تجري الرباط سلسلة من الاتصالات مع اهم العواصم الغربية لحشد التأييد للحل السياسي الذي اقره مجلس الامن في الصحراء الغربية الصيف الماضي، والداعي الى منح الصحراء حكما ذاتيا موسعا تحت سيادة المغرب. ولاحظ المراقبون ان التحرك المغربي تزامن مع الزيارة الخاطفة التي قام بها الوسيط الدولي جيمس بيكر للمغرب اخيرا ومحادثاته مع الملك محمد السادس في شأن مستقبل خطة الحل السياسي الذي تتحفظ عنه الجزائر وترفضه جبهة "بوليساريو". واشارت مصادر مطلعة الى صراع ديبلوماسي محموم بين الرباطوالجزائر، ضمن ما يُعرف بالديبلوماسية الصامتة، لكسب افضل المواقع قبل اسابيع من التقرير الذي سيرفعه بيكر الى الاممالمتحدة عن نتائج مشاوراته مع اطراف النزاع. وقالت ان المغرب يعمل على حشد دعم الاعضاء الدائمين في مجلس الامن لخطة بيكر لانهاء النزاع في الصحراء. وتنتهي ولاية بعثة الاممالمتحدة الى الصحراء الغربية "مينورسو" في نهاية الشهر الجاري، مما يُفسح في المجال امام مجلس الامن للبحث في تقرير الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والذي يستند الى نتائج مهمة بيكر في منطقة الشمال الافريقي. ويُقرر بعدها المجلس في مصير البعثة الدولية والاجراءات ذات الصلة. وينظر الى اجتماع مجلس الامن المرتقب على انه "حاسم" بالنسبة الى مصير التسوية السياسية في الصحراء. وفسر المصدر زيارة وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى لروسيا بانها ترمي الى احداث نوع من التوازن في العلاقات المغربية - الروسية، في اشارة الى العلاقة الوطيدة التي تربط موسكوبالجزائر. كذلك تأتي الزيارة قبيل تلك التي سيقوم بها العاهل المغربي للصين مطلع الاسبوع المقبل، علما ان باريس وواشنطن تدعمان خطة التسوية السياسية. وكان بن عيسى عبر في ختام زيارته لموسكو عن اريتاحه الى المحادثات التي اجراها مع المسؤولين الروس. وقال ان هناك "تطابقا" في وجهات النظر الروسية - المغربية في شأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، معتبرا ان العلاقة بين بلاده وروسيا "دشنت فصلا جديدا". وجاء تصريح وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف، بعد لقائه بن عيسى، عن دعم بلاده التسوية السياسية في الصحراء ليؤكد الارتياح المغربي الى النتائج الايجابية لهذه الجولة من التحرك الديبلوماسي التي تقوم به الرباط.