حذر وزير الامن الداخلي الاسرائيلي تساحي هانغبي امس السبت من اعتداء كبير يمكن ان ينفذه متطرفون اسرائيليون ضد المسجد الأقصى المبارك، بحجة تخريب خطة الانسحاب من قطاع غزة. لكن هانغبي الذي كان يتحدث للقناة الثانية لتلفزيون اسرائيل لم يطلق على الهدف اسمه الصحيح وهو المسجد الأقصى بل سماه"جبل الهيكل"، قائلا ان خطر قيام يهود متطرفين ومتعصبين بارتكاب اعتداء ضد جبل الهيكل لم يكن بهذه الحدة كما هو عليه اليوم بسبب سعيهم لنسف خطة رئيس الوزراء ارييل شارون للانسحاب من قطاع غزة عبر اثارة سلسلة من ردود الفعل. ويعتبر الصهاينة أن المسجد الأقصى المبارك بني على أنقاض ما يطلقون عليه "هيكل سليمان" وهو بناء ينسبون تشييده الى النبي سليمان بن داوود عليهما السلام، وبالتالي يسمون الموقع بمصطلح "جبل الهيكل". ويقع المسجد الاقصى في وسط البلدة القديمة في القدس الشريف في القطاع الشرقي العربي منها الذي احتلته اسرائيل وضمته في حرب عام 1967. وقال هانغبي، لدينا كمية من المعلومات المقلقة التي تفيد ان الامر ليس مجرد تخريف بل خططا عملية، لكنه لم يشر الى أن رئيس الوزراء نفسه كان أول من قام بالعدوان على قبلة المسلمين الأولى عندما وطئ ساحة المسجد بقدميه مدعيا أنها جزء من أرض اسرائيل، مفجرا بذلك الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ويعارض المستوطنون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، خطة شارون المزعومة للانسحاب من قطاع غزة. وكانت حكومة شارون زعمت أنها اتخذت في بداية حزيران يونيو قرارا مبدئيا بانسحاب احادي الجانب من قطاع غزة في نهاية 2005 على أبعد حد وإجلاء مستوطناتها ال 21 فيها وأربع مستوطنات معزولة في الضفة الغربية. وحذر هانغبي في بداية الشهر الجاري من خطر عملية اغتيال يتعرض لها سياسي اسرائيلي كبير على أيدي متطرفين يهود. كما تحدث القائد السابق للشرطة الاسرائيلية الكومندان شلومو ارونيشكي لصحيفة يديعوت احرونوت عن عمليات اعتقال وقائية لناشطين يمينيين خوفا من اعتداء يستهدف المسجد الاقصى. وفي محاولة لإبعاد شبهة تورط الحكومة في هذا العدوان، زعم ارونيشكي أنه اصدر اوامر بتعزيز مراقبة زوار المسجد الاقصى خوفا من ان يندس بينهم عناصر متطرفة من اليهود. وكان جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بت) كشف في بداية الثمانينات مجموعة سرية كانت تعد لاعتداء كبير على الحرم القدسي لتخريب اتفاق السلام مع مصر ومنع ازالة المستوطنات اليهودية من سيناء.