يتردّد في أذهان الجمهور الهلالي سؤال بين الحين والآخر: من المسؤول الحقيقي عن خروج الهلال خالي الوفاض هذا الموسم؟ الإجابة داخل البيت "الأزرق" وينتظر عشاقه تلك الإجابة التي ستشفي غليلهم بعد انقضاء منافسات الموسم" فللمرة الأولى منذ أكثر من 11 عاماً مضت لم يعانق "الزعيم" الذهب، وخرج هذا الموسم "من المولد بلا حمص"، فمن أصل ست بطولات شارك فيها الهلال لم يتمكن من الحصول على إحداها وكانت البداية مع دورة الصداقة الدولية وتبعتها خسارة البطولات المحلية الثلاث قبل أن يخسر أيضاً الاستحقاقين العربي والآسيوي. أسباب عدة حجبت الهلال عن سماء البطولات، وأبعدته عن مراسم التتويج، وجعلته فريقاً لم يعد يزرع الخوف في نفوس منافسيه، ولم تعد خسارته بالأمر المفاجئ لدى مناصريه وهم يتمنون أن تكون الخسارة بأقل عددٍ من الأهداف بعد "الخماسية" التي تلقتها شباكه من الشارقة الإماراتي والأهلي السعودي تباعاً. النقاد والقريبون من الهلال فندوا تلك العوامل التي جعلت "الزعيم" يظهر هشاً في هذا الموسم وشخصوا العلل، فيرى البعض أن إدارة النادي تتحمل جزءاً كبيراً مما حدث للفريق ولا سيما أنها من يدير شؤون النادي وهي من يتحمل مسؤولية الإخفاق في نهاية المطاف. ويذهب نقاد آخرون في رأيهم إلى أن تعدد المدربين الذين أشرفوا على الفريق أوجد عدم استقرارية في الصفوف، وكانت البداية مع الهولندي آد دي موس الذي أعد الفريق في بلاده، ولكن ذلك المعسكر الخارجي لم يعد بالنفع على الهلاليين واستقال من منصبه في منتصف الموسم بعد الضغوط العريضة التي واجهها، وجاء "المنقذ" التونسي أحمد العجلاني على أمل أن يصلح ما أفسده الهولندي ولكن ذلك لم يحدث وعاد الهلال للخسارة من جديد فتمت إقالته، ليشرف البرازيلي خوزيه أوسكار الذي سبق له أن درّب الفريق في أكثر من مرة ولم يتمكن هو الآخر من إعادة الفريق إلى توهجه. ثلاثة مدربين من مدارس مختلفة تولوا دفة "السفينة الزرقاء" في هذا الموسم ولم يستطع أحدهم أن يجعل الفريق بطلاً. وتشير فئة أخرى من النقاد إلى أن تقدم اللاعبين في العمر أحد أهم الأسباب التي حجبت "الهلال"، وهم يرون أن الفريق ما زال يعتمد على لاعبين تخطت أعمارهم ال33 عاماً ومنهم عبد الله الشريدة وسامي الجابر ومحمد الدعيع وعبد العزيز الخثران والقائمة تطول، ويؤكد هؤلاء النقاد أن اللاعبين الكبار لم تعد أقدامهم قادرة على الركض في الميادين كما كان في ربيع أعمارهم، ويشير النقاد أيضاً إلى أن لاعبي الهلال لا يستطيعون مجاراة اللاعبين الشبان في الأندية الأخرى. في المقابل، أكد آخرون من النقاد أن الهلال تأثر في هذا الموسم بلاعبيه الأجانب الثلاثة سيفو وسيسيه وتراوري فهم يرون أنهم لم يضيفوا أي شيء للفريق وكانوا عالة على الصفوف - على حد قولهم، فلم تتمكن إدارة النادي من اختيار اللاعبين الأكفياء كما هو الحال في الأندية المحلية الاخرى. ويؤكد الغالبية من النقاد أن كل العوامل السابقة تأثر بها الهلال في هذا الموسم، ويطالب عشاق "الزعيم" إدارة النادي الجديدة برئاسة الأمير الشاب محمد بن فيصل بن سعود بإعادة النظر في أمور الفريق، وهم ينتظرون أن تصدر قرارات جريئة تعود بالهلال إلى معانقة الكؤوس من جديد... فماذا سيقدم "الزعيم" في الموسم الجديد؟