وصلت إلى قاعدة آفرو العسكرية في نورماندي، طائرة عسكرية فرنسية تقل أربعة فرنسيين اعتقلوا لأكثر من عامين في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا. وجاء ذلك في أعقاب مفاوضات بين باريسوواشنطن اللتين توترت العلاقات بينهما بسبب هذه القضية، إضافة إلى المعارضة الفرنسية للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة. وكان في انتظار المعتقلين العائدين ممثلون عن وزارتي العدل والخارجية. وفي وقت لم تعلن السلطات أسماءهم، أكد المحامي إك دبري أن من بين العائدين موكليه مراد بن شلالي ونزار ساسي. ويذكر أن والد بن شلالي إمام مسجد في مدينة ليون الفرنسية وتجري سلطات مكافحة الإرهاب تحقيقاً رسمياً معه ومع زوجته وابن آخر وثلاثة غيرهم. ويجرى التحقيق في مزاعم عن خطط لمهاجمة مصالح روسية في فرنسا منها السفارة الروسية في باريس، رداً على أعمال روسيا في الشيشان. وأفادت تقارير أن المحتجزين المحررين سيمثلون أمام محكمة متخصصة بقضايا مكافحة الإرهاب في فرنسا. وقال دبري: "في قضايا الإرهاب، قد يستمر الاعتقال أربعة أيام". وكانت القوات الأميركية قبضت على الرجال المذكورين في أفغانستان واحتجزتهم من دون أن توجه إليهم اتهامات، للاشتباه في أنهم يقاتلون في صفوف حركة "طالبان". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان صدر قبل وصول الفرنسيين: "عقب إجراء مناقشات بين فرنساوالولاياتالمتحدة بشأن المعتقلين الفرنسيين في غوانتانامو، قررت السلطات الأميركية تسليم فرنسا أربعة من المحتجزين في قاعدة غوانتانامو". وأضاف البيان: "نواصل مناقشاتنا مع السلطات الأميركية من أجل الإفراج عن المحتجزين الفرنسيين الثلاثة المتبقين بأسرع وقت ممكن"، لا سيما أن مجمل عدد الفرنسيين الذين اعتقلوا بعد سقوط نظام "طالبان" بلغ سبعة. وقالت مصادر قضائية فرنسية في وقت سابق إن جهاز الاستخبارات الداخلية دي أس تي سيحتجزهم لدى وصولهم. وكانت واشنطن التي تواجه انتقادات من جانب جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان والعديد من الحكومات لاحتجازها المعتقلين من دون توجيه اتهامات لهم، سلمت بالفعل بعض المعتقلين إلى بريطانيا والدنمارك. وقضت المحكمة العليا الأميركية الشهر الماضي بأن المحتجزين يمكنهم رفع دعاوى أمام المحاكم الأميركية للطعن في احتجازهم، في ما يعد انتكاسة كبيرة لإدارة الرئيس جورج بوش.