أعلن الرئيس الايراني محمد خاتمي امس، أن بلاده لن ترضخ لتهديدات بإحالة ملفها النووي الى مجلس الامن، ولن تتخلى عن سعيها الى الحصول على تكنولوجيا نووية سلمية. وأدلى خاتمي بهذا التصريح بعدما أعرب مسؤولون أميركيون اخيراً عن ثقتهم المتزايدة في أن الموقف الدولي يقوى في شأن التعامل بحزم مع برنامج ايران النووي وإحالة ملفها الى مجلس الامن لاحتمال فرض عقوبات عليها. وفي غضون ذلك، نشرت صحيفة "ذي دايلي تلغراف" البريطانية امس، ان ايران طلبت من بريطانيا وفرنسا وألمانيا دعم برنامجها النووي المدني والعسكري بدل الاعتراض عليه. وقالت ان مسؤولين ايرانيين تقدموا بهذا الطلب "الغريب" خلال المحادثات التي جرت في باريس نهاية تموز يوليو الماضي. وكان الهدف من اجتماع باريس اقناع الايرانيين بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم، وهو مرحلة في مجال صنع قنبلة نووية. وأوضحت الصحيفة ان الايرانيين وعلى العكس من ذلك طلبوا من "الوفد الثلاثي" الاوروبي بريطانيا وفرنسا والمانيا مساعدتهم على تحقيق تقدم في التكنولوجيا النووية الايرانية. وأغضبت طهرانبريطانيا والمانيا وفرنسا التي سعت للوساطة في حل سلمي لأزمة البرنامج النووي الايراني حين أعادت تشغيل أجزاء من برنامجها النووي ورفضت التخلي عن مساعيها لإعادة تخصيب اليورانيوم. وتقول واشنطن ان ايران تريد تخصيب اليورانيوم الى المستوى المستخدم في القنابل، فيما تقول طهران انها لا تريد سوى يورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه في محطات كهرباء تعمل بالطاقة النووية. وقال خاتمي للصحافيين امس: "لا نريد احالة قضيتنا على الاممالمتحدة. نريد أن نحل المسألة من خلال ما يقدم من تبريرات وتفسيرات". وأضاف: "لكن اذا أراد أحد حرماننا من حقنا في تكنولوجيا نووية سلمية فإننا وأمتنا سنكون مستعدين لدفع الثمن". وجاء ذلك في وقت تعزز موقف طهران بصدور تقارير جاء فيها أن مفتشي الاممالمتحدة أرجعوا بقايا يورانيوم عالي التخصيب عثروا عليها في ايران الى معدات اشترتها طهران من باكستان. وقال خاتمي: "لم نجر أي تخصيب في ايران. قطع الغيار كانت ملوثة". واعتبر ديبلوماسيون في طهران ان واشنطن ستدفع على الارجح بقوة في اتجاه إدراج آلية تقود الى احالة ايران لمجلس الامن في أي قرار يتخذ خلال الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أيلول سبتمبر المقبل. لكنهم أشاروا الى أن واشنطن تفتقر الى دعم كاف داخل مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 عضواً للمضي قدماً في مثل هذا الاجراء، ما لم يكشف مفتشو الاممالمتحدة عن نتائج جديدة مثيرة في شأن برنامج ايران النووي في تقريرهم التالي وهو مستبعد. وقال خاتمي انه اذا أحيل ملف ايران لمجلس الامن، فإن طهران ستضغط على الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس لتجنب أي اجراء قد يتخذ ضدها. وأضاف: "على رغم أننا نعتبر حق النقض فيتو في مجلس الامن ظالماً، فإن هناك خمسة أعضاء يمكننا التفاوض معهم".