تشهد أزمة الرهائن التي تواجهها قوات "التحالف" في العراق تصاعداً مع خطف المزيد من الأجانب يومياً. فبعد خطف سبعة صينيين مساء أول من أمس خطف أمس تشيخيان شمال بغداد، فيما يكتنف الغموض مصير الرهائن اليابانيين الثلاثة. في غضون ذلك، اعترف قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز أمس ان جنديين وسبعة من موظفي احدى الشركات التابعة لمجموعة "هاليبيرتون" باتوا في عداد المفقودين في العراق. فيما أعلن عضو مجلس الحكم العراقي محسن عبدالحميد الافراج عن أكثر من 12 رهينة، وأعرب عن أمله ب"اطلاق كل الرهائن الباقين في وقت لاحق اليوم أمس". اعترف قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز أمس بأن جنديين وسبعة من موظفي احدى الشركات التابعة لمجموعة "هاليبيرتون" باتوا في عداد المفقودين في العراق. وأضاف سانشيز رداً على اسئلة المراسلين المعتمدين لدى وزارة الدفاع الاميركية خلال اتصال من بغداد: "هناك جنديان من الجيش الاميركي مفقودان حتى اليوم، كما ان سبعة موظفين من العاملين في شركة "كي بي ار" التابعة ل"هاليبيرتون" باتوا في عداد المفقودين". وأكد ان ليس بوسعه معرفة إذا كانوا على قيد الحياة أم أنهم احتجزوا رهائن. وفقد الجنديان اثر هجوم تعرضت له قافلة غرب بغداد الجمعة الماضي، وعرض التلفزيون الاسترالي صورة اميركي قال انه يدعى توماس هاميل تحتجزه ميليشيا عراقية بعد الهجوم. في غضون ذلك، أعلن عضو مجلس الحكم العراقي محسن عبدالحميد الافراج عن أكثر من 12 رهينة وأعرب عن أمله ب"اطلاق جميع الرهائن الباقين في وقت لاحق اليوم أمس". وقال عبدالحميد ان اطلاق سراح الرهائن ال12 جاء بعد فتوى أصدرتها هيئة علماء المسلمين قبل يومين تحظر احتجاز رهائن. وتجري الهيئة أيضاً محادثات لمحاولة ضمان اطلاق سراح بقية الرهائن، مشيراً الى اجراء محادثات الليلة قبل الماضية في المنطقة التي يحتجز فيها الرهائن. ولم يعط عبدالحميد تفاصيل عن جنسيات الرهائن الذين أطلقوا، علماً أن عدداً غير محدد من الرهائن محتجزون في العراق بينهم ثلاثة يابانيين وأميركي. وكانت قناة "الجزيرة" الفضائية أعلنت مساء الاحد الافراج عن ثمانية من سائقي الشاحنات الآسيويين يعملون لدى سلطة "التحالف" كانوا خطفوا في العراق. وفي الناصرية أفرج عن البريطاني الذي خطف في جنوبالعراق. واعلن ضابط في القوات الايطالية في المدينة لشبكة التلفزيون الاميركية "سكاي نيوز" انه يستعد للعودة الى بلده. الى ذلك أعلن في بغداد عن خطف تشيخيين شمال بغداد. وقال سالم مزهر صاحب شركة سيارات اجرة ان "مسلحين خطفوا الرجلين في التاجي" التي تبعد مسافة 10 كلم شمال بغداد. وأعلن المستشار السياسي في السفارة الصينية في عمان لي تشن ان الصينيين السبعة الذين خطفوا في العراق أول من أمس "مدنيون" دخلوا الى العراق بمبادرة منهم من دون ابلاغ اي طرف رسمي، بينما أكد السكرتير الثاني في السفارة الصينية في بغداد سو تيانغ: "نحاول الاتصال بالسلطات العراقية لتساعد في الافراج عنهم لكننا نحاول الاتصال بوسطاء ايضاً". وأضاف: "لا نعرف بالضبط اين هم ومن خطفهم وما هي دوافع خطفهم"، موضحا ان "كل ما لدينا هو لائحة بأسمائهم مكتوبة باللغة الانكليزية ولا نعرف فعليا من يكونون". غموض مصير اليابانيين ولا يزال الغموض يحيط بمصير الرهائن اليابانيين الثلاثة. فقد صرح ديبلوماسي ياباني أمس انه لم يتم تحقيق "اي تقدم" في المفاوضات في سبيل الافراج عن الرهائن اليابانيين الثلاثة المحتجزين في العراق، مناقضاً بذلك ما نقله "وسيط" عراقي. وقال رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي للصحافيين بعد يوم آخر عاشته اليابان في مزيج من الامل والترقب: "هناك الكثير من المعلومات. لكننا لم نتمكن بعد من تأكيد الحقائق بشكل واضح". وأضاف: "ترد بيانات كثيرة يصعب معرفة الحقيقي من الزائف. ولا نستطيع التحقق من الأمور". وكان مزهر الدليمي، الذي يقوم على حد قوله بوساطة للافراج عن الرهائن اليابانيين المحتجزين في العراق، اعلن أمس ان تقدماً سجل في المفاوضات لاطلاق سراح المخطوفين الثلاثة موضحاً انه يأمل بتحقيق ذلك "في الأيام المقبلة". وقال ان الخاطفين وافقوا بعد مفاوضات صعبة على عدم قتل الرهائن مع انتهاء المهلة ظهر أمس. وقال هذا "الوسيط" المسؤول عن رابطة الدفاع عن حقوق العراقيين: "حققنا خطوة كبيرة الى الامام حتى في ما يتعلق بمطلبي" الخاطفين أي انسحاب القوات اليابانية وزيارة وفد من وزارة الخارجية اليابانية الى الفلوجة. وهددت مجموعة عراقية تطلق على نفسها اسم "سرايا المجاهدين" بتصفية احد الرهائن الثلاث عند الساعة الخامسة 13.00 ت غ أمس إذا لم تسحب طوكيو جنودها من العراق. واكد الدليمي ان المدنيين اليابانيين الثلاثة "بصحة جيدة ويلقون معاملة حسنة". وقال نائب وزير الشؤون الخارجية الياباني ايشيرو ايزاوا الذي يزور الأردن لمتابعة مسألة الرهائن انه ليس لديه "اي خطة" لزيارة العراق على رغم طلب الخاطفين. وكان الدليمي قال ان الخاطفين يريدون من المسؤول الياباني ان يزور الفلوجة كي يشاهد "المجازر" التي ارتكبتها القوات الاميركية هناك. واتهم النائب الياباني عن الحزب الديموقراطي الياباني المعارض يوكيهيسا فوجيتا الحكومة اليابانية بعدم أخذ الشروط التي وضعها الخاطفون لاطلاق الرهائن اليابانيين الثلاث على محمل الجد. وكان فوجيتا وصل الى الاردن أمس لمتابعة قضية الرهائن الثلاث الذين ينتمي اثنان منهم الى دائرته الانتخابية. وأكد انه لا ينوي التوجه الى العراق غير انه لم يستبعد ذلك نهائياً. وأعلن ناطق باسم وزارة الدفاع اليابانية في طوكيو ان ثلاث طائرات شحن "سي-130" تتمركز حالياً في الكويت لاجلاء المدنيين اليابانيين من العراق بمن فيهم الرهائن الثلاث في حال تم الافراج عنهم. وذكرت قناة "الجزيرة" القطرية مساء الاحد انها تلقت رسالة من عائلات الرهائن اليابانيين الثلاث في العراق تطلب فيها الحصول على انباء عن ابنائها وتدعو الحكومة اليابانية الى سحب قواتها من العراق. الأردن يدين دان الاردن خطف الرهائن اليابانيين معتبراً ان خطف المدنيين واحتجازهم رهائن "لا يمثل القيم العربية والاسلامية". وقالت الناطقة باسم الحكومة الاردنية اسمى خضر في مؤتمر صحافي: "الاردن يدين أي خطف للمدنيين واستخدامهم رهائن لأن ذلك انتهاك لحقوق الانسان ولا يمثل القيم العربية والاسلامية". وأضافت ان "الاردن يبذل مساعيه من خلال الطرق الديبلوماسية" للافراج عن الرهائن". من جهة أخرى أكد الدليمي ان الخاطفين وافقوا بعد مفاوضات شاقة على التخلي عن قتل رهينة أميركية لديهم. إلى ذلك، عبر مصدر ديبلوماسي كندي في عمان أمس عن أمله باطلاق ناشط كندي في منظمة انسانية نظراً الى طبيعة عمله الانساني. وقال الديبلوماسي الكندي "نأمل بأن يتم توضيح هوية فادي فاضل وطبيعة عمله. انه يعمل مع منظمة "انترناشيونل ريسكيو كوميتي" الانسانية التي تنشط في مجال حماية الاطفال، عبر مشروع تموله اليونيسف". وكان فادي احسان فاضل 33 عاماً وهو من اصل سوري، خطف منتصف ليل الخميس على يد أفراد من ميليشيا محلية في الكوفة جنوبالعراق بحسب معلومات من المنظمة التي يعمل لديها. في غضون ذلك، أعلنت المنظمة غير الحكومية الالمانية "هلب" انها سحبت من العراق آخر موظفيها الاوروبيين، وهم ثلاثة المان وفرنسيان وذلك لأسباب أمنية. وأوضحت المنظمة التي تساعد على نقل الاسلحة ونزع الالغام وتوزيع الاغذية للمؤسسات الاجتماعية واقامة البنى التحتية للتزويد بمياه الشرب في بيان ان اثنين من الالمان واثنين من الفرنسيين وصلوا أمس الى عمان على متن طائرة للامم المتحدة قادمة من بغداد وانه تم اجلاء الماني ثالث السبت.