وصف مصدر اميركي المحادثات التي اجراها رئيس الوزراء المغربي ادريس جطو مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول في واشنطن بأنها كانت "ودية وايجابية" تناولت قضايا عدة. وقال ريتشارد باوتشر الناطق باسم الخارجية الاميركية ان المحادثات تناولت قضية الصحراء الغربية و"اننا جميعاً نستكشف وسائل تحقيق تقدم نحو تسوية النزاع". وشدد جطو على ان حل قضية الصحراء "سيجنب منطقة الشمال الافريقي ان تصبح تربة خصبة للارهاب". وجدد تمسك بلاده بحل سياسي متفاوض عليه في اطار الشريعة الدولية وتناولت المحادثات ايضاً قضية جزيرة ليلى التي يتنازع المغرب واسبانيا السيادة عليها في ضوء وساطة كان قد قام بها باول لتسوية نزاع في شأنها نشب قبل عامين تقريباً. وقال الناطق الاميركي ان المحادثات في هذا الشأن كانت "مقتضبة" لافتاً الى ان العلاقات بين مدريدوالرباط تتطور ايجاباً نحو التعاون. كما تناولت المحادثات المغربية الاميركية مجالات التعاون بين البلدين في محاربة الارهاب واتفاق التبادل الحر المقرر ابرامه في وقت لاحق. وقال باوتشر ان باول وجطو اكدا على "الصداقة العريقة جداً التي تجمع البلدين، خلال المحادثات التي تناولت ايضاً الوضع في العراق وازمة الشرق الاوسط والوضع في منطقة المغرب العربي والتحسن الحاصل في العلاقات الليبية الاميركية. وقال جطو في هذا الصدد: "نعتبر الاجراءات التي اتخذتها ليبيبا في شأن التخلي عن اسلحة الدمار الشامل من شأنها ان تؤدي الى تحقيق المزيد من الاستقرار في المنطقة". واضاف ان بلاده حريصة على اقامة علاقات جيدة مع الجيران خصوصاً الجزائر، والمساهمة ايجاباً في تفعيل الاتحاد المغاربي. وكان جطو اجرى سلسلة محادثات مع كبار المسؤولين في البيت الابيض، في مقدمهم نائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الرئيس للامن القومي كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزير التجارة دولاند ايفنس ونائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا ويليام بيرنز. ووصفت مصادر متطابقة هذه المحادثات بأنها كانت ايجابية. وقالت مصادر ديبلوماسية ان الرباط تعلّق اهمية كبيرة على هذه المحادثات خصوصاً في ضوء المناقشات القريبة التي يجريها مجلس الامن في شأن قضية الصحراء، كونها تأتي بعد ايام من تسليم الرباط رداً على اقتراحات الوسيط الدولي جيمس بيكر، لجهة اقرار الحل السياسي لنزاع الصحراء. الى ذلك بعث العاهل المغربي اول من امس برسالة الى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي حملها وزير الداخلية مصطفى الساهل الى طرابلس التي ترأس الدورة الحالية لمجلس الاتحاد المغاربي.