ترصد الرباط نتائج الزيارة التي يقوم بها حالياً الرئيس جاك شيراك للجزائر، خصوصاً لجهة الحوار الفرنسي الجزائري في شأن قضية الصحراء الغربية والاتحاد المغاربي وآفاق المنظومة الاورومتوسطية. وقال مصدر مغربي مسؤول ان بلاده التي ترتبط مع فرنسا بعلاقات جيدة، سياسياً واقتصادياً، تأمل بأن تفسح زيارة الدولة التي يقوم بها شيراك للجزائر في المجال امام ارساء اسس جديدة في العلاقات المغاربية الاوروبية. ورأى المصدر في تصريحات شيراك لجهة ربط حل نزاع الصحراء باستقرار منطقة الشمال الافريقي والدعوة الى "حوار عميق بين الجزائروالرباط" لإحراز التقدم في التسوية السياسية، بادرة لدعم خطوات الانفراج التي بدأت بين المغرب والجزائر. واعتبر ان فرنسا، كونها شريكة الى جانب الولاياتالمتحدة في رعاية الاتفاق الاطار الذي اقترحه الوسيط الدولي جيمس بيكر لحل في الصحراء قبل ادخال تعديلات عليه، يمكنها ان تقوم بدور في حلحلة المواقف، خصوصاً لجهة الرفض الجزائري لأي وساطة اجنبية في النزاع. لكن المراقبين لاحظوا ان الجزائر لم تصدر، حتى الآن، موقفاً صريحاً من الاقتراحات الاخيرة للوسيط الدولي لحل قضية الصحراء، وان كان المغرب بدوره لم يقدم رداً نهائياً على هذه الاقتراحات التي تربط بين صيغة الحل السياسي الاتفاق الاطار ومفهوم تقرير المصير ضمن تقليص الفترة الانتقالية في الصحراء من خمس الى اربع سنوات. وتذهب مصادر ديبلوماسية الى الربط بين كثافة التحركات الفرنسية في اتجاه بلدان الشمال الافريقي وتداعيات الخلاف الفرنسي الاميركي على كيفية معالجة الأزمة العراقية، من منطلق ان حرص باريس على دعم نفوذها التقليدي في المنطقة المغاربية "يعوضها" ما يمكن ان تخسره في الخليج. وتعزو عدم انعقاد القمة المغربية الجزائرية بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى ضغوط خفية، قد تكون مارستها الادارة الاميركية لسحب البساط من باريس، في انتظار تطورات ازمة العراق. وحال ارتباط الرئيس الجزائري بزيارة الرئيس شيراك دون حدوث مفاجأة على هامش القمة العربية في شرم الشيخ، لكن مصادر رسمية في الرباط قالت انه لم يتحدد بعد اي موعد للقمة المغربية الجزائرية، وان رئيس الوزراء المغربي ادريس جطو سيزور الجزائر لهذا الغرض في وقت لاحق.