يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس زيارة لواشنطن الخميس. وقالت مصادر رسمية انه سيجري محادثات مع الرئيس جورج بوش ومساعديه في البيت الأبيض وأعضاء في الكونغرس. ورجحت أن تكون التطورات في شمال افريقيا وقضية الصحراء وجهود "الحل السياسي" لها، وكذلك أزمة الشرق الأوسط والوضع في العراق مع تزايد احتمالات طلب الادارة الاميركية ارسال قوات مغربية ضمن قوات متعددة الجنسية، محاور بارزة في تلك المحادثات. وصدر عن الادارة الأميركية مواقف تؤكد عدم فرض أي حل على الأطراف المعنية بنزاع الصحراء الا في حال اتفاقها عليه، اضافة الى اعتبار المغرب حليفاً استراتيجياً من خارج الحلف الأطلسي، ما اعتبر مؤشراً على تنامي العلاقات المغربية الأميركية في ضوء ابرام اتفاق التجارة الحرة. كما دعا مسؤولون اميركيون، في مقدمهم مساعد وزير الخارجية ويليام بيرنز خلال زيارته المغرب والجزائر أخيراً الى تحسين علاقات البلدين الجارين. ويراهن المغاربة على تفهم الادارة الاميركية لموقفهم من قضية الصحراء والمساعي المبذولة لانعاش الاتحاد المغاربي في ضوء دعوات اميركية سابقة الى اقامة شراكة اقتصادية وسياسية مع كل من المغرب والجزائر وتونس، لكنها ظلت تواجه عقبات بسبب تداعيات الخلافات المغربية الجزائرية. وينظر مراقبون الى دخول كل من اسبانياوفرنسا على خط مبادرة حل نزاع الصحراء، بخاصة بعد استقالة الوسيط الدولي وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر، معطى جديداً في التطورات، أقربه امكان تأثير الخلاف الاميركي الاسباني حيال الوضع في العراق على تداعيات نزاع الصحراء. لكن رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو أكد في السابق ان أي مبادرة لبلاده ومعها فرنسا في خصوص الصحراء ستكون برعاية الأممالمتحدة. وكان المغرب سجل تحفظات إزاء تعاطي بيكر مع النزاع. واللافت ان زيارة العاهل المغربي الى خمس دول افريقية قبل زيارته المرتقبة لواشنطن، ركزت على دعم الدول الافريقية بنين والكاميرون والغابون والنيجر والسنغال مفهوم الحل السياسي لنزاع الصحراء. ما يعني ان بعض خلاصات تلك الزيارة تحتل جانباً من المحادثات المغربية الاميركية في سياق الاهتمام الأميركي بترتيب الأوضاع في افريقيا، كما دلت على ذلك زيارة وزير الخارجية كولن باول الى دارفور والخرطوم. وتعول الرباط على مساندة اميركية لفكرة الحل السياسي تكون مدخلاً لانضمام المغرب الى "الاتحاد الافريقي" الذي تميز انشاؤه بنفوذ متزايد للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. رافاران جطو وفي باريس "الحياة"، أفيد ان رئيس الحكومة الفرنسي جان بيار رافاران ونظيره المغربي ادريس جطو سيعقدان بعد غد الاثنين الاجتماع السادس لرئيس حكومتي البلدين. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسي ان الاجتماع يأتي "في اطار الشراكة المميزة التي تربط البلدين". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية هيرفي لادسوس ان هذا اللقاء السنوي يتبع اللقاء الذي عقد في الرباط في تموز يوليو 2003 والذي أتاح تبني برنامج عمل في مجالات التحديث الاقتصادي. وأضاف ان الاجتماع يعقد تحت عنوان "فرنسا المغرب: شراكة موسعة".