@ عندما بدأت القنوات الفضائية العربية بث كثير من برامجها المنوعة وحتى الاخبارية بمذيعات يذعن وهن على (الوحدة ونص) تحدث كثير من الغيورين عنهن مهاجمين ومستنكرين ومطالبين بوضع رقابة على سلوكياتهن الملتوية والموجه عمدا لاغراء شباب الامة بعيدا عن الهدف الاعلامي السامي.. لتحدث المفاجأة؟!! مزيد من العري والتبذل في الاسلوب والمبالغة في رفع التكلفة مع المتصلين من المشاهدين بمالايتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وبتقبل من عمق القلب ورحابة صدر من المتصل الذي تعود على مافرضه ويمليه مثل تلك المذيعات!! وكيف لا يحدث ذلك اذا تلاشت الغيرة والرجولة امام لمعان المغريات والسؤال الذي يراودني ومعي الكثيرين؟ لماذا لابد للمذيعة لتتميز في مهنتها من فن (النطنطة) وحركات الجمباز ومط (البوز) بابتسامة مفتعلة امام الكاميرا بدلا من التميز باتساع اطلاعها وثقافتها الانسانية.. ولا اعلم هل هذه هي التقدمية في اعلامنا العربي الواعد في مستهل الالفية الثالثة؟! ام انها الرجعية التي ان دلت على شيء فستدل على الضحالة في الفهم والتفكير لدى القائمين على هذه القنوات وما ابتلينا به من مخرجي ومعدي البرامج ممن اتسخ فكرهم بأدران الحضارات الغربية وهؤلاء وغيرهم من دعاة الهدم قد ركزوا تركيزا مخططا مدروسا لخلخلة عقيدتنا وتدنيس اعلامنا العربي الاسلامي.. فحتى الموضوعات التي تتناولها اغلب المحطات الفضائية في برامجها لاتخرج في فحواها عن مدى الاستهتار بعقلية المشاهد العربي وبالاخص الخليجي في اثارتها لمادون عقله.. ولو افترضنا ان منها مايخاطب العقل فاول ماسيعترضنا تلك البرامج القائمة على البذاءة المعاكسة والهجوم الحاد بالقنابل اللفظية والعبارات النابية التي يشعل فتيلها مقدم او مقدمة البرنامج بين المتحاورين على طاولة للحوار يتوقع من هم خلف الشاشة ان تكون هادئة وبناءة وبعيدة عن سياسة (الانتشار باحقر الوسائل والافكار) وذلك ليتحقق الهدف الاعلامي في الاصلاح وتصحيح الاخطاء ولكي يظهر المواطن العربي بكل مستوياته من اعلى سلطة في الدولة الى ابسط فرد بصورة مشرفة يفرضها عليه انتماؤه لارض شع نور الهداية منها قبل اكثر من اربعة عشر قرنا.. ومايجب الان هو اعطاء دروس في السلوك النظيف والتوجيه الهادف لاعلامنا المرئي والمقروء والمسموع على حد سواء لا لمصلحة العرب والمسلمين وانما لمصلحة البشرية اجمع.. والله معكم..