اكد الرئيس الإيراني محمد خاتمي استعداد بلاده للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتفاهم مع كل العالم بشأن الملف النووي الإيراني، فيما اعلن وزير الدفاع الأدميرال علي شمخاني ان طهران اجرت بنجاح اختباراً جديداً على صاروخ شهاب ثلاثة الذي يصل مداه الى ألفي كيلومتر. يأتي ذلك في وقت تجري فيه ايران مباحثات مهمة مع ممثلين عن الدول الأوروبية الثلاث فرنسا، بريطانيا وألمانيا قبيل الاجتماع المرتقب لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل في ظل سعي واشنطن الى رفع ملف ايران الى مجلس الأمن الدولي في حال إخفاق المقترحات الأوروبية في إقناع ايران بالتخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وعلمت "الحياة" من مصادر ايرانية واسعة الاطلاع ان من الممكن الوصول الى حلول وسط مع الأوروبيين للخروج بحل يرضي الجميع، وأن صيغة الحل المقبولة من جانب ايران تتمحور حول امرين: "اعتراف اوروبا ومن ورائها الولاياتالمتحدة بحق ايران في امتلاك برنامج تخصيب اليورانيوم"، و"قبول ايران بالاستمرار في تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم من اجل تعزيز الثقة بأن ايران لا تسعى الى امتلاك اسلحة نووية". وأكد خاتمي انه "لا يجب حرمان ايران من امتلاك الطاقة النووية إذ اننا نخضع لإشراف الوكالة الدولية"، رافضاً بذلك الضغوط الأميركية التي تهدف الى منع ايران من برنامجها النووي. وقال خاتمي بعد اجتماع للحكومة الإيرانية: "نسعى الى طمأنة العالم الى ان برامجنا النووية لن تخرج عن مسارها السلمي ولن نسعى الى الحصول على اسلحة نووية". اما المراقب الأبرز لكل ما يجري فهو البرلمان المحافظ الذي ما زال يلوح بخيارات تصعيدية، لكن المرونة ما زالت قائمة في خياراته إذا لم تتعارض المقترحات الأوروبية ومنها الوقف الموقت للتخصيب مع استمرارية البرنامج الإيراني. وقال رئيس البرلمان الإيراني حداد عادل: "إذا كان المطلب الأوروبي بوقف تخصيب اليورانيوم يعني حرماننا من الطاقة النووية فلن نقبل به". ويرى المراقبون ان تسوية اللحظة الأخيرة ما زالت ممكنة للتوصل الى حل وسط قد يكون عنوانه الاعتراف بحق التخصيب في مقابل عدم التخصيب في ايران وتأمين الحاجة الإيرانية للوقود النووي من خارج الأراضي الإيرانية.