شهدت عواصم عربية واسلامية مسيرات تأبين لزعيم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الذي اغتالته اسرائيل الاثنين الماضي. وخرج الالاف بعد صلاة الجمعة الى الشوارع في رام الله وغزة، وايضا في عمان ومخيمات اللاجئين في الاردن، وفي الازهر في القاهرة، وفي انقرة واسطنبول في تركيا، وفي بغداد والنجف، وفي المنامة، وفي العاصمة الافغانية كابول، وفي مناطق متفرقة من ايران، حيث رددوا هتافات تندد بالاحتلال الاسرائيلي وتدعو الى الانتقام للشيخ. مواجهات في رام الله بعد مهرجان تأبيني رام الله - "الحياة" - شهدت رام الله مواجهات بين قوات الاحتلال والمواطنين في حي ام الشرايط رشق خلالها الفلسطينيون الحجارة، فيما اطلق الجنود العيارات المطاط وقنابل الغاز لتفريقهم. جاء ذلك في اعقاب مسيرة جماهيرية ضخمة شارك فيها الاف الفلسطينيين الذي حضروا مهرجانا تأبينيا ضخما للشيخ احمد ياسين، مثله عن السلطة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي. وتحدث الامين العام لحركة "حماس" خال مشعل عبر الهاتف للمحتشدين في "دوار المنارة" وسط رام الله، مؤكدا "ان الحركة بخير وقوية"، وقال "ان حركة تقدم قادتها بل رموزها في سبيل الله لن تنكسر". ولفتت في حفلة التأبين مكالمة لاحد اسرى الحركة في السجون الاسرائيلية الذين يمثلون قطاعا مهما في قيادة "حماس" المتوزعة على اربع ساحات الضفة والقطاع والخارج والسجون. واكد الناطق ضرورة ان يكون "الرد على اغتيال الشيخ ياسين مدويا ومزلزلا". وكانت شوارع رام الله زينت منذ ساعات الصباح بالاعلام الفلسطينية والاعلام الخضراء، شعار "حماس". ووسط نابلس، احرق نحو اربعة الاف شخص شاركوا في احياء ذكرى الشيخ ياسين، نعشا من خشب يحمل عبارة "نهاية اسرائيل". وسار نحو 300 رجل ملثمين ومسلحين حاملين مجسمات لصواريخ "قسام" اليدوية الصنع، والتي تحمل اسم الجناح العسكري للحركة، "كتائب القسام". وامام الحشود، تكلم رئيس رابطة علماء فلسطين الشيخ حامد البيتاوي الذي انتقد شخصيات فلسطينية دعت اول من امس عبر الصحافة الى "انتفاضة سلمية". واضاف: "نقول للمسؤولين في السلطة الذين يتحدثون عن انتفاضة سلمية، هل هذه الانتفاضة ستعيد البلاد وتخرج المحتلين وتفك الاسرى؟". وتابع: "نوجه تحذيرا للصهاينة ان الجريمة لن تمر مرور الكرام وستدفعون ثمنا غاليا.. دماؤكم ليست اغلى من دماء الشهيد احمد ياسين". عمان : صلاة الغائب وتظاهرات المخيمات عمان - ا ف ب - اقيمت في المساجد الاردنية امس صلاة الغائب على روح الشيخ ياسين وخرجت تظاهرات في عمان ومخيمات فلسطينية، وسط طوق امني كثيف. ففي مسجد الكالوتي في حي الرابية حيث مقر السفارة الاسرائيلية، ادى نحو الف شخص صلاة الغائب، وسط طوق امني كثيف، حيث انتشرت اعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب تحسباً لإمكان توجه المصلين الى السفارة، الا ان المصلين تفرقوا بعد انتهاء الصلاة. وغالباً ما تشهد منطقة مسجد الكالوتي مواجهات بين متظاهرين يحاولون الوصول الى مقر السفارة الاسرائيلية وقوى الامن. وفي مخيم الوحدات الفلسطيني في ضواحي العاصمة، تظاهر نحو الفي شخص بعد صلاة الظهر، مرددين هتافات "الانتقام الانتقام، يا كتائب القسام" و"يا اهل الضفة الغربية، عملية عملية". وحمل المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها "شيخنا الياسين، دماؤك ستبقى لعنة على الظلام"، ورفعوا الاعلام الفلسطينية ورايات الحداد ورايات خضر كتب عليها "لا إله الا الله محمد رسول الله". وندد المتظاهرون "بصمت الدول العربية"، داعين الى طرد السفير الاسرائيلي من المملكة على وقع هتافات "الرابية بدها تحرير، من السفارة والسفير". وعند الوصول الى مدخل المخيم في نهاية التظاهرة، حاول المتظاهرون الخروج الى الشارع العام، فمنعتهم قوى الامن. وقال شهود لوكالة "فرانس برس" ان "بعض المتظاهرين رشقوا قوات الامن بالحجارة فردت باطلاق الغاز المسيل للدموع". وافاد مدير شرطة العاصمة العميد بشير المجالي ان "مجموعة من المتظاهرين خرجت من المخيم وقامت باعمال شغب". ونفى ان تكون الشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع، مشيرا الى تدخل وجهاء من المخيم لحل الخلاف سريعا. وفي مجمع النقابات، اقام نحو 200 شخص صلاة الغائب في باحة المجمع الذي رفعت على جوانبه رايات الحداد. واعتصم المصلون في باحة المجمع حيث القيت كلمات نددت باسرائيل والولايات المتحدة، في حين هتف المعتصمون: "الرد، الرد" و "يا شعوبنا العربية، ثوروا على الرجعية" و "القمة العربية في تونس، القمة ليش" و"اخر نكتة يا شباب، اميركا ضد الارهاب". ورفع المعتصمون الاعلام الفلسطينية وصور الشيخ احمد ياسين في حين طوقت اعداد كبيرة من القوى الامنية المجمع، من دون تسجيل مواجهات مع المعتصمين. ووسط البلد، خرج نحو 300 مصل من المسجد الحسيني مرددين هتافات "لا اله الا الله" و"بالروح بالدم نفديك يا ياسين"، وساروا مسافة نحو 400 متر، الا ان قوات الامن فرقتهم من دون وقوع اشتباكات بين الطرفين. وفي حي صويلح الشعبي شمال العاصمة، تظاهر مئات من الاشخاص رافعين اعلام الاخوان المسلمين الخضراء ومرددين هتافات تدعو الى الجهاد. آلاف الايرانيين يتظاهرون احتجاجا طهران - رويترز - تدفق نحو 5000 ايراني اثارت حماسهم خطبة عن اغتيال الشيخ ياسين في شوارع طهران امس للتنديد بالدولة اليهودية. وهتف الحشد المؤلف من نساء يرتدين الشادور الاسود ورجال ملتحين "الموت لاسرائيل والموت لاميركا"، ملوحين بالاعلام الفلسطينية وصور الشيخ ياسين. وكتب على احدى اللافتات: "اسرائيل ورم سرطاني يتعين استئصاله"، فيما بث التلفزيون الحكومي مشاهد مماثلة في انحاء الجمهورية الاسلامية. وقال المتظاهر ماجد عزيزي وهو يضع على رأسه الكوفية الفلسطينية انه يتمنى تدمير اسرائيل: "انا هنا لاقدم التأييد للفلسطينيين في حربهم ضد الغاصبين". وأحرقت اعلام اسرائيلية واميركية تحت التمثال البرونزي لمقاتل فلسطيني وسط طهران. والهب رجل الدين المحافظ البارز اية الله محمد امامي كاشاني الحشد بخطبته في جامعة طهران حيث قال للمصلين: "يتعين ان تنهض كل الدول المستقلة ضد هذه الجريمة". ودعا زعماء التظاهرة الى انهائها بقراءة رسالة تتعهد للفلسطينيين الثأر لهم بشكل عاجل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وقالوا ان الرسالة قرأت في انحاء البلاد. تظاهرة في الازهر تطالب بطرد السفير القاهرة - "الحياة" - تظاهر آلاف المصريين في الجامع الازهر عقب صلاة الجمعة امس وأدوا صلاة الغائب على روح الشيخ ياسين، ورددوا هتافات تطالب "حماس" بالثأر عن طريق الرد الحاسم والسريع، كما علقوا مئات الصور والملصقات للشيخ ياسين على اسوار المسجد. وجال المتظاهرون ارجاء الجامع الازهر وهتفوا "يا حماس ردي بقوة، ما في غيرك عنده مروّة"، و"يا شارون يا غدار، بكرة حماس هتاخد التار"، و"خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود". وطالب المتظاهرون الحكومة المصرية طرد السفير الاسرائيلي وإغلاق سفارة الدولة العبرية في القاهرة، كما عقد عدد من الشخصيات السياسية والحزبية مؤتمرا في داخل المسجد تحدث خلالها كل من المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف ورمز المقاومة الشعبية في حرب تشرين الاول اكتوبر الشيخ حافظ سلامة ورئيس تحرير جريدة "الشعب" مجدي احمد حسين وغيرهم، وأكدوا ان اغتيال ياسين من شأنه ان يزيد حدة المقاومة الفلسطينية للثأر له وللتوجه بخطوات عملية وفاعلة نحو تحرير كامل لتراب فلسطين والمسجد الأقصى. وحذروا من خطورة أن ممارسات اسرائيل المدعومة اميركياً انما تصب في اطار المشروع الاسرائيلي لإنشاء اسرائيل الكبرى، مؤكدين أن إسرائيل لم تتراجع لن ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني إلا عندما تجد مواجهة من الشعب الفلسطيني. احتجاجات في تركياوالهند شهدت تركيا احتجاجات ضد اغتيال الشيخ ياسين، وتجمع نحو ثلاثة آلاف إمام المسجد الرئيسي في اسطنبول بعد صلاة الجمعة، ولوحوا بالاعلام الفلسطينية ورددوا شعارات مؤيدة للانتفاضة ضد الاحتلال الاسرائيلي ورفعوا صور ياسين، فيما طوقت شرطة مكافحة الشغب الميدان لمنع اي عنف. واحرقت اعلام اسرائيل والولايات المتحدة الى جانب دمية لرئيس الوزراء ارييل شارون اثناء الاحتجاج. وفي الهند، رفع مئات المحتجين المسلمين لافتات وهتفوا بشعارات ضد اسرائيل. افغانيون ينددون كابول - رويترز - تظاهر نحو 200 افغاني يقودهم رجل دين متشدد عقب صلاة الجمعة في العاصمة كابول للتنديد باسرائيل واميركا بسبب اغتيال الشيخ ياسين. وقال المولوي محمد مختار مفلح في خطبة الجمعة في مسجد في قلب العاصمة الافغانية ان الاممالمتحدة يجب ان تقدم اسرائيل للمحاكمة على جريمة القتل التي وصفها بأنها "عمل ارهابي". وردد نحو 200 من المصلين شعارات مناهضة لاسرائيل ولاميركا وتدعم القضية الفلسطينية. وتضمن الهتافات "الموت لاسرائيل" و"الموت لليهود" و"الموت للاميركيين"، وأيضاً "الموت لغير المسلمين". وتذكر التظاهرة بمشاهد كانت شائعة في كابول خلال حكم حركة "طالبان" المتشدد، والذي اطاحت به قوات تقودها اميركا أواخر عام 2001. وراقب عشرات المارة في الشوارع التظاهرة، الا ان احداً منهم لم ينضم اليها، في حين سخر البعض من الشعارات التي يرددونها. المنامة:مواجهات أمام السفارة الأميركية المنامة - "الحياة" - أطلقت قوات مكافحة الشغب البحرينية مساء أمس قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات الأشخاص رشقوا رجال الأمن بالحجارة أمام السفارة الأميركية في المنامة. وكان نحو 300 شخص تجمعوا في الواجهة الغربية للسفارة وانطلق نصفهم إلى الشارع الرئيسي المحاذي لها وهم يهتفون بالموت لإسرائيل وأميركا في مسيرة احتجاجية على اغتيال الشيخ ياسين. وسمحت قوات الأمن للمسيرة بالمرور أمام الشارع الرئيسي الجنوبي للسفارة، لكن نهاية المسيرة شهدت قذف رجال الأمن بالحجارة حيث استخدموا الغاز المسيل للدموع بكثافة قبل أن تقوم مجموعة من الأشخاص بإقناع أحد المحتجين بعدم اختراق الحاجز الأمني حيث كان ينوي الذهاب إلى مبنى السفارة. ولوحظ ان قوات الأمن أغلقت معظم الشوارع المؤدية للسفارة أو المحاذية لها، فيما شوهد الدخان يتصاعد من حريق كبير وان كان ليس قريبا من موقع السفارة. وغابت عن المسيرة الفعاليات والشخصيات السياسية البحرينية في الوقت الذي أشار فيه رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان في خطبة صلاة الجمعة أمس انه "يتجنب المشاركة في مسيرات تدعو لها جهات غير واضحة المصدر" وان دعا إلى ضبط النفس. تشييع رمزي في بغداد والنجف بغداد - أ ف ب - نظم مئات الشيعة امس في بغداد مسيرة تشييع رمزية تكريما للشيخ ياسين، وساروا وراء نعش فارغ لف بالعلم الفلسطيني وكرسي نقال تم رفعه في الهواء، واطلقوا هتافات جاء فيها "لا لا لا لاسرائيل"، و"لا لا لا للمحتلين"، في ربط بين احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية واحتلال قوات التحالف للعراق. وبدأت المسيرة في شوارع بغداد بعد انتهاء الصلاة في حي الكاظمية حيث يوجد مقام الامام موسى الكاظم، الموقع المقدس لدى الشيعة في بغداد. وحمل المتظاهرون صور الزعيم الشيعي العراقي المتشدد مقتدى الصدر، وداسوا ثم احرقوا علما اسرائيليا وهم يصرخون "الموت لشارون"، رئيس الوزراء الاسرائيلي. كما اطلقوا شعارات ضد مجلس الحكم الانتقالي العراقي والاحتلال الاميركي. وقال رجل دين شيعي الشيخ حازم العرضجي، في اشارة الى ميليشيا "جيش المهدي" التي انشأها مقتدى الصدر: "نحن العراقيين، سنساند الفلسطينيين بكل الوسائل. جيش المهدي سيكون معكم". واعتبر احد المتظاهرين حبيب ميفوق ان "الاعتداء على الشيخ ياسين هو اعتداء على الاسلام. ان خسارته مؤلمة. اننا نبحث عن سبيل للثأر له باي وسيلة ممكنة". ونظم مئات العراقيين مسيرة مماثلة في مدينة النجف الشيعية المقدسة جنوب بغداد، بناء على دعوة من الشيخ صدر الدين القبنجي، العضو في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، تكريما "للشهيد" احمد ياسين. ونظمت مسيرات استنكار لاغتيال الشيخ ياسين في احياء سنية في بغداد. ودعا الشيخ احمد حسن طه السامرائي في مسجد ابو حنيفة السني في حي الاعظمية في بغداد، المصلين الى التوحد ومقاتلة المحتلين.