أعلن العداء اليوناني كوستاس كنتيريس بطل أولمبياد سيدني في سباق 200م ومواطنته العداءة كاترينا ثانو وصيفة بطلة أولمبياد سيدني في سباق 100م أنهما لن يشاركا في دورة الألعاب الأولمبية في حين قررت اللجنة الأولمبية الدولية إحالة ملفهما إلى الاتحاد الدولي لألعاب القوى لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهما لعدم فائدة اتخاذ أي عقوبة بعد قرارهما الشخصي بالانسحاب. وأكد كنتيريس وثانو انسحابهما بعد خروجهما مباشرة من جلسة الاستماع التي حددتها لهما اللجنة الاولمبية الدولية. وقالت ثانو: "اريد الاعتذار الى الشعب اليوناني لعدم مشاركتي في الالعاب، من الصعب الانسحاب من الدورة الاولمبية عندما تقام في بلدك". اما كنتيريس فقال: "اعلن انسحابي من الالعاب لما فيه مصلحة بلادي. اريد ان اعلن ايضا نهاية تعاوني مع مدربي خريستوس تزيكوس". وكان المتحدث باسم اللجنة الاولمبية اليونانية جورج غاكيس صرح "ان ثانو المتهمة مع كنتيريس بخرق قوانين مكافحة المنشطات، لن تشارك في سباق 100 م ضمن دورة الالعاب الاولمبية لعدم تسجيلها ضمن لائحة المشاركات في الوقت المحدد. مسؤولية التسجيل كانت على عاتق الاتحاد اليوناني لألعاب القوى، دون ان يوضح ما اذا كان الامر يتعلق بنسيان او قرار متعمد". وأشار الى ان هذا الغياب لا يدل على ان ثانو لن تشارك في سباق التتابع 4 مرات 100 م "لأنه بإمكان جميع العدائين والعداءات التسجيل قبل 72 ساعة من موعد السباق". وكانت اللجنة الاولمبية الدولية حددت لكنتيريس وثانو صباح أمس موعدا للمثول أمام اللجنة التأديبية التابعة لها للتحقيق معهما لمعرفة أسباب تخلفهما عن فحص الكشف عن المنشطات. وكان العداءان تخلفا عن فحص للكشف عن المنشطات الخميس الماضي وتعرضا في اليوم ذاته لحادث سير "غامض" بدراجة نارية دخلا على أثره الى المستشفى. وقررت اللجنة الاولمبية الدولية فتح تحقيق في الموضوع وشكلت لجنة تأديبية مكونة من الثلاثي الاوكراني سيرغي بوبكا والالماني توماس باخ والسويسري دينيس اوزفالد للاستماع اليهما الجمعة الماضي، بيد ان التحقيق تأجل حتى أمس لعدم تماثلهما الى الشفاء وخروجهما من المستشفى. وكانت اللجنة الاولمبية اليونانية استبعدت العداءين من المنتخب اليوناني موقتا بانتظار القرار النهائي للجنة الاولمبية الدولية. وفي تطور بارز آخر أمس، اعلنت اللجنة الاولمبية الدولية انها لن تتخذ عقوبات بحق العداءين اليونانيين معتبرة انهما اعلنا انسحابها من دورة الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في اثينا وسيحال ملفهما الى الاتحاد الدولي لالعاب القوى ليتخذ الاجراءات المناسبة مع امكان اتخاذ عقوبات بحق العداءين ومدربهما خريستوس تزيكوس. وقالت المتحدثة باسم اللجنة جيزيل ديفيس: "بما انهما اعلنا انسحابهما من الالعاب فلا داعي لاستبعادهما منها، لقد سلم كنتيريس وثانو ومدربهما تزيكوس بطاقة الاعتماد الخاصة بهم الى اللجنة الاولمبية الدولية أمس وبالتالي لن يشاركوا في اي سباق خلال الالعاب التي تقام على ارضهم وبين جمهورهم". على صعيد آخر، اكد ميخاليس ديميتراكوبولوس، محامي العداءين، ان موكليه "ضحيا بنفسيهما" بإعلانهما الانسحاب من الالعاب الاولمبية. واعتبر ديميتراكوبولوس ان مثول العداءين امام اللجنة والوثائق التي قدمها هو لهذه اللجنة "تؤكد براءتهما، من الآن فصاعدا، يمكن لهواة الرياضة ان يتمتعوا بمشاهدة الالعاب دون الانشغال بقضية غير موجودة". لكن المتحدث باسم اللجنة الاولمبية اليونانية جورج غاكيس صرح "الالعاب لا تحتاج الى تضحية من احد. حتى في العصور الغابرة، لم يكن احد يضحي بالناس. صورة اليونان واضحة من خلال الميداليات"، في اشارة الى الذهبيتين اللتين احرزتهما اليونان في الغطس الايقاعي من منصة متحركة ارتفاع 3 م والجودو لوزن اقل من 81 كلغ للرجال. ردود أفعال وصلت أخبار انسحاب العداءين اليونانيين البارزين كوستاس كنتريس وكاترينا ثانو للمشاهدين الذين تجمعوا في اولمبيا حيث نشأت الالعاب الاولمبية القديمة لمتابعة منافسات دفع الجلة. وكان رد الفعل هادئا كما أن مشاعر اليونانيين المتجمعين في اولمبيا كانت ضد العداءين بوجه عام. وقالت الطالبة هيلين ايواكيميدو 20 عاما: "لقد جلبا ذلك على نفسيهما" اما تاناجيوتيس ديموتولوس فقال: "هذا دليل على انه ربما كانت الميداليتان اللتان حصلا عليها من قبل ملوثتين بالمنشطات. اشعر باستياء بالغ لأنهما وضعا طموحاتهما الرياضية قبل المثل العليا للاولمبياد والرياضة بوجه عام". ولكن الموظف اريستيديس جارجاس كرر مشاعر كثير من اليونانيين الذين يشعرون ان بطليهما ان لم يكونا بريئين تماما فهما ضحيتان أكثر من كونهما مجرمين وقال: "كانت رواية غير نظيفة. لقد لفق أحد لهما ذلك والآن نريد أن نعرف من المسؤول". وقال رجل الاعمال هيريستوس بابادوبولوس: "تحققت العدالة. يبدو انهما فعلا شيئا خطأ لأن هناك مثلا يونانيا يقول إن السماء الصافية لا تخشى الرعد". أما ماتينا المتقاعدة فقالت: "لا ألقي باللوم عليهما. لقد تم بيعهما والتضحية بهما. اضطرا للتخلي عن أحلامهما والمسؤولون بحق لن يعاقبوا".