حاولت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش استباق انتقادات تقرير لجنة 11 أيلول سبتمبر الذي يصدر اليوم، بتوقيع مرسوم دفاعي يضاعف الإمكانات المتخذة للحد من هجوم إرهابي. وتبلغ كلفة مشروع "الدفاع البيولوجي" الذي وقعه بوش في "حديقة الورد" في البيت الأبيض، أمس، 5.6 بليون دولار، ووصفه ب"الإنجاز التاريخي" لإدارته للدفاع عن أي اعتداء بأسلحة الدمار الشامل. وتصدر لجنة التحقيق في اعتداءات 11 أيلول، اليوم، تقريرها النهائي الذي تمخض عن تحقيقات واستجوابات استغرقت عشرين شهراً. وينتظر أن تبرئ فيه الإدارة الأميركية من فرضيات تحدثت عن إمكان تفادي الاعتداءات. ويكتفي التقرير بالحديث عن عشر "فرص ضائعة" لرصد الإرهابيين. راجع ص 10 وقالت مصادر اطلعت على التقرير إن اللجنة المؤلفة من خمسة ديموقراطيين وخمسة جمهوريين، على رأسهم توماس كين رئيساً ولي هاملتون نائباً للرئيس، ستتجنب في تقريرها الخروج باستنتاجات تلقي باللوم على إدارتي الرئيس جورج بوش وسلفه بيل كلينتون، في أي تقصير محتمل في تفادي الهجمات، وذلك في محاولة لقطع الطريق أمام استغلال المسألة لتحقيق مكاسب انتخابية في موسم السباق إلى البيت الأبيض. والتقى كين وهاميلتون أمس، بوش ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ومستشار البيت الأبيض ألبرتو غونزاليس، من دون كشف مضمون اللقاء،. وجاء ذلك في وقت أشار استطلاع للرأي إلى تخوف ثلثي الأميركيين من وقوع اعتداء إرهابي في مدينتي بوسطن ونيويورك خلال مؤتمري الحزبين الديموقراطي والجمهوري. الفرص الضائعة ويعترف التقرير بأن الكثير من الفرص الضائعة كانت تقوم على التخمينات وأن البعض الآخر كان يتطلب تتبعاً للأحداث يعتمد على الحظ لتغيير النتيجة. ومن بينها إخفاق وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي في إضافة اسمي اثنين من الخاطفين على لوائح مراقبة الأرهابيين وعدم تعامل مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي في شكل مناسب مع اعتقال زكريا موسوي المتهم بأنه من المتآمرين في اعتداءات 11 أيلول، إضافة إلى العديد من المحاولات الفاشلة لقتل أسامة بن لادن زعيم "القاعدة" أو القبض عليه. وعلق العضو الجمهوري في اللجنة جون ليهمان، وهو وزير سابق للبحرية، على التقرير المرتقب بالقول: "أعتقد أن النظام الاستخباراتي لدينا تحطم منذ زمن بعيد. وأردنا ترك الشعب الأميركي يتخذ قراره في المسألة بنفسه، وهم ليسوا بحاجة إلى تنظيرنا". وإلى جانب دعوته إلى تعيين مسؤول استخباراتي رفيع، يقترح التقرير التوحيد بين لجان الاستخبارات في كل من مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس وإزالة الفروقات بين أعضائهما. من جهة أخرى، يورد التقرير تفاصيل عن استخدام ثمانية على الأقل من أصل 19 انتحارياً من منفذي 11 أيلول، إيران معبراً لدخول أفغانستان والخروج منها قبل الاعتداءات. غير أن مصدراً استخباراتياً أميركياً قال عما احتواه التقرير في هذا الشأن: "إذا كان هذا كل ما لديهم، فهو ضعيف جداً".