اتهم المتمردون في منطقة دارفور في غرب السودان القوات الحكومية أمس، بخرق الهدنة بعد يوم واحد من دخولها حيز التنفيذ. واعلن الامين العام ل"حركة تحرير السودان" ماني اركوي ميناوي في اتصال هاتفي مع كالة "فرانس برس" في القاهرة ان "مروحيتين للقوات الحكومية قصفتا صباح اليوم أمس احدى قواعدنا في منطقة غير مأهولة في اقليم كتم". وطالب ميناوي اللجنة الدولية للصليب الاحمر وغيرها من المنظمات الانسانية الدولية ان تشرف على تبادل السجناء، معلناً ان حركته تعتقل "79 اسيراً". وكانت الحكومة السودانية وقعت الاربعاء في تشاد مع المتمردين في دارفور اتفاقا موقتا لوقف اطلاق النار لمدة ستة اسابيع دخل حيز التنفيذ السبت. واعلنت السلطات السودانية السبت انها افرجت عن 54 عضوا من حركة التمرد في اطار الاتفاق الذي جاء ثمرة مفاوضات سرية جرت في 30 و31 اب اغسطس الماضي في اعقاب وساطة قام بها الرئيس التشادي ادريس ديبي. وقال الوزير المكلف الشؤون الامنية الطيب ابراهيم محمد خير ان "الحكومة وفت بوعدها وافرجت السبت عن 54 معتقلا بمناسبة دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ". واعرب المسؤول السوداني عن الامل في ان يسلك المتمردون الطريق ذاته ويفرجوا عن المعتقلين لديهم. واعلن الجيش السوداني على لسان الناطق باسمه الفريق محمد بشير سليمان انه يلتزم باتفاق وقف اطلاق النار مع متمردي دارفور. وادى النزاع بين الطرفين في الاشهر الاخيرة الى سقوط مئات القتلى في المنطقة الحدودية مع تشاد. وفي اسمرا، اعلنت حركة "مؤتمر البجا" المعارضة نقل نشاطها السياسي العلني الى الخرطوم، ودعت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق ومتمردي دارفور الى ممارسة العمل السياسي داخل السودان، من دون التقيد بالدستور الحكومي. وقال مسؤول العمل الجماهيري في "مؤتمر البجا" عبدالله محمد احمد ان تنظيمه "دشن عمله السياسي في الخرطوم بهدف توسيع قاعدة الحريات ومحاصرة النظام لتحقيق التحول الديموقراطي". واوضح أن "نقل العمل السياسي الى الداخل لا يعني التنازل عن خيار العمل المسلح او ترك العمل خارج البلاد". واوضح أن السلطات الامنية السودانية شنت حملة دهم على منازل عدد من ابناء قبائل البجا يومي الجمعة والسبت واعتقلت ستة من اعضاء حركته خمسة منهم من الطلاب.