أفادت مصادر متطابقة أن الجزائر تسلمت من السلطات الليبية عنصرين بارزين في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" كانت تحتجزهما "الحركة من أجل الديموقراطية والعدالة" في تشاد، برفقة 15 من "هيئة أركان" الجماعة الجزائرية على رأسهم عماري صايفي المعروف ب"عبدالرزاق البارا". وقال قريبون من الحركة التشادية التي تسعى الى إطاحة حكم الرئيس إدريس ديبي في نجامينا، انهم تلقوا تأكيدات من الجزائر في خصوص مصير القياديين في "الجماعة السلفية" اللذين تسلمتهما أجهزة الاستخبارات الليبية في 25 حزيران يونيو الماضي. وأضافوا ان ليبيا لم تسلمهما إلى السلطات الألمانية، بعكس ما كانت تقضي "الصفقة" التي نصّت على محاكمتهما أولاً في ألمانيا بسبب دورهما في خطف السياح الأوروبيين العام الماضي، قبل نقلهما لاحقاً إلى الجزائر. وعلمت "الحياة" من مصادر تشادية أن ألمانيا قررت الانسحاب من الاتصالات ولم تقدم مبررات لتراجعها عن قبول تسلم المحتجزين. ورداً على الأنباء عن نجاح الجيش الليبي في اعتقال مسلحي "الجماعة السلفية"، قال مسؤولون في "الحركة من أجل الديموقراطية والعدالة" انها هي من سلّم عناصر التنظيم المسلح الجزائري إلى مسؤولي الأمن الليبي الذين التقطوا صور عملية التسليم وقالوا انهم سيوزعونها على الصحافة الدولية "إذا اقتضت الضرورة". وقال مصدر ان السلطات الجزائرية يجب ان تكون تأكدت الآن من ان الحركة التشادية تحتجز فعلاً الرجل الثاني في "الجماعة السلفية" عبدالرزاق "البارا" بفضل المعلومات التي لا بد انها حصلت عليها من المحتجزين اللذين تسلمتهما من ليبيا، وهما المدعو "بلال" واسمه الحقيقي كمال جرمان بن سليمان الذي يُعتبر اليد اليمني ل"البارا"، وأيضا المدعو "مصطفى" واسمه الحقيقي نورالدين غريغة وهو من مواليد مدينة غرداية وكان يشغل منصب نائب مختار بن مختار المدعو خالد أبو العباس أو "الأعور" أمير المنطقة التاسعة في "الجماعة السلفية". وفي السياق ذاته، بدأ وفد إعلامي فرنسي، أمس، زيارة إلى مناطق التيبستي، في شمال تشاد، لإجراء تحقيق عن عناصر "الجماعة السلفية" الذين أسرتهم الحركة التشادية منتصف آذار مارس الماضي بعد نجاتهم من مواجهات مسلحة عنيفة مع قوات الحكومة التشادية في منطقة زواركي التي تقع تحت سيطرة القوات الحكومية. وقالت مصادر الحركة التشادية انها قررت تنظيم "عمليات إعلامية" لتعريف المجتمع الدولي بقضيتها.