حذر المرجع الديني الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله أمس من "ثورة اسلامية عربية" اذا اجتاحت القوات الاميركية الاماكن المقدسة في النجف الاشرف ولو ب"رخصة" من الحكومة العراقية داعيا الى حل المسألة سلمياً. وأصدر فتوى شرعية تقضي "بحرمة التعاون بأي طريقة مع كل الذين يمارسون الجريمة في انتهاك حرمات المدينة المقدسة". وقال فضل الله في خطبة الجمعة: "اننا نريد للنجف الاشرف ان تكون مدينة السلام، واننا من موقعنا الشرعي ومسؤوليتنا الاسلامية الشرعية نفتي بحرمة التعاون بأي طريقة مع كل الذين يمارسون الجريمة في انتهاك حرمات هذه المدينة المقدسة وندعو كل الفاعليات للتحرك من اجل ايقاف هذا النزف الدموي... نحذر الجميع من ثورة اسلامية عربية تأكل الاخضر واليابس اذا امتدت الجريمة الى حرمة القداسة على صعيد الارض والناس". ودعا "الشعب العراقي والشعوب العربية والاسلامية الى الوقوف مع النجف الاشرف ضد الهجوم الاميركي على قداستها وانتهاك حرماتها ليعرف الاحتلال بأنه لا يملك أية حرية في اجتياح المقدسات ولتعرف السلطة العراقية بأنها لا تملك اعطاء الرخصة للاحتلال". الى ذلك، دان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الأميركي في مدينة النجف وانتهاكه لمساجدها وأماكنها المقدسة"، معتبراً ان ذلك "يؤكد مجدداً ان هذا الاحتلال لا يزال ينتهك يومياً سيادة العراق وحرمات شعبه ويبسط سيطرته على شعب العراق الأبي الذي لن يستكين لأي غاز او محتل مهما بلغت قدرته واشتد إرهابه". وفي بغداد، دعا الامام السني الشيخ عبدالغفور السامرائي في خطبة الجمعة العراقيين الى التبرع بالمواد الغذائية والطبية لأهالي النجف. وقال الشيخ السامرائي امام وخطيب مسجد ام القرى عضو هيئة علماء المسلمين السنة امام مئات المصلين: "باسم هيئة علماء المسلمين ووقوفا مع اخواننا في مدينة النجف الاشرف فإننا ندعو الشعب العراقي الى التبرع بالمواد الغذائية والطبية واحضارها الى مسجد ام القرى اعتبارا من هذا اليوم أمس". واضاف "ان كل العراقيين اليوم يد واحدة على المحتل الى ان يوقف نزيف الدم ويخرج من ارضنا". وقرأ الشيخ عبدالسلام الكبيسي عضو الهيئة كلمة أمام المتظاهرين، جاء فيها "نقول للمحتل ان الحكام والخونة في متناول يدك لكن الشعب ليس بمقدورك ان تصل اليه وبالتالي فلا يمكنك ان تقضي عليه". وفي دمشق، رأى المفتي العام للجمهورية السورية الشيخ أحمد كفتارو "ان ما يجري في النجف المبارك، انتهاك صارخ لكل الاعراف الدولية التي تضمن حق الشعوب في ان تعيش آمنة". وقال: "هذه الاحداث صورة قاتمة لشعارات الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان التي تنادي بها شعوب العالم المتحضر". واعتبر ان ما يجري في النجف "ظاهرة غريبة على الأديان السماوية". وفي القاهرة، طالب المرشد العام ل"الإخوان المسلمين" محمد مهدي عاكف كل الشعب العراقي بأن يحمل السلاح للتضامن مع مقتدى الصدر. ووجه رسالة إلى رئيس الحكومة العراقية الموقتة إياد علاوي قائلاً: "اكتشفنا حقيقة حكومتكم ... وادعاءات علاوي عن التحرير والحرية على الطريقة الاميركية ما هي إلا حملة ارهابية وحشية اهدافها استعمارية والإنسانية منها براء".