراهقة الأولى تفتح الطريق امام العشرات اللواتي تدافعن لإحتضان علامة وتقبيله على خشبة المسرح. ويبلغ تفاعل الجمهور، الفتيات في شكل خاص، مع مطربهم المفضل ذروته، مع اغنية "يلا يا شباب". اذ، ما ان يطلب راغب من احدى الحاضرات مشاركته الغناء، حتى تبدي الأخريات تأففاً. يتعاطف المطرب مع جمهوره النسائي، فيرفع العدد الى خمسة. لكنه لم "يقف عند كلمته"، ليرتفع العدد بعد دقيقة واحدة الى 12 فتاة على خشبة المسرح.