دورة تلو أخرى يتوسع حجم المشاركة العربية في مهرجان "صوت المتوسط"، في مدينة لوديف الفرنسية. التوسع لا يقتصر على الشعر الذي هو عصب المهرجان بل ينسحب، أيضاً، على النشاطات الأخرى. في دورته السابعة، يستضيف المهرجان 72 شاعراً. ويشكل عدد الشعراء والشاعرات العرب الذين سيشاركون 24، ويتوزعون على بلدان عربية متوسطية وغير متوسطية. والاستثناء من "المتوسطية" - هنا - وقف على المشاركة العربية دون غيرها من المشاركات. وهؤلاء هم: عبدالرحمن جلفوي، رشيد بوجدره، عز الدين ميهوبي، ابراهيم صديقي الجزائر، ريم الفهد السعودية، إيمان عسيري البحرين، غادة نبيل وجمال القصاص مصر، خالد المعالي وصلاح الحمداني العراق، محمد عبدالغني الكيش وعبدالسلام العجيلي وخالد درويش ليبيا، محمد بشكار وعبدالمجيد بنجلون المغرب، أنس علايلي وطارق الكرمي فلسطين، مرام المصري وأحمد سليمان وفرج بيرقدار سورية، آمال موسى وعبدالعزيز قاسم تونس، عقل العويط وجمانة حداد لبنان. ويشارك في هذه الدورة شعراء فرنسيون معروفون مثل: جاك أنسيه، ميشيل ديفي، برنار نويل، جيم ساكره، جان بيير سيميون وخوسيه ماريا ألفارس إسبانيا، تانسياس هلتروبولس اليونان، فالدا أورسفيتش مكدونيا وسواهم... وسيقرأ الشعراء قصائدهم بلغاتهم الأصلية، ومترجمة الى الفرنسية في الحدائق والفناءات والشوارع في لوديف، وتحت خيم سكان لوديف ذوي الأصول البربرية الجزائرية. ويرافقهم أحياناً موسيقيون، فيما تتحول المدينة الى غابة من اللغات المتوسطية وتدب الحياة فيها وفي المنطقة كلها طوال أيام المهرجان. العروض الفنية والموسيقية يشارك فيها فنانون متوسطيون أو ذوو أصول متوسطية مثل: فرانسواز أطلان، آن سيلفستر، رولا سفر، رابح بلعمري، ميا تالاسا، نور الدين عساني... ويقام على هامش المهرجان سوق للشعر تشارك فيه دور النشر التي تهتم بنشر الشعر، وله أيضاً نشاطه الخاص به من تواقيع مجموعات شعرية، وقراءات وغناء أشعار. المهرجان الذي يستمر 9 أيام يبدأ في الرابع والعشرين من الجاري حتى أول الشهر المقبل. ويشارك شعراء من اسرائيل، ما يثير امتعاض بعض الشعراء العرب، وترددهم في المشاركة، أو موافقتهم ثم تراجعهم في اللحظات الأخيرة من بدء المهرجان أو المجيء وعدم القراءة والادعاء بعدم معرفتهم بمشاركة الشعراء الاسرائيليين، أو القيام باستعراضات سياسية. إلا أن المهرجان شهد في الدورتين السابقتين تراجعاً في مواقف هذه الفئة من الشعراء العرب وبات هؤلاء يشاركون بعد رفضهم، فيما أبدى البعض رغبة في المشاركة على رغم عدم انتماء بلاده الى المتوسط، خصوصاً ان المهرجان ليس له أي هدف سياسي إطلاقاً. ويقول بعض الشعراء لماذا علينا نحن كعرب أن ننسحب فيما يحضر الشعراء الاسرائيليون معتبرين ان المهرجان مناسبة مهمة للشعر العربي كي يطل عالمياً. مهرجان "صوت المتوسط" يجمع الهويات الثقافية المتعددة لشعوب حوض البحر المتوسط ويسبكها جميعاً في بوتقة الشعر. وفيه نكتشف ان هذه الهويات متداخلة وغير منفصلة، إنها هويات يوحّدها الشعر عبر المحبة والسلام.