تعدّدت المحطات التلفزيونية الفضائية وكثر عدد المذيعات والإعلاميات، وبات من الصعب جداً ان تبرز إحداهن في مجال الاعلام، وهذا لا يعود فقط الى الكمّ الموجود، بل الى الدخيلات اللواتي فرضن أنفسهن أمام الكاميرا التي، لو استطاعت التكلّم لرفضت معظمهن. يُقال ان المنافسة يجب ان تكون موجودة في كل عمل وفي كل مهنة وذلك كي يثبت الانسان جدارته ويطمح الى المزيد. لا شك في ان هذا الأمر صحيح ومنطقي، الا ان تلك المنافسة التي يتحدثون عنها هي الغيرة في حدّ ذاتها في عالم الاعلام اذ تعتقد كل مذيعة انها الاجمل والطفلة المدللة لدى المحطة التي تعمل فيها أو دلوعة الادارة، وكي لا يبقى إحساس المذيعة احساساً خاطئاً أو مزيّفاً، تفعل ما بوسعها مع المسؤول عن هذا القسم او مع المدير المسؤول او مع المخرج المميز لتكون مقربة جداً منهم، حتى ولو كلّفها ذلك بيع كرامتها وشطب تربيتها، فالظهور أمام الكاميرا أهم بكثير من كل تلك القيم والتحدث مع الناس مباشرة على الهواء أهم بكثير ايضاً من الجلوس وراء المكتب أو من عرض الأزياء ومن أي مهنة اخرى قد تكون فيها فتاة عادية. إذ لا يجوز ان تمر المذيعة مرور الكرام أمام الناس حتى ولو كانت لا تتقن التحدث معهم وحتى لو كانت تضحك في شكل متواصل، ولذلك لا بد من التميز الذي يبدأ من مكتب المسؤول ولا نعرف كيف وأين ينتهي؟! ولا شك في انه لا يمكن التعميم في هذا الموضوع، لكن الغالبية تمشي في هذا السياق، والدليل على ذلك انه حينما نتحدث مع اي مذيعة رصينة، تعترف بسرعة ان زميلاتها في المحطة يتصرفن من منطلق الغيرة، الغيرة ممن هي اجمل والغيرة ممن هي مدعومة أكثر، فيصبح هنا التنافس لافتاً.