لم يتبدد أمس الغموض الذي يكتنف مصير سبعة أجانب خطفوا في العراق، رغم اشارات ايجابية الى احتمال نجاح وساطة يقودها زعيم عشيرة عراقية، فيما نفذ اقارب أردنيين مخطوفين طلبات خاطفيهم بتنظيم تظاهرات تؤيد المقاومة العراقية. وفي غضون ذلك، أكد بيان صادر عن مجموعة "الرايات السود" ان المهلة الاخيرة المحددة أمام شركة كويتية لانقاذ رهائنها السبعة التي انتهت ظهر أمس مددت 24 ساعة إضافية. واوضح البيان ان القرار اتخذ نزولاً عند طلب الوسيط العراقي. وشدد البيان على أن الساعة السابعة من مساء اليوم السبت بتوقيت العراق "هي المهلة الاخيرة لاستجابة مطالبنا، ولن نعط مهلة اضافية". وتطلب المجموعة انسحاب الشركة من العراق. وقال شقيق واحد من أربعة سائقين اردنيين تحتجزهم مجموعة عراقية ان اهالي المخطوفين نظموا تجمعاً بعد صلاة الجمعة أعلنوا فيه دعمهم المقاومة العراقية، بعد اتصال هاتفي من احد الخاطفين اشترط ذلك لاطلاق الرهائن. وقال احمد ابو جعفر شقيق الرهينة الأردني محمد ابو جعفر لوكالة "فرانس برس": "تلقيت اتصالاً مساء امس من احد الخاطفين طلب منا ان ننظم مسيرة نعبر فيها عن دعمنا المقاومة العراقية ضد الاحتلال الاميركي، وندعو حكومتنا الى عدم التعاون مع القوات الاميركية". واضاف: "نظمنا نحن وعائلة السائق المخطوف محمد خليفات تجمعاً بعد صلاة الجمعة في اربد شمال ناشدنا فيه الخاطفين الافراج عن الرهائن". وأضاف انه تلقى اتصالاً هاتفياً آخر من الخاطفين، "فأكدت لهم اننا نظمنا تجمعاً كما طلبوا منا ووعدونا باطلاق سراح الرهائن غداً صباحاً عبر تسليمهم للمستشفى الاردني في الفلوجة او نقلهم الى الحدود الاردنية، فور مشاهدة صور التجمع على التلفاز". وقال ابو جعفر ان المتحدث في الاتصال الهاتفي أكد له وجود خمسة رهائن أردنيين وليس أربعة حسب ما ظهر في شريط تسجيلي بثته محطة دبي التلفزيونية. وبث تلفزيون دبي شريطاً مصوراً يظهر مجموعة اسلامية في العراق تتبنى احتجاز اربعة اردنيين وتدعو الشعب الاردني الى الضغط على حكومته لانهاء دعمها للقوة المتعددة الجنسية في العراق. وصرح مصدر أردني بأن الحكومة تتحرى عن مصير أربعة سائقين اردنيين أبلغ أقرباء بعضهم عن خطفهم في العراق، مضيفا ان الحكومة لا تعرف الجهة الخاطفة. وقال شقيق أحد المخطوفين انه اتصل بهاتف أخيه فرد الخاطفون الذين أكدوا له ان أخيه بخير وانهم "سيفرجون عن شقيقه وزملائه بعد التأكد من ان شاحناتهم لا تنقل بضائع لقوات الاحتلال الاميركي". ولا تزال الحكومة الاردنية تنتظر الافراج عن سائقين آخرين خطفا لمطالبة الشركة التي يعملان بها بالتوقف عن التعامل مع الاميركيين في العراق. الوسيط العراقي متفائل وفي غضون ذلك، أكد الوسيط العراقي الذي اختاره محتجزو سبعة من سائقي الشاحنات للتفاوض، ان لديه "املاً كبيراً" بنجاح وساطته والافراج عن المحتجزين السبعة. وقال هشام الدليمي رئيس مجلس الروابط الوطنية لزعماء وشيوخ العشائر في العراق ورئيس جمعية ضحايا سجون الاحتلال الاميركي ردا على سؤال عن اخبار تتحدث عن اعطاء الخاطفين مزيداً من الوقت للمفاوضات، "على رغم انهم الخاطفين لم يوجهوا رسالة الى القنوات الفضائية يعلنون فيها هذا الشيء الا ان لدي املا كبيرا جدا بنجاح وساطتي". يذكر ان الوسيط العراقي كان ناشد في وقت سابق "الجيش السري الاسلامي-الرايات السود" الامتناع عن قتل الرهائن. واشار الدليمي الى وجود اتصالات مع رسميين مصريين وهنود، مؤكدا ان هناك "فرصة جيدة للتوصل الى نتائج ايجابية قد تسمح باطلاق سراح الرهائن". ووجه الشيخ الدليمي هذا النداء الى محتجزي ثلاثة هنود وثلاثة كينيين ومصري واحد، غداة تهديدهم بقتل احد الرهائن ظهر أمس، ما لم تنسحب الشركة الكويتية التي يعمل فيها السائقون، من العراق. واضاف "اجرينا امس الخميس اتصالات مع الاشقاء المصريين والجانب الهندي للافراج عن الرهائن والمفاوضات تجري بطريقة مرضية"، موضحا انه "الوسيط الوحيد المخول" في هذه القضية. وتابع: "للأسف لم يتكلف احد عناء الاتصال من اجل الكينيين الثلاثة، والكويتيون والشركة الكويتية "رابطة الكويت والخليج للنقل" لم يتخذوا أي مبادرة ولم يجروا أي اتصال ولم يرسلوا أي شخص". وفي الكويت، أعلنت الشركة الكويتية التي يعمل بها هندي محتجز رهينة في العراق أمس، انها سترسل مسؤولاً للتفاوض مع الخاطفين من اجل انقاذ حياته. وقالت رنا ابو زينة المتحدثة باسم شركة "رابطة الكويت والخليج للنقل" ان ممثلا عن الشركة سيتوجه الى العراق اليوم السبت من دون ان تحدد وقتا لوصوله. وصرحت بأن ممثل الشركة سيلتقي الشيخ الدليمي وان الشركة تأمل في الاجتماع مع الخاطفين بشكل مباشر. وقالت ابو زينة ان شركتها تفهم ان الخاطفين مددوا المهلة بالفعل. غضب في الهند وفي الهند، عطل مئات من السكان حركة المرور في شمال الهند أمس، احتجاجاً على فشل الحكومة في اطلاق سراح ثلاث رهائن هنود خطفوا في العراق. وتدافع مزارعون على طريق سريع يؤدى لمنزل انتاريامي احد سائقي الشاحنات السبعة المحتجزين. وطافت مجموعات من الشبان مسلحين بقضبان حديدية وبعصي من الخزيران مدينة أونا التى يقطنها نحو 12 ألف نسمة فارضين اضرابا عاما احتجاجا على خطف الرهائن الهنود في العراق. واغلقت المحلات التجارية والمدارس ومكاتب الحكومة وجميع الطرق المؤدية للمدينة باطارات سيارات مشتعلة وسيارات متوقفة وافرع الاشجار. وأعربت الهند عن قلقها بعد يوم واحد من تأكيد باكستان ان اثنين من مواطنيها كانا يعملان بالعراق قتلا على يد خاطفيهم. وفي باكستان، خيم الحزن والغضب على قريتين فقيرتين في منطقة روالاكوت قرب الخط الفاصل بين شطري كشمير بين الهندوباكستان بعد خطف وقتل ابنيهما اللذين سافرا الى العراق على رغم الوضع المضطرب فيه سعيا وراء كسب الرزق لعائلتيهما، الا انهما لقيا حتفهما بسبب احتمال مشاركة بلادهما بارسال قوات للعراق. وقتل خان 49 عاما ومواطن باكستاني اخر يدعى سجاد نعيم 29 عاما على ايدي جماعة عراقية، بسبب الاشتباه باحتمال ارسال الرئيس الباكستاني برويز مشرف قوات الى العراق. وفي قرية هورنا ميرا، مسقط رأس نعيم التي تبعد 25 كيلومتراً عن قرية بانغوين خيمت مشاعر الحزن. وتجمع المعزون في قرية هورنا ميرا في خيمتين نصبتا في ساحة منزلين متجاورين، ودانوا "الغموض" الذي يحيط بموقف الحكومة الباكستانية من المطالب المتكررة لارسال قوات للعراق. وقال رجا امتياز، ابن عم ازاد خان، "ان الحكومة الباكستانية هي التي تتحمل مسؤولية جريمتي القتل"، مضيفاً "انه كان على باكستان ان تقول "لا" بشكل قاطع لارسال قوات للعراق.