ابراهيم شلية البجاوي، المغترب والمقيم بالمملكة العربية السعودية، في منشور له، ينبه المثقفين البجا الى ضرورة ممارسة نقد الذات. ان نقد الذات الذي يطالب به الاستاذ ابراهيم شلية مثقفي البجا ليس شأناً يسيراً، وفي متناول اليد، وبالاحرى مجازفة خطيرة وغير مضمونة السلامة. وبعد الإقرار والتسليم بأن نقد الذات هو مجازفة غير مضمونة العواقب، سأتوكل على الله العلي القدير، وأقوم بممارسة نقد الذات من داخل اجواء مناخات ديم أمدرمان البجا. وقبل الشروع في نقد الذات من داخل اجواء ديم أمدرمان البجا، أوضح ان كلامي ليس وجهة نظر رسمية لمكتب الحركة الشعبية للشرق الاوسط والخليج، وهو الجهة التي انتمي اليها. وكلامي هو وجهة نظري الفردية. وأنا وغيري من ابناء البجا داخل الحركة نتمتع بمكاسب معنوية اهمها شخصيتنا الاعتبارية، ككيان بجاوي، مصانة. بمعنى ادق، افكارنا وطموحاتنا التي تتناسب مع واقعنا الحياتي المعاش هي مسائل مقبولة، ومطلوب منا ان نشارك بها في انشطة الحركة، كنشاط حيوي فعال له مردوده داخل مجتمع البجا. ونحن لا نتعرض لفرمانات وحواجز تضعها قيادة الحركة في طريقنا. ونحن نرى ان كفاح البجا المسلح لا بد من ان يتجاوز حدود رد مظالم البجا الى آفاق انسانية ارحب تشمل رد مظالم كل مضطهدي ومهمشي السودان. ونسأل انفسنا: هل نجحت مساعينا، ووجدت الفكرة قبولاً وتجاوباً داخل تنظيم مؤتمر البجا المسلح؟ الاجابة للأسف سالبة. فهذه الفكرة حار بها كثيرون. ان نقل وقائع تجربة كفاح البجا المسلح يحتاج الى شهود من الذين عاصروا الاحداث، من صناع القرار داخل التنظيم، شهود كانوا قريبين من صناع القرار، وعايشوا الاحداث، ولم يكن لهم ناقة ولا جمل في الذي يحدث داخل التنظيم. من وجهة نظري الخاصة، يؤخذ على قيادات التنظيم، من يوم تأسيسه الى وقتنا، انها جعلت من التنظيم جسماً بلا رأس. والتنظيم، من بداياته ومروراً بمراحله المختلفة، مارس عن عمد عزل عناصر التكنوقراط وأصحاب الكفايات الاكاديمية العليا من ابناء البجا. والتنظيم ظل يوصد الابواب امام محاولات المتعلمين من ابناء البجا ليكونوا ضمن الكادر القيادي. إن هذه أمور سالبة، وأخطاء تنظيمية مسؤول عنها ديم أرب أمدرمان البجا قبل شيوخ خلاوي همشكوريب، لكون التنظيم اصلاً من تأليف وإخراج مجموعة أفراد محسوبين على ديم أرب أمدرمان البجا. وهؤلاء، وهم القيادة النواة، كانوا يعانون من محدودية الأفق السياسي، وفاتهم ان التنظيم يحتاج الى زعيم كارزمي، لديه جاذبية وقبول عند القاعدة الجماهيرية البجاوية أسوة بالراحل الدكتور طه بلية الذي لا يزال مكانه شاغراً للآن. ولم يتفهموا الحاجة الى كسب تحالفات مع اطراف اخرى من قوى السودان الجديد كاستراتيجية تتطلبها المرحلة. وهم نقطة ضعف استفادت منها كتلة السودان القديم لتخترق تنظيم البجا، وتتغلغل في داخله. والتنظيم فشل في كسب حلفاء اقوياء في المحيط الاقليمي والدولي يستند اليهم، ويتقوى بهم وبمساعداتهم اللوجستية، وهو في طور التكوين الاولي. الشباب من مقاتلي جيش باسبار، وهم جيش مؤتمر البجا، بذلوا ما في وسعهم. وكانوا اصحاب تضحيات ونكران ذات، واستشهد من استشهد منهم. وحتى تضحيات جيش باسبار لم تجد منابر إعلامية مستقلة توصلها الى القاعدة الجماهيرية وسط البجا. القاهرة - آدم اركاب البجاوي كادر الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة دكتور قرنق