أحبط حراس المسجد الأقصى المبارك محاولة يهودية جديدة لاقتحام ساحات الحرم القدسي عن طريق تسلق الحائط الشمالي للمسجد عشية بدء شهر الاحتفالات الدينية اليهودية. وعثر حراس المسجد على حبال مدلاة من سور الاقصى الشمالي في ساعة متقدمة من ليل الأحد الماضي، اكد مسؤولو الاوقاف الاسلامية ان يهوداً متطرفين وضعوها للتسلل الى ساحات الحرم القدسي الشريف الا انهم اكتشفوها قبل تمكن المتسللين من الدخول. وأعلنت حال الاستنفار بين حراس المسجد الذين امضوا ليلتهم بحثاً عن اشخاص يمكن ان يكونوا قد نجحوا في التسلل او اشياء وضعوها في ساحات الحرم تحسباً لأي اعتداء محتمل، في ظل وجود تقارير عن عزم مجموعات يهودية متطرفة وضع متفجرات داخله. وأكد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري ان يقظة الحراس حالت دون نجاح اليهود المتطرفين في دخول الحرم القدسي، مشيراً الى ان المحاولة كانت في بدايتها. ورفض تصريحات الشرطة الاسرائيلية التي نفت محاولة التسلل وعللت وجود الحبال على سور الاقصى بمحاولة بعض المدمنين الذين يعالجون في مصحة قريبة الهرب منها. وقال المفتي ل"الحياة" ان محاولة التسلل تأتي في اطار "سلسلة من محاولات متتالية لاقتحام باحات الاقصى في صورة او اخرى ليضع اليهود يدهم على المسجد الاقصى". وأكد الشيخ صبري ان محاولة التسلل "توضح مرة اخرى ان الاقصى في خطر". وقال ان "المسجد الاقصى للمسلمين وحدهم، وهم وحدهم المسؤولون عن ادارته ولن نقبل بوجود ديانتين أو وجود قيادتين فيه". وأحبط موظفو الاوقاف الاسلامية وحراس المسجد الاقصى في العام 1984 محاولة مجموعات يهودية متطرفة تفجير الاقصى عندما تمكن افراد من هذه المجموعات من تسلق سور الاقصى من الجنوب، ونجحوا في ادخال 100 كلغ من المتفجرات وأسلحة ومعدات تسلق. ويعتقد اليهود ان المسجد الاقصى شيد على انقاض هيكل الملك سليمان، وتدعو جماعات يهودية دينية عديدة الى هدم المسجد لبناء الهيكل الثالث على انقاضه وفقاً لما ورد في التوراة. وتأتي محاولة التسلل عشية بدء الاحتفالات الدينية اليهودية التي تبلغ ذروتها في عيد الغفران نهاية الشهر الجاري، قبل اسبوع واحد من الاجتماع السنوي العام الذي تعقده "حركة بناء الهيكل" في مدينة القدسالمحتلة والتي ينظم المشاركون فيه مسيرة نحو المسجد الاقصى، كمحاولة رمزية لاعادة بناء الهيكل الذي تعد مراسيم خاصة به منذ سنوات. وبعث رئيس لجنة الدستور والقانون في البرلمان الاسرائيلي الكنيست حنان بورات دعوة الى يهود من كل انحاء العالم لحضور الاجتماع السنوي. وقال بورات حزب مفدال الديني المتطرف في تصريحات صحافية ان الاجتماع يهدف الى "تعليم اليهود دينهم وتاريخهم". وتحتفظ مجموعات يهودية متطرفة منها حركة "امناء الهيكل" و"كهانا حي" بحجر كبير قرب الحرم القدسي تدعي انه حجر الأساس لهيكل سليمان الذي تم بناء مجسم له في منطقة البحر الميت، فيما تمت حياكة ملابس الكهنة الذين سيدخلون الهيكل حال بنائه والذين سيتولون "تطهير" كل من يدخله. وكشف تقرير لجهاز المخابرات الاسرائيلي الداخلي شين بيت قبل اسبوعين عن مخطط تقف وراءه مجموعات يهودية متطرفة يهدف الى تفجير الاقصى والقيام بعمليات قتل جماعية في صفوف الفلسطينيين لمنع اي انسحاب عسكري اسرائيلي محتمل من اراض في الضفة الغربيةالمحتلة.