فجأة ظهرت نوال الزغبي في معظم الحفلات الغنائية الكبرى التي أقيمت في أشهر الصيف الماضي في شتى انحاء الوطن العربي، وذلك على غير عادتها في أن تظهر - مثل فاكهة الموسم - على أوقات متباعدة حتى يشتاق لها جمهورها. وفجأة أيضاً اختفت تماماً حتى كاد جمهورها ينشر نداءً لها في الصحف يناشدها فيه العودة. الطريف أن الزغبي كانت في هذه الاثناء "تسوّي حالها" مع مولودتها "تيا".. وفي الحوار التالي الذي اعتبرته الزغبي "تسخيناً" لاستئناف نشاطها الفني - تحدثت الى "الحياة" عن ابنتها وعن خططها للمستقبل. طلبت "الحياة" منها أن تبدأ بأسعد ما لديها من أخبار، فقالت ضاحكة: فلنبدأ بالآنسة تيا، وهو مأخوذ من اسم الممثلة الايطالية "تيا كلارا"، فهي غيّرت حياتي تماماً منذ أن شرّفت، إذ اصبحت حالياً لا أغادر المنزل إلا للضرورة، وأحياناً أجلس ساعات أتأملها وهي تتحرك وتبكي، وأتعجب من البساطة المذهلة التي يضعها الله في هذه المخلوقات الصغيرة البرئية. وعن سر إصرارها على عدم تصوير ابنتها، وتفسير البعض لذلك بخوفها من الحسد، تقول الزغبي: أبداً، والصحيح انني لا أريد لابنتي ان تشقى بالفلاشات وهي بعد صغيرة ضعيفة لا تملك حق الرفض أو القبول، لكنها عندما تكبر سأترك لها حرية الاختيار بين الظهور في المجتمع أو الاكتفاء بحياتها الخاصة". وعن الفروق التي شعرت بها وهي تغني بعد دخولها نادي الأمهات، تقول: "بت أحس أن مشاعري صادقة وعفوية أكثر من ذي قبل". وتقول أيضاً: إن ابنتها جعلتها تعيد تخطيط جدولها الفني، فهي اضطرتني لتكثيف نشاطي خلال الأشهر الأولى من الحمل حتى أتفرغ للراحة استعداداً للولادة في نهاية الحمل، ولهذا شاركت في مهرجانات عدة داخل لبنان وخارجها، ومن بينها المشاركة في ليالي التلفزيون المصري، ومهرجاني "جرش" في الاردن و"المحبة والسلام" في سورية، وشاركت في عدد من الحفلات العامة والخاصة في الغردقة والاسكندرية وعمان وعدد من العواصم الاوروبية، وقد قدمت فيها أغنيات أحدث ألبوماتي "ما أندم عليك" والذي حرصت فيه على التنويع، وتقديم أشكال ورؤى موسيقية عدة ساهمت في انتشاره، حتى حققت مبيعاته خلال أشهر الصيف أعلى نسبة مبيعات بين الألبومات الجديدة. ثم كان مسك الختام لنشاطي الصيفي في منطقة "برمّانا" لجمهور الطرب اللبناني وتوقفت بعدها عن المشاركة في الحفلات والظهور في الوسائل الإعلامية المختلفة. وعما اذا كان الحمل قد أربك حياتها الفنية، تجيب الزغبي، بالعكس فقد نجحت هذا العام في استغلال فترة الاحتجاب الماضية في الإعداد لألبوم جديد يحوي مجموعة متنوعة من القضايا ذات الألوان الغنائية والتوزيع الموسيقي المختلف والكلمة المنتقاة بعناية، وأتعاون في هذا الألبوم ومجموعة العمل السابقة مثل جورج ماردوريسيان وسمير سفير، بالإضافة الى الملحنين مروان خوري ونهاد نجار، وأتعامل معهما للمرة الاولي،. ولن أتنازل عن التعامل مع الملحنين المصريين الذين حققت معهم نجاحات سابقة، ومنهم صلاح الشرنوبي. وتستطرد قائلة: إن تجارب السنوات الماضية علمتها ألا تتحدث عن العمل قبل صدوره، لا سيما بعد انتشار السرقات الفنية والتي باتت أمراً متعارفاً عليه داخل الوسط الفني. وتشير الزغبي الى الخلاف الذي حصل في شأن أغنية "ماندم عليك" بينها وبين المطربة السورية هيام، حول أحقية كلٍ منهما في ملكية الأغنية. وعما يقال عن انها عصبية وعنيدة ولا تسمع نصيحة.. تجيب وهي تبتسم: هل شكا إليكم مني ايلي تقصد زوجها؟ تم تعود للجدية: بصراحة أنا متوترة مثل سلك كهرباء عارٍ، لذا أرفض ما يمس كرامتي كفنانة وإنسانة، واستمع في الوقت نفسه لنصائح المقربين مني، ولقد نجحت في تجاوز الكثير من مشاكل الحضور والوقوف على خشبة المسرح بتوجيهات زوجي ايلي ومستشاري الفني سيمون لا سيما في ما يتعلق بالاداء وحركات الجسد على خشبة المسرح، ولغة الوجه والابتسام، وقد استفدت كثيرا من نصائحهما التي ساعدتني كأنني طالبة انتهت من دراستها". - الآن اصبحت نجمة! وعن الدور المتنامي لزوجها في حياتها الفنية، وما يقال عن تحكمه في أمورها، تقول بعصبية: "كلام غريب عليّ، فأنا التي أصرّ على مرافقة زوجي لي في كل رحلاتي الفنية، وأعتقد أنني لولاه ما احترفت الفن، فإيلي يدعمني ويساندني في أصعب المواقف وقد تزوجنا بعد قصة حب طويلة جمعت بيننا لسنوات عدة، ولم أنس بعد موقفه عندما أشيع أنني مرتبطة بقصة حب مع وائل كفوري، فقد جاء لي يومها مبتسماً وقال الآن اصبحت نجمة يا حبيبتي، فقد بدأوا يثيرون حولك الإشاعات". وتستطرد قائلة: "منذ زواجنا قبل 8 سنوات، إيلي هو الذي يخطط لنجاحي، ومن أجل ذلك ضحى بحقه في أن أكون ست بيت عادلة، ووافق على تأجيل مشروع الإنجاب، لما بعد الانتشار وتثبيت الأقدام، ويهتم زوجي بمتابعة كل أعمالي، ويشرف على انتاج ألبوماتي بمعاونة سيمون اسمر مدير استديو الفن الذي ساهم في تبني عدد من المواهب الشابة التي تحتل القمة في الساحة الغنائية اللبنانية". وعن سر الجفاء بينها وبين السينما تعترف: "أنا ممثلة فاشلة وافتقد للتعبير التمثيلي، وهي مشكلة واجهتني عند تصوير أغنياتي، ولذلك أميل الى الاغنية الاستعراضية، والتي لا تحكي قصة أو حدوتة بين حبيبين،. وهذا هو سر خوفي من العمل في السينما رغم انني أتلقى بعض العروض السينمائية في القاهرة وبيروت، إلا أنني قمت بتأجيلها كلها الى وقت لاحق، وفي الحقيقة لا أبحث عن لقب الفنانة الشاملة التي ترقص وتغني وتمثل للكبار والأطفال، واكتفي بما قسمه الله من موهبة الصوت الجميل. وأتمنى ان أظل مطربة فقط بعيداً عن التشتيت وضياع الوقت في ما لا يضيف الى نوال الزغبي فنياً، لأنني أؤمن ان الأعمال غير المنظمة في غير مجال تربك الفنان وتؤثر على مقدرته على التجويد ما يعرّضه للمشكلات. وعن ماضي النغم وحاضره لدى نوال الزغبي تقول: "انا من عشاق سيدة الغناء العربي أم كلثوم والغناء الشرقي الاصيل، بالاضافة الى ألبومات مطرب الاحساس الشرقي عبدالحليم حافظ، ومن لبنان اقول إنني تربيت على صوتَيْ وديع الصافي وفيروز، ومن الاصوات الحالية أميل لسماع انغام وعمرو دياب الذي يتميز بين جيله بالذكاء والرغبة الدائمة في تقديم الجديد المبتكر". وعلى ذكر عمرو دياب، سألتها "الحياة" عن موقفها من السعي للعالمية، وهل يمثل ذلك أحد أحلامها مثل عمرو دياب، اجابت: "أنا من أنصار تحديد الهدف والسير على خطة معينة، ولا أظن أنني بحاحة للعالمية، وعندما أغني للجاليات العربية في الخارج فأنا في الواقع أغني داخل الوطن العربي، وأحلم بفرصة العالمية، لكني أتمنى الوصول الىها بأغنية عربية مثلما نجح الكثير من المطربين الاجانب في الغناء بلغات بلادهم كالاسبانية والايطالية والفرنسية". وعما ذكرته عن نيتها للاستقرار في القاهرة تقول، "بعد استعادة نشاطي الفني اعتقد أنه لا بد من مراجعة الامور المعلقة وأهمها ضرورة تحقيق استقرار موقت في القاهرة عاصمة الفن العربي، وأفكر حالياً في تنفيذ خطة مطروحة من جانب ايلي وسيمون بتقسيم الوقت بين لبنانوالقاهرة فانا لا استطيع الاستغناء عن لبنان". وعن أحلامها للمستقبل، تصمت لحظة ثم تقول بنبرة هادئة تعكس شجناً ما: "اخشى دائماً من الحديث عن أحلامي، لأنها تتحول احياناً الى مجرد امنيات تطويها صفحات الجرائد والمجلات، وكلما عدت الى حوار ذكرت فيه حلماً ولم يتحقق يمتلئ قلبي بالقلق والألم". ولما كانت الزغبي قد عبّرت في حوارات سابقة عن حلمها في إصدار ألبوم غنائي للأطفال، فقد سألتها "الحياة" عن ذلك فقالت: اسعى لتحقيقه منذ سنوات، ورغم انه بدا في أوقات كثيرة حلماً صعب التحقيق في ظل ندرة الكلمات المكتوبة للطفل، إلا اني وجدت أخيراً الكلمات المناسبة، وبدأت في تجسيدها تمهيداً لطرحها في ألبوم في أقرب وقت لتكون هدية لطفلتي".