أعلن "مؤتمر البجا" الذي ينشط في شرق السودان استمراره في التصعيد العسكري ضد الحكومة، معتبراً أن عودة زعيمه الشيخ عمر محمد طاهر الى الخرطوم سهلت الطريق امام "المؤتمر" نحو الكفاح المسلح. وفي غضون ذلك، تتجه الحكومة السودانية إلى رفع مستوى تمثيل رئاسة وفدها إلى محادثات السلام مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي تبدأ نهاية الشهر، وخفض حجمه. وتتوقع أن تتخذ "الحركة" خطوة مماثلة. وفي أسمرا، كشف ل"الحياة" عضو اللجنة المركزية في "مؤتمر البجا" صلاح باركوين تفاصيل عودة الشيخ طاهر الى الخرطوم مساء اول من امس، وقال "ان طاهر ذهب بسبب الضغوط التي تعرض لها من قيادات التنظيم لوقوفه ضد العمل المسلح في شرق السودان". واضاف "كان حجر عثرة بحكم موقعه قائداً عاماً للقوات رئيساً للجنة المركزية، وبذهابه ازيلت العقبات امام انطلاق العمل المسلح... كان امام طاهر خياران، اما الانحياز الى الكفاح المسلح او الى المؤسسة الدينية في مدينة همشكوريب التي يرأسها الشيخ سليمان علي بيتان". ونفى القيادي في "البجا" ان تكون عودة الزعيم طاهر الى الخرطوم ضربة للعمل المسلح، قائلاً "عاد طاهر مع ثلاثة فقط من معاونيه بعدما علم بتوقيع اتفاق بين ثلاثة فصائل في شرق السودان لتصعيد المواجهات العسكرية ضد القوات الحكومية على عكس توجهه الذي اختار المؤسسة الدينية". وكشف قيادي البجا ان المؤتمر سيشكل قيادة موقتة الى حين عقد مؤتمر التنظيم، ويتوقع عزل طاهر من التنظيم ومن هيئة قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" في اجتماع طارئ يعقد في شرق السودان. وفي الخرطوم، أعلن تنظيم البجا المعارض في الداخل انه لا صلة له بطاهر والفصيل الذي يقوده. وقال في بيان أمس، ان تنظيم مؤتمر البجا يسعى إلى استعادة حقوقه، بعد أن حظرت السلطات نشاطه الشهر الماضي، عقب عمليات نفذها في شرق البلاد. من جهة اخرى، علم أن وزير الحكم الاتحادي الدكتور نافع علي نافع، الذي يتولى منصب الأمين العام للحزب الحاكم بالوكالة، سيقود الوفد الحكومي إلى محادثات السلام مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي تبدأ نهاية الشهر، بدلاً عن وزير الدولة للسلام ادريس محمد عبدالقادر. كما يتوقع أن يقود نائب رئيس "الحركة الشعبية" سيلفا كير ميارويت وفد حركته بدلاً من نيال دينغ. ووصف مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور قطبي المهدي ترفيع رئاسة وفدي التفاوض بأنه تحول مهم في مسار عملية السلام، وتوقع أن يناقش الجانبان الشراكة السياسية بينهما. وعبر عن اعتقاده بأن السلام سيتحقق، على رغم الصعوبات التي تواجهه، وذلك لوجود الزخم الكبير والإرادة السياسية لدى الطرفين والرغبة الشعبية والاهتمام الاقليمي والدولي. وانتقد مساعي المعارضة لعقد لقاء يجمع زعماء الحزب الاتحاد الديموقراطي محمد عثمان الميرغني والأمة الصادق المهدي و"الحركة الشعبية" العقيد جون قرنق والمؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي. ورأى أن مثل هذا اللقاء غير مفيد للقضية الوطنية، موضحاً أن اللقاء يهدف الى تحديد مواقع بعض الزعماء من الحكومة القومية عقب إقرار السلام. وزاد: "بعضهم يريد الوصول إلى السلطة ولو تحالف مع الشيطان".