أحرزت البرازيل كأس الأمم الأميركية الجنوبية لكرة القدم "كوبا أميركا" التي استضافتها البيرو بفوزها على غريمتها القارية الأرجنتين بركلات الترجيح 4-2 بعد تعادلهما 2-2 في المباراة النهائية على الملعب الوطني في ليما أمام 43 ألف متفرج. وسجل لويزاو 45 وأدريانو 90 هدفي البرازيل، وكيلي غونزاليز 21 من ركلة جزاء وسيزار دلغادو 87 هدفي الأرجنتين. ولا تنص أنظمة الاتحاد الأميركي الجنوبي على لعب وقت إضافي في حال التعادل وإنما الاحتكام لركلات الترجيح فنجح من البرازيل أدريانو وإيدو ودييغو وجوان، ومن الأرجنتين كيلي غونزاليز وخوان بابلو سورين بعد أن أخفق زميلاهما أندريس داليساندرو وغابرييل هاينتسه. واللقب هو السابع للبرازيل منذ انطلاق المسابقة عام 1910 مقابل 15 للأرجنتين و14 للأوروغواي و2 لكل من البارغواي والبيرو، ومرة واحدة لكل من كولومبيا وبوليفيا. وكانت الأرجنتين تأهلت إلى النهائي بفوزها على كولومبيا بطلة النسخة الماضية 3-صفر، في حين فازت البرازيل في نصف النهائي على الأوروغواي بركلات الترجيح أيضاً 5-3 بعد تعادلهما 1-1 في الوقت الأصلي. وهي المرة الأولى التي تتوج فيها البرازيل على حساب الأرجنتين فأضافت لقباً جديداً إلى سجلها الذي لا يقارن مع أي سجل آخر، بعد عامين من إحرازها كأس العالم للمرة الخامسة. وهو اللقب الأول بقيادة كارلوس ألبرتو باريرا الذي قاد المنتخب إلى إحراز كأس العالم للمرة الرابعة عام 1994 في الولاياتالمتحدة، منذ أن خلف لويز فيليبي سكولاري، مدرب المنتخب البرتغالي وصاحب إنجاز مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. وسبق أن التقى المنتخبان البرازيليوالأرجنتيني 8 مرات في النهائي وكانت الغلبة دائماً للأخير الذي فاز 1-صفر عام 1921، و4-1 ذهاباً و1-1 إياباً عام 1925، و1-صفر و2-صفر ذهاباً وإياباً عام 1937 و3-1 عام 1945، و2-صفر عام 1946، و3-صفر عام 1957، وتعادلا 1-1 عام 1958 ونالت الأرجنتين اللقب لأن المسابقة كانت تقام على شكل بطولة، ثم فازت 3-2 عام 1991. وكانت الأرجنتين الأفضل في كل شيء منذ بداية اللقاء وحتى نهايته فنياً وتكتيكياً وفرصاً، هجوماً ودفاعاً وفي الوسط، في الوقت الذي كان لاعبو المنتخب البرازيلي تائهين لا يعرفون ما يعملون وكثرت أخطاءهم وتمريراتهم غير المركزة فدانت السيطرة بشكل كلي لرجال مارتشيلو بييلسا. ولا يشفع للبرازيل غياب عدد من النجوم مثل رونالدو ورونالدينيو وكافو وروبرتو كارلوس لتبرير العرض المتواضع حتى لو كان الطرف الآخر هو الأرجنتين التي افتتحت التسجيل عبر كيلي غونزاليز من ركلة جزاء غير واضحة احتسبها الحكم البارغوياني كارلوس اماريا إثر خطأ ارتكبه ضده قائد البرازيل لويزاو في الدقيقة 21. وفرضت الأرجنتين التي شاركت في البطولة بتشكلية ضمت جميع نجوم المنتخب الذي يخوض التصفيات المؤهلة إلى نهائيات مونديال 2006 في ألمانيا، سيطرة شبه مطلقة وأطبقت على منطقة منافستها لكن لاعبيها لم ينجحوا في هز الشباك. وخلافاً للمجريات، عوض لويزاو الهدية المجانية التي قدمها للأرجنتين عندما تابع برأسه وبطريقة أكثر من رائعة كرة نفذها أليكس من ركلة حرة فاستقرت على يمين الحارس الأرجنتيني روبرتو أبوندانزيري في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع 45. وفي الشوط الثاني، تابع الأرجنتينيون سيطرتهم لكن البرازيليين صمدوا حتى الدقائق الأخيرة، وعندما كان الجميع يعتقدون أن المباراة آيلة إلى التعادل، خطف الاحتياطي سيزار دلغادو هدف التقدم الثاني للأرجنتين في غفلة من الدفاع البرازيلي الذي قلت فاعليته بعد خروج لويزاو مصاباً إثر اصطدام عنيف مع روبرتو أيالا. وجاء الهدف قبل 3 دقائق من نهاية الوقت الأصلي بعد أن حول سورين كرة برأسه إلى دلغادو القابع في الجهة اليمنى فتابعها بقذيفة لا ترد انفجرت داخل الشباك البرازيلية. وتنفس البرازيليون الصعداء عندما منح اماريا 4 دقائق كوقت بدل من ضائع، واستغل أدريانو فشل أحد المدافعين في إبعاد الكرة التي أرسلها الاحتياطي الواعد الشاب دييغو إلى داخل المنطقة وخطفها الأول بقدمه اليسرى وأطلقها بقوة داخل الشباك مدركاً التعادل ومسجلاً هدفه السابع عزز به موقعه في صدارة ترتيب هدافي البطولة. وبدأت الأرجنتين ركلات الترجيح بطريقة كارثية فتمكن جوليو سيزار من صد تسديدة داليساندرو الذي يعول عليه الأرجنتينيون كثيراً، وأرسل هاينتسه المنتقل من باريس سان جرمان الفرنسي إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي، كرته في المدرجات قبل أن ينجح كيلي غونزاليز وسورين، في الوقت الذي لم تخطئ أقدام أدريانو وإيدو ودييغو وجوان المرمى الأرجنتيني.