حذر مسؤولون اسرائيليون أمس، من تخطيط يهود متطرفين لتنفيذ هجوم جوي على مسجدي الأقصى وقبة الصخرة، بهدف وقف الانسحاب الاسرائيلي المزمع من قطاع غزة. وأفادت صحيفة "هآرتس" العبرية ان الشرطة الاسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي شين بيت يخشون من هجوم بطائرة من دون طيار محملة بالمتفجرات أو من هجوم آخر ينفذه انتحاري يحطم طائرته في باحة المسجد فوق جموع المصلين. وكان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي تساحي هانغبي حذر أول من امس، من وجود "تهديد كبير" باعتداء ينفذه متطرفون ضد الحرم القدسي لنسف خطة رئيس الوزراء ارييل شارون الانسحاب من قطاع غزة. وقال ان "خطر ارتكاب يهود متطرفين ومتعصبين اعتداء ضد جبل الهيكل المسجد الاقصى او مصلين في هذا المكان الأكثر قدسية بالنسبة الى المسلمين لم يكن بهذه الحدة كما هو عليه اليوم". واضاف في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان اعتداء كهذا يهدف الى نسف خطة شارون "عبر اثارة سلسلة من ردود الفعل". وأكد: "لدينا معلومات مقلقة تفيد أن الامر ليس مجرد تخريف بل افكار ملموسة"، لكنه لم يشر الى خطط تنفيذ، أو يذكر اسماء مشتبه بهم. وأعرب نائب وزير الامن الداخلي جدعون عزرا عن مخاوف مماثلة، لافتاً الى ان "التهديد كبير جداً وعلينا ان نمنع بأي ثمن تحقق مثل هذا السيناريو الكارثة". ودعا المسؤول السابق في "شين بيت" الى وضع متطرفين يمينيين قيد "الاعتقال الاداري"، وهو اجراء موروث من الانتداب البريطاني في فلسطين ويتيح احتجاز مشتبه بهم من دون محاكمة لفترات يتم تجديدها. وتلجأ اسرائيل الى هذه الوسيلة لاحتجاز ناشطين فلسطينيين لفترات طويلة. في غضون ذلك، شكل عشرات الآلاف من المعارضين لخطة الانسحاب من غزة سلسلة بشرية ضخمة احتجاجاً على هذه الخطة. وكانت لجنة عمل من مستوطني غزة دعت الى المشاركة في شكل واسع في هذه السلسلة المناهضة لما سموه "خطة تدمير" المستوطنات. وشارك 20 نائباً في الكنيست و400 عضو في اللجنة المركزية لحزب "ليكود"، في هذه التظاهرة غير المسبوقة. وتأتي هذه التظاهرة في اطار الحملة التي يشنها اليمين المتطرف على خطة شارون. الى ذلك، حملت حركة "الجهاد الاسلامي في فلسطين" الحكومة الاسرائيلية مسؤولية اي مساس بالمسجد الاقصى.وقال محمد الهندي احد ابرز قياديي الحركة: "نحمل حكومة اسرائيل مسؤولية اي مس بالمسجد الاقصى. ونذكر بان انتفاضة الاقصى الانتفاضة الحالية كانت بسبب زيارة شارون لحرم المسجد الاقصى". واضاف الهندي ان تصريحات "غطاء لما سيحدث... وتندرج في سياق جس نبض لرد فعل الشارع الفلسطيني والاسلامي ولتعطي غطاء لاي اعتداء في المستقبل". واعتبر ان "الربط بين هذه التهديدات والانسحاب من غزة مقصود لان شارون لو اراد الانسحاب من غزة لانسحب... ومسألة الانسحاب من غزة نوع من انواع التسويف حتى يتخلص شارون من كل الضغوط التي يمكن ان تمارس في احياء عملية المفاوضات".