دبّت الروح ثانية في "الفريق الرابع" الأكثر غموضاً ضمن منفذي هجمات 11 ايلول، وفي الشريط الجديد للمخرجة البريطانية انتونيا بيرد "خلية هامبورغ" الذي سيشهد مهرجان ادنبرة السينمائي الدولي عروضه الاولى العالمية الاسبوع المقبل، بدت أطيافهم ذات وقع قاسٍ على الشاشة وهم يعبرون بوابات التفتيش في مطار نيوآرك، متوجهين الى طائرة الرحلة الرقم 93، التي انتهت محترقة عند اطراف غابة في "شانكسفيل" بولاية بنسلفانيا بعد عراك على متنها. وظل لغز هدفها مغلقاً: البيت الابيض ام الكونغرس؟ بيرد ولدت عام 1959 التي تحول شريطها السابق "كاهن"الى سُبة سينمائية، حين عرض في مهرجان برلين عام 1994، اذ بدت حكاية الكاهن المُثلي وكأنها تشكيك في مفهوم الطهارة الشخصية الكاثوليكية، لا تناقش الدوافع او الايديولوجيا اوالايمان الذي صاغ القرار الجماعي لأعوان تنظيم "القاعدة"، بل كرست همها في تسليط الضوء على اللبناني زياد الجراح اداء الممثل اللبناني المقيم في فرنسا كريم صالح الذي قاد المجموعة، عبوراً من باكستان مروراً بدبي، واستقراراً موقتاً في هامبورغ الالمانية، قبل ان تقوده خطواته نحو البوابة الصغيرة في مطار نيوآرك. اعتمد الشريط على عشرات الوثائق التي تعود الى اجهزة المخابرات الالمانية والبريطانية، اضافة الى شهادات كثيرين ممن تعرفوا اليه او قابلوه شخصياً. ومثلما ركز على سعي الشاب اللبناني في تجميع فريقه، قارب ايضاً علاقته الملتبسة مع رمزي بن الشيبة الممثل عمر بردوني، وحكاية الحب التي جمعته مع الشابة التركية طالبة الطب أيزيل. س. والخطأ الكبير الذي وقع فيه الجراح حين ارتكب مخالفة مرور، اذ دفعته مخاوف انعكاساتها على قيادته المجموعة لاحقاً، الى محاولة انتحار فاشلة. "خلية هامبورغ" الذي انتجته القناة الرابعة التلفزيونية التجارية، يمثل عودة للشريط السياسي الذي انحسر في السينما البريطانية، غير ان بيرد أصرّت في تصريح صحافي على انها تسعى الى ان يكون فيلمها موضوعياً ومتوازناً الى حدٍ كبير، نظراً الى رصده قضية بالغة الصعوبة والتعقيد، مع مراعاة اهتمام الجمهور.