1 حياة رسول الله صلّى الّله عليه وسلم ولد رسول الله محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب عام الفيل صَبيحة يوم الإثنين سنة 571 ميلادية في مكةالمكرمة، وفي الأربعين من عمره الشريف، نزل عليه أمينُ الوحي جبريلُ عليه السلام وهو في غار حراء حيث بلّغه رسالةَ ربِّه عز وجل، وكان ذلك في رمضان سنة 13 قبل الهجرة الموافق تموز سنة 610 م، وبقي رسول الله في مكةالمكرمة قرابة الثلاث وخمسين سنة، ومن ثَمَّ هاجر إلى المدينة، وتوفي فيها في 12 ربيع الأول سنة 11 ه/ 632م، عن ثلاث وستين سنة. 2 نسب النبي صلى الله عليه وسلم كتاب "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب"، تأليف أبي العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبدالله القلقشندي المتوفى 821 ه/ 1418م، وللكتاب طبعة صدرت عن دار الكتب العلمية في بيروت، وتضمن الكتاب نسب النبي صلى الله عليه وسلم، من الصفحة 33 إلى الصفحة 40. وجاء فيه: "يتصل عمود نسب النبي صلى الله عليه وسلم على ما ذكره ابن إسحاق في السيرة، وتبعه عليه ابن هشام على الشكل التالي: هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف، بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة، بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار، بن معدّ بن عدنان. بن أدد بن مقوم بن ناحور، بن تارح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل، ابن إبراهيم عليه السلام ابن تارح وهو آزر بن تاخور ابن شارخ شاروخ بن أرغو، ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام، بن نوح عليه السلام بن لامك ابن متوشلخ بن اخنوخ وهو إدريس عليه السلام، ابن يرد بن مهلائيل بن قنين قينان بن يافت بن شيث، بن آدم عليه السلام. والاتفاق على هذا النسب الشريف إلى عدنان وفي ما بعد عدنان إلى إسماعيل عليه السلام فيه خلاف كثير، بل قد منع بعضهم الرفع في النسب على عدنان تمسكاً بأنه ليس في ما وراء عدنان إلى آدم طريق صحيح كما صرح به الإمام يحيى بن شرف النووي. وقال القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجاوزوا معد بن عدنان كذب النسابون" ثم قرأ: وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً سورة الفرقان، الآية: 38، ولو شاء الله أن يعلمه علمه، وذكر التوزي في شرح الشقراطيسة: أنه صلى الله عليه وسلم كرر: "كذب النسابون" مرتين أو ثلاثاً، قال: والصحيح أنه قول ابن مسعود. ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: إنما ننسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو، وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنه قال: ما وجدنا أحداً يعرف ما فوق عدنان وإسماعيل إلا تخرصا، ويحكى عن مالك بن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن الرجل برفع نسبه إلى آدم عليه السلام فكره ذلك. فقيل له فإلى إسماعيل: فأنكر ذلك. وقال: ومن يخبر به؟! والذي عليه البخاري وغيره من العلماء، موافقة ابن إسحاق على رفع النسب. أما ما يتفرع عن الأنساب عن عمود النسب النبوي فلا خفاء إن آدم عليه السلام هو أبو البشر ومبدأ النسل، وما يذهب إليه الفرس من أن مبدأ النسل من كيومرث الذي ينسب إليه الفرس فأنه مفسر بآدم عليه السلام عند أكثر المفسرين، ثم لا نزاع في أن الأرض عمرت ببني آدم عليه السلام إلى زمن نوح وأنهم هلكوا بالطوفان الحاصل بدعوة نوح عليه السلام حين غلب فيهم الكفر وظهرت عبادة الأوثان، وأن الطوفان عمَّ جميع الأرض، ولا عبرة بما يذهب إليه الفرس المجوس من إنكار الطوفان، ولا بما ذهب إليه بعضهم من تخصيصه بإقليم بابل الذي كان به نوح عليه السلام. ثم قد وقع الاتفاق بين النسابين والمؤرخين أن جميع الأمم الموجودة بعد نوح عليه السلام جميعهم من بنيه دون من كان معه في السفينة، وعليه يحمل قوله تعالى: ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ سورة الإسراء، الآية:3. وأما مَنْ عدا بنيه ممن كان معه في السفينة فقد روى: أنهم كانوا ثمانين رجلاً وأنهم هلكوا عن آخرهم ولم يعقبوا، ثم اتفقوا أن جميع النسل من بنيه الثلاثة يافث وهو أكبرهم، وسام وهو أوسطهم، وحام وهو أصغرهم، وقد ذكر ابن إسحاق أنه كان ليافث سبعة أولاد وهم: كومر ويقال عومر، وياوان ويقال يافان وهو يونان، وماغوغ وهو طوبال، ويروى قطوبال، وماسح بالمهملة وبالمعجمة ماشح، ويروى كاشح وكاسح بالمهملة والمعجمة، وطبراش، ووقع في الإسرائيليات زيادة ماذاي فصاروا سبعة. وذكر البيهقي ثامناً وهو علجان، ووقع في كلام ابن سعيد زيادة سويل فيكونون تسعة. قال ابن إسحاق: وكان لسام خمسة أولاد ارفخشد، ولاوذ وارم وآشور وعيلام وفي الإسرائيليات: أنه كان لحام أربعة أولاد وهم: مصر وبعضهم يقول مصرائيم. وكنعان. وكوش. والذي ذكره إبراهيم بن وصيف شاه في كتاب العجائب: أن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام فيكون حينئذ ابنان لابنه لصلبه. إذا علمت ذلك فكل أمة من الأمم ترجع إلى واحد من أبناء نوح الثلاثة على كثرة الخلاف في ذلك". 3 أسماء رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا محمد، وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو اللهُ به الكفر، وأنا الحاشِرُ الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقِب الذي ليس بعده نبي"، وقد سماه الله رؤوفاً رحيماً متفق عليه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسمي لنا نفسه أسماء فقال: "أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا المقفِّي، ونبي التوبة، ونبي الرحمة، المقفِّي: آخر الآنبياء"، رواه مسلم. قال القاضي عياض: قد حمى الله هذين الاسمين يعني محمد وأحمد أن يتسمى بهما أحد قبل زمانه، أحمد الذي ذكر في الكتب، وبشر به عيسى عليه السلام، فمنع الله بحكمته أن يتسمى به أحد غيره، ولا يدعى به مدعو قبله حتى لا يدخل اللبس ولا الشك فيه على ضعيف القلب، وأما محمد فلم يتسمَّ به أحد من العرب ولا غيرهم إلا حين شاع قُبَيْلَ مولده أن نبياً سيبعث واسمه محمد، فسمَّى قليلٌ من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم هو، والله أعلم حيث يجعل رسالته. ومن تكريم الله تعالى له ولاسمه الشريف أنه صرف كفار قريش عن شَتم اسمه، فكانوا يدعونه مذمَّماً، وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام: "ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش، ولعنهم؟ يشتمون مذَمَّماً، ويلعنون مُذَمَّماً وأنا محمد". 4 أمّهات رسول الله آمنة بنت وهب هي "أمه التي ولدته"، كانت خير امرأة في قريش نسباً وموضعاً من أسرة تعتبر من أشرف القبائل العربية وأشرفها سلالة. حليمة السعدية: "أمه التي أرضعته"، كانت فاضلة طيبة وحاضنة مرضعة، كسبت شرف أمومة رسول الله صلى الله عليه وسلم برضاعته. بَرَكة ثعلبة أم أيمن: "أمه الحاضنة"، كانت من موالي عبدالله بن عبدالمطلب، وقد احتضنت النبي صلى الله عليه وسلم عندها حتى شب وقد أحسنت حضانته وأخلصت إليه، وقد أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زواجه من السيدة خديجة وتزوجت بركة وولدت أيمن رضي الله عنه الذي كان له شأن كبير في الإسلام، فقد هاجر وجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشهد يوم حنين. وأم أيمن كانت قد أعلنت إسلامها من بداية الدعوة وكانت من أوائل النسوة اللاتي هاجرن إلى الحبشة وإلى المدينة وبايعن الرسول صلى الله عليه وسلم. ولقد كانت خلال هجرتها إلى المدينةالمنورة، صائمة مهاجرة ماشية، ولم يكن معها شيء من الزاد أو الشراب، وقد أسلمت روحها الطاهرة في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ودُفنت في البقيع. فاطمة بنت أسد الهاشمية: "أمه تكريماً"، وهي زوجة عم الرسول صلى الله عليه وسلم أبي طالب، وأم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وطالب وعقيل وجعفر وأم هانئ وجمانه وريطة بن أبي طالب أولاد عم الرسول عليه الصلاة والسلام. أولت النبي صلى الله عليه وسلم رعاية خاصة وبذلت أقصى جهدها حتى لا تجعله يشعر بالغربة أو اليتم، حتى أنها كانت تفضله في بعض الأوقات على أبنائها وبهذا أصبحت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها من أقرب المقربات للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولقد حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث.