عَبَرت الإعلامية ليليان إيليا ناعسة محطات عدة في عالم الاذاعة والتلفزيون، فالبداية كانت في اذاعة جبل لبنان، ثم بدأت مسيرتها مع الكاميرا، فقدمت "أحلى الأيام، و"من كل وادي عصا" و"بدون موعد" و"جار القمر" حتى رست أخيراً في "عيون بيروت"، البرنامج المنوع الذي يعرض حالياً على شاشة "الأوربيت"، والذي تلتقي خلاله شخصيات من مختلف الميادين، ما يجعلها تعيش "حال حب وغرام في عملها المسلّي والمفيد في آن معاً" كما تقول . وترى ناعسة ان محطة الأوربيت "محطة محترفة جداً"، وهذا ما لمسته منذ بداية عملها فيها، خصوصاً حينما كانت تشارك في المهرجانات والتي كانت المحطة تغطيها. وقالت: "القيّمون على المحطة يشعروننا دائماً بأن للوقت ثمناً كبيراً، ونحن لم نكن معتادين على ذلك في الشرق، فالالتزام ضروري جداً، خصوصاً في العمل الإعلامي، الالتزام بكل ما للكلمة من معنى". سرعة البديهة وتقول ناعسة ان سرعة البديهة هي من أبرز المواصفات التي يجب أن تتمتع بها الإعلامية، إضافة الى العفوية والثقافة وقالت: "في الاذاعة، عملت في ميدان التحرير وكنت أقرأ الأخبار، لكنه كان عملاً جدياً ورصيناً، ولا أقول ان هذا العمل لم يفدني، بل على العكس جعلني مطلعة أكثر فأكثر لأن العمل الإعلامي يتطلب شمولية تامة، فماذا إن طرح علينا الضيف في برنامج "عيون بيروت" مثلاً سؤالاً لا نعرف الإجابة عنه؟". وتقول ناعسة ان كل شيء تغير اليوم، ففي الماضي كانت غالبية تُفاجأ الناس بكونها مذيعة، أما الآن فأصبحت كل الفتيات يطمحن للعمل في هذا الميدان، ولم تخف ناعسة دور الحظ في حياة الانسان وقالت: "هناك ضربة حظ تحصل مع البعض، وهذا البعض قد يكون أهلاً لذلك وقد لا يكون". وتحدثت ناعسة عن مبادئها في العمل وقالت: "على رغم كل شيء أحب أن أبقى كما أنا وأهم شيء لدي هو أن أحافظ على عائلتي حتى ولو وصلت الى أقصى درجات الشهرة لأن كل شيء يتغير وكل شيء قابل للهبوط ولكن ما لا أحتمله هو أن يحصل أي تغيير في حياتي الخاصة أو في حياتي العائلية، أحب ابني سيزار كثيراً وهو يفتخر بي وسأبقى دائماً عند حسن ظنه". وأضافت: "لسوء الحظ هناك من يبني حياته المهنية وشهرته على حساب عائلته، ولكن لا شك في أنهم سيعيشون الندم بعد ذلك، لأنه في النهاية لا شيء يدوم سوى الأهل والعائلة وكل شيء خارج هذا الاطار هو مجد باطل". وتقول: "أطلّ على الناس وأجلس أمام الكاميرا كما أنا في حياتي العادية، فأنا أشبه نفسي تماماً". وعبّرت ناعسة عن استيائها حينما تتابع إعلامية فاشلة وقالت: "صحيح ان الإعلاميات أصبحن كثيرات إلا أن الناس يستطيعون تحقيق الغربلة وبسرعة كبيرة". وتضحك بسخرية حينما تتذكر كيف تحدثت احدى المذيعات مباشرة على الهواء على احدى الشاشات عن أسامة بن لادن وهي تقول بَن لادِن وكأنها تسمع به للمرة الأولى، هذا مُخجل ومُحزن. واختتمت ناعسة تقول: "صحيح ان سرعة البديهة تدل الى مدى ذكاء الإعلامية، إلا أن الثقافة ضرورية جداً لأن الأخطاء غير مسموحة، خصوصاً في عصرنا هذا، ونجاح الإعلامي لا يعود الى هذه الصفة أو تلك، بل هناك صفات عدة يجب أن تتوافر في الإعلامي كي يكون ناجحاً مثل كل من ماغي فرح وجورج قرداحي".