واشنطن، هامبورغ ألمانيا - رويترز، أ ف ب - أعلن القاضي ألبريشت مينتس رئيس محكمة هامبورغ التي يمثل امامها الاسلامي المغربي منير المتصدق بتهمة المشاركة في هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001، ان السلطات الامنية الاميركية رفضت مثول الاسلامي اليمني رمزي بن الشيبة المعتقل لديها امام المحكمة للشهادة في قضية المتصدق ومعرفة ما اذا كان عضواً في "خلية هامبورغ" ام لا. وأضاف ان واشنطن رفضت ايضاً السماح لألمانيا بالتحقيق مع زكريا موسوي المعتقل لديها، لكنها سمحت باستنطاق اسلامي اعتقل عام 1999 على الحدود الاميركية - الكندية وفي حوزته متفجرات. وكان وزير الداخلية الالماني اوتو شيلي اعرب بعد اعتقال بن الشيبة في باكستان وتخلي حكومته عن مطلب تسلمه من السلطات الباكستانية لمصلحة الولاياتالمتحدة، عن امله في ان يتمكن المحققون الالمان من اخذ شهادته في قضية المتصدق الذي يصر على القول انه لم يكن يعرف شيئاً عن الاعتداءات التي خططت لها مجموعة عطا، فيما تتهمه النيابة العامة بأنه عمل على تدبير شؤون اعضاء الخلية خلال غيابهم. كما ان محامي الدفاع عن المتصدق يطالبون ايضاً الاستماع الى ابن الشيبة كشاهد لتبرئة موكلهم. وقالت موظفة في مكتبة جامعة هامبورغ التقنية التي درس فيها كل من محمد عطا ومروان الشحي في شهادتها امام المحكمة التي استؤنفت في هامبورغ اول من امس، انها كانت تعرف الاثنين بسبب زياراتهما المتكررة الى المكتبة واستخدامهما الانترنت في الاوقات المجانية. وأضافت انها تذكرت ان الشحي جاء اليها مرة بين شباط فبراير وحزيران يونيو عام 1999 قائلاً بعصبية ظاهرة "ان شيئاً ما سيحدث". وأضافت انه تحدث عن "آلاف القتلى" ذاكراً اسم مركز التجارة العالمي. زياد الجراح كذلك تحدثت صديقة اللبناني زياد الجراح امام المحكمة، وهي تركية الاصل درست الطب، فقالت انها لاحظت بعد سنوات من العلاقة بينهما ان زياد الذي كان منفتحاً وتوجهاته غربية، بدأ يعتنق مبادئ اصولية، خصوصاً منذ التحاقه بجامعة هامبورغ التقنية عام 1998 لدراسة هندسة الطائرات. وأضافت انه منذ ان تعرف صديقها على مجموعة عطا بدأت علاقتهما تواجه مصاعب فأخذ يطالبها بالتحجب. وأوضحت ان "التغيير الجوهري الذي حدث لديه اخافني". وقالت انها لاحظت تعرضه "لأزمة حياتية" في صيف 1999 واختفائه لفترة غير قصيرة بعدما اخبرها بأنه سيسافر الى لبنان، الا انه عندما عاد بعد اربعة اشهر اخبرها انه كان في باكستان. وعندما سألته عما فعله هناك اجاب: "من الافضل ألا تعرفي". وكشفت للمرة الاولى انهما كانا يخططان للزواج ولانجاب اطفال بعد عودة صديقها من الولاياتالمتحدة حيث كان ينوي دراسة قيادة الطائرات. وذكرت انها تلقت منه آخر اشارة عندما اتصل بها صبيحة 11 ايلول سبتمبر من الولاياتالمتحدة، وأكد محبته لها مقفلاً السماعة بسرعة. لكن الاشارة الاخيرة كانت رسالة قبل يوم من الهجمات اوصلتها اليها السلطات الامنية الالمانية وكتب فيها: "اريد ان تتأكدي بكل الايمان والقوة انني احبك من كل قلبي". تورط الموسوي في غضون ذلك، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" امس ان رمزي بن الشيبة اعترف بوجود صلات بين زكريا موسوي وخالد شيخ محمد الذي تشتبه السلطات الاميركية بأنه مخطط الهجمات. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على التحقيقات قولها ان ابن الشيبة ابلغ المحققين الاميركيين بأن موسوي التقى مع خالد شيخ محمد في افغانستان في شتاء 2000. واضافت ان اعترافات ابن الشيبة تكشف ان موسوي كان على اتصال مباشر مع شيخ محمد الذي يعتقد أنه مدبر هجمات 11 ايلول والذي يقال انه امضى عامين يخطط لها. وأضافت ان ابن الشيبة ابلغ المحققين بان شيخ محمد قدم لموسوي اسماء شخصيات للاتصال بها في الولاياتالمتحدة وانه حوّل لموسوي اموالاً قبل الهجمات. ونقلت "واشنطن بوست" عن مصادر قولها ان ابن الشيبة قال انه وشيخ محمد فقدا الثقة في نهاية الامر في موسوي وقررا عدم استخدامه في عملية الاختطاف الا كحل اخير وعدم اعطائه اوامر محددة الا في اللحظات الاخيرة.