دان أئمة المساجد السنية والشيعية في العراق في خطبهم أمس، اقتحام قوات الحرس الوطني العراقي مسجد"أبي حنيفة"الأسبوع الماضي، معتبرين أن"المساجد دور للعبادة لا يجوز اقتحامها". واعتبر مؤيد الأعظمي إمام وخطيب مسجد"أبي حنيفة"في خطبة الجمعة:"دوهم جامعنا هذا للمرة الرابعة بسبب بيانات كاذبة وتقارير حاقدة من أناس لا نعرف لهم هوية، فقتل من قتل وجرح من جرح وروع من روع من الناس الآمنين". وكانت عملية اقتحام مسجد"أبي حنيفة"أدت الى مقتل شخصين وجرح تسعة آخرين. وأضاف الأعظمي أن"الذين استشهدوا في يوم الجمعة الماضية لم يرتكبوا خطيئة واحدة بفضل الله وحمده". وأوضح أن"الذي ارتكب هذا العمل هم مع الأسف من أبناء جلدتنا، وظلم ذوي القربى أشد مرارة من وقع الحسام المهند". وشدد على أن"جامعنا ليست بناية عسكرية ولا مخزناً للأسلحة ولا مكاناً لاخفاء أسلحة الدمار الشامل". في هذا الاطار، طالب رئيس ديوان الوقف السني الشيخ عدنان الدليمي الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية والمنظمات الاسلامية بالتدخل لدى الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسية للعمل على"عدم دهم المساجد مستقبلاً". وقال الدليمي في كلمة له بعد انتهاء صلاة الجمعة في مسجد"أبي حنيفة"إن"انتهاك حرمات وقدسية المساجد المخصصة للعبادة أمر غير مقبول". ودعا المصلين الى"ضبط النفس ووحدة الصف". ومن جانبه، ندد الشيخ أحمد عبدالغفور السامرائي إمام وخطيب مسجد"أم القرى"وعضو"هيئة علماء المسلمين"بعملية اقتحام مسجد"أبي حنيفة"، وقال في خطبته:"استنكر وبشدة الهجمة الأميركية على مسجد الإمام الأعظم أبي حنيفة الذي فيه قبر الإمام الأعظم حيث عُبث بالمسجد وقتل المصلون قتلاً عشوائياً". وفي مدينة الصدر الشيعية، احدى ضواحي بغداد، ندد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بعملية اقتحام مسجد"أبي حنيفة". وقال في كلمة تلاها نيابة عنه الشيخ عبد الزهرة السويعدي في خطبة الجمعة في مسجد المحسن امام مئات المصلين:"استنكر عملية مداهمة واقتحام مسجد أبي حنيفة الذي نعتبره مكاناً مقدساً للمسلمين جميعاً، واذكر باننا نحتفظ بالرد على ذلك في الوقت الحاضر". وفي مدينة كربلاء جنوب، انتقد الشيخ عبدالهادي الكربلائي ممثل آية الله علي السيستاني عملية اقتحام المسجد، وقال في خطبته في الصحن الحسيني إن"ما حدث في جامع الإمام أبي حنيفة الأسبوع الماضي يمثل انتهاكاً لحرمة المسلمين وهتكاً للمقدسات". وأضاف:"نرفض هذا العمل ونطالب الاجهزة المختصة بالتحلي بالحكمة والصبر في مثل هذه الأمور، وإلا فإن ذلك سيؤدي الى المزيد من العنف في البلاد". وكان المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي الموقت اياد علاوي أكد الأربعاء الماضي أن علاوي والمسؤولين عن ديوان الوقف السني الذي حل محل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية، اتفقوا على إبعاد الأئمة الذين يحرضون على العنف عن المساجد العراقية. وكانت"هيئة علماء المسلمين"أعلنت في 13 تشرين الثاني نوفمبر الجاري توقيف ثلاثة من عناصرها من أئمة المساجد خلال 24 ساعة، من بينهم الشيخ مصطفى الدليمي مسؤول منطقة الشعب في شمال بغداد. وكان الجيش الأميركي أعلن في 12 الشهر الجاري اعتقال الشيخ مهدي الصميدعي أبرز رموز التيار السلفي، و25 من اتباعه في مسجد"ابن تيمية"في بغداد، بعد العثور على كميات من الاسلحة داخل المسجد.