طلبت "حركة تحرير السودان" من الولاياتالمتحدة وبريطانيا تدخلا عسكريا "عاجلا" في دارفور قبل انتهاء مهلة الثلاثين يوما التي منحتها الاممالمتحدة للسودان لحل الازمة في الاقليم. وينتظر ان تصل الى مدينة الفاشر السبت المقبل طلائع وحدة الحماية العسكرية للمراقبين الذين ارسلهم الاتحاد الافريقي الى دارفور. وقال قائد الحركة عبدالواحد محمد احمد نور في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" من منطقة جبل مرة غرب دارفور، "اوجه رسالة شخصية الى الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير من اجل حماية ملايين النازحين من خطر الموت الوشيك الذي ينتظرهم". واضاف: "يجب الا ينتظرا نهاية مهلة مجلس الامن للتدخل في السودان لان الوضع لا يسمح بذلك". وقال قائد الحركة ان "طائرات تابعة للجيش النظامي السوداني تحلق منذ ايام عدة فوق قرى غرب منطقة دارفور وتزرع الرعب وتتسبب بنزوح آلاف الاشخاص، خصوصا في مناطق شعيرية قرب نيالا، وبيرية على الحدود التشادية، وغرب الفاشر، وكبكابية قرب زالنجي". واوضح أن ميليشيا "الجنجاويد" الموالية للحكومة، دخلت في "السابع من الشهر الى جنوب زالنجي وقتلت 80 نازحا". وفي نيروبي، اكد مسؤول في الاتحاد الافريقي أمس، ان طلائع القوة الافريقية الى دارفور ستصل الاقليم السبت. وكانت الصحف السودانية نقلت عن سفير الخرطوم في اديس ابابا عثمان السيد اليوم الاربعاء ان 150 من العسكريين الروانديين سينتشرون السبت في دارفور. وافاد المسؤول أن الجنود النيجيريين الذين سيكملون عديد القوة سيصلون الى دارفور "قبل او في 25 الشهر". واوضح ان "هولندا ستتكفل بنقل القوات الرواندية". واكد الناطق باسم الجيش الرواندي الكولونيل باتريك كاريغيا هذه المعلومات قائلا "السبت، اجل، انه الموعد المحدد للانطلاق". واوضح ان 15 ضابطا سيكونون بين الجنود الروانديين المئة والخمسين وبرر هذا العدد الكبير من الضباط بقوله: "علينا ان نكون مطمئنين لمسألة الانضباط". من جهة أخرى، دعت منظمة العفو الدولية الحكومة السودانية الى "وضع حد للاعتداءات والاعتقالات بحق المدنيين الذين تكلموا الى اجانب" وخصوصا الى وزيري الخارجية الاميركي كولن باول والفرنسي ميشال بارنييه. وقالت المنظمة "يجب ان تطلق الحكومة السودانية فورا ومن دون شروط سراح جميع الاشخاص الذين اعتقلوا في شمال وجنوب وغرب دارفور لأنهم فقط اعربوا عن رأيهم حيال الوضع في دارفور". واضافت ان ان بعض هؤلاء الاشخاص اعتقلوا لانهم تكلموا "الى اعضاء في لجنة وقف اطلاق النار التابعة للاتحاد الافريقي والى صحافيين مستقلين او لانهم يعارضون الازمة في دارفور". واكدت ان "47 شخصا على الاقل اعتقلوا في شمال دارفور بين 26 حزيران يونيو والثالث من اب اغسطس على يد اجهزة الامن او الجيش السوداني واعتقل معظمهم بعد ان تحدثوا الى اعضاء وفود اجنبية". واوضحت ان بين هؤلاء 15 شخصا في مخيم ابو شويق قرب الفاشر اعتقلوا بعد زيارة باول للمخيم في 30 حزيران يونيو الماضي. وزادت ان خمسة رجال في المخيم اعتقلوا في 27 تموز يوليو بعد زيارة بارنييه. وفي نيويورك، اعتبرت منظمة "هيومن رايتس واتش" للدفاع عن حقوق الانسان في بيان ان الحكومة السودانية "تفتقد الى الصدقية" عندما تؤكد انها تعمل على وقف الانتهاكات في دارفور. ودان تقرير المنظمة الذي يقع في 31 صفحة الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا "الجنجاويد"، منتقدة تكرر عمليات اغتصاب فتيات لا تتعدى اعمارهن 13 سنة في بعض الحالات. من جهة أخرى، اعتبرت الحكومة السودانية ان ما اعلنته الاممالمتحدة عن هجمات بالطائرات الهليكوبتر في منطقة دارفور لا أساس له وان الوضع الامني في المنطقة الغربية يتحسن ولكنه يحتاج مزيدا من الوقت. وصرح وزير الدولة للشؤون الخارجية نجيب الخير عبدالوهاب بأن يان برونك الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في شأن السودان وقع الثلثاء على تقويم يفيد أن الحكومة احرزت "تقدما ملحوظا" بالنسبة الى الامن والحماية. وكان بيان للامم المتحدة أكد الثلثاء ان هجمات "الجنجاويد" مستمرة على بعض من شردهم القتال في دارفور وان السودان شن هجمات جديدة بطائرات هليكوبتر في جنوب دارفور. ووصف عبدالوهاب البيان بأنه "غير صحيح ولا أساس له". وقال: "نعتقد ان هذا البيان غامض ولا يستند لمصدر ولا يتفق مع تقويم برونك".